الابيات الستة الاولى نشرت قبلا
ورأيت أن اكملها فإليكم البقية

وقفتُ على الاطلالِ أطلالِ صاحبٍ=أتى وَمَضى كالطيفِ في عالمي المُضْني
بَنى في فؤادي هيكلا وَأضاءَهُ=بشمعِ الوَفا والحبِّ وَالسِّحرِ والفنِّ
وَضَوَّعَ في أرْكانِهِ طِيبَ عِطْرِهِ=فَرفرفَ منْ رُكنٍ بقلبي إلى رُكْنِ
كذلكَ حَظِّي في الحياة فإنهُ=إذا زَارَني فَرْحٌ تصَدّى لهُ حُزْني
وَإنّي حَزينُ القلبِ في عِزِّ فَرْحِهِ=لِصِدْقِ يَقيني إنَّهُ رَاحِلٌ عَنّي
ومَا الفرْحُ إلا غفوَةُ الحُزْنِ في الوَرَى=فَلا غفَتِ الاحْزانُ إلا عَلى دَفنِي
أتضحك يا قلبي ونحنُ إلى الثرى=وَتأكُلُنا الدِّيدانُ مِنْ سَاعَةِ الدَّفْنِ
وَفي الأمْسِ كُنا في حَداثةِ عُمْرِنا=نُغَرِّدُ مِنْ غُصْنٍ بنَشوى إلى غُصْنِ
وَنْقْطُرُ أحْلاماً وَحُبَّا وَغِبْطةً=لِنَجْني من الدنيا مِنَ الهمِّ مَا نَجْني
وَمِثلكَ يَا قلبي تَغرّبَ مُرْغَماً=وَمَا زال حَصّادا لِشوكِ الأسَى المُضْني
حَياةٌ لعَمْرِي... أسْتحِي أنْ أقولَهَا=وَلكِنَّمَا - وَصْفَاً - لَتعرفُ مَا أعْنِي
أنا يَائِسٌ مِنْ عَالَمِي مُتَطيّرٌ=فَأطْباعُهُ مَا خيَّبَتْ أبدا ظَنِّي