ريتشيل كوريReche Corrie
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
مَـنْ هي هذه الجميلة النحيفة التي هزت العالم وأصبح اسمها علماً تحمله سفينة ايرلندية لكسر حصار غزة؟
إنها الشابة الأمريكية التي أوقفت دراستها الأكاديمية لتأتي للعيش في فلسطين، في قرى نائية، مع الفلسطينيين في بيوتهم، تأكل معهم، وتعمل معهم، وتتحدث معهم لتساندهم وتكسر عنهم الحصار، حتى أصبحت تتقن اللغة العربية كأي عربي.
في شهر أيار( مارس) 2003، قررت الحكومة الإسرائيلية جرف وهدم منازل القرية التي تعتصم فيها " راشل كوري"، فخرجت هذه المناصرة للقضية الفلسطينية مع أهل القرية لمنع الجرافات عن تتنفيذ أوامر العسكر، اتصلت بها القوات الإسرائيلية لحثها على مغادرة القرية، لكنها عوض الإستجابة، وقفت أمام الجرافة التي كانت تنوي جرف منزل السيد" سمير نصر الله".
وفي مشهد مروع، لا زلتُ أحتفظ في ذاكرتي بكل تفاصيله، وقفت هذه النحيفة بلباسها الأحمر، وكلما أرادت الجرافة أن تتحرك تعترضها هذه الفاتنة، وتواصلت النداءات من طرف الجيش الإسرائيلي لزحزحتها عن الطريق، لكن إيمانها كان أقوى من حركة الجرافة، ومن قرار الجيش، توسل إليها السائق بأن تتركه ينهي أوامره، لكنها كانت مؤمنة بالقضية التي أضحت عند الكثيرين من العرب شيء عادي، وبالنسبة لها _هي الأمريكية_ شيء غير عادٍ، شيء شاذ، شيء خطأ ويجب تصحيه ولو بالروح.
في الثقافة العربية، هناك الكثير من الشعوب تسير وراء "زعمائها" منادين:"بالروح بالدم نفديك يا....(ضع أي اسم لتكتمل الجملة)"، وحين تَحُمُّ الحاجات، تنهار الهتافات، فهل هناك أحق من غزة قضية تُفدى بالروح؟.
"راشل كوري" لم ترفع شعارا، بل نفذت أسمى الشعارات: "بالروح بالدم نفديك ياغزة". وأمام عدسات العالم، وببطء بطيء داست الجرافة التي صنعت في أمريكا جسد الجميلة "راشل كوري" التي صُنع هو أيضا في أمريكا.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
لن أنسى المنظر، لن أنسى ثقل الجرافة وهو يهوي على جسم غض طري، وكاميرات العالم تنظر، والصيحات تتعالى من حولها.
حولتها الجرافة إلى جثة هامدة، وفي المحكمة العسكرية الصورية الإسرائيلية قال السائق بأن جسمها لم يظهر له.
"راشل كوري" كانت تلبس لباسا لفضح ادعاء السائق وكأنها كانت تعلم ما سيقوله للمحكمة.
فهل ماتت "راشل كوري"؟؟

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
خلال الأسبوع الماضي، جاءت" راشل كوري" مرة أخرة لفك الحصار عن غزة، جاءت محملة بالسلع والناشطين ممن دافعوا عن " راشل كوري" وممن لم ينسوا تلك الطالبة التي داستها جرافة الإسرائيليين دفاعا عن قضية عربية اسلامية، وهي الأمريكية لا تحمل في قلبها سوى انسانيتها.
عادت " راشل كوري" من إيرلندا، سفينة لتقول للعالم المناصر لهمجية اسرائيل:"لئن قتلتم " راشل كوري" الطالبة، فهاهي" راشل كوري" السفينة قادمة لتُكمل ما بدأته الطالبة.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
فكم نحتاج نحن العرب من" راشل كوري" الطالبة التي أوقفت دراستها الجامعية لنصرة أهل غزة، " وكم يلزمنا من خشب وحديد لصنع " راشل كوري" جارية تحمل الزاد والعتاد لفك الحصار على إخوان لنا سنُحاسب على حصارهم؟؟؟.
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
هــري عبدالرحيم _ المغرب_