أين الضجيج العذب والشغب
للشاعر عمر بهاء الدين الأميري يرحمه الله
عندما عاد أولاده إلى حلب وبقي وحيدا في غربته


أين الضجيج العذب والشغبُ أين التدارس شابــه اللعبُ؟
أين الطفولة في توقدهـــا أين الدمى في الأرض والكتبُ؟
أين التبــاكي والتضاحك في وقت معـاً، والحزن والطربُ؟
يتزاحمون على مجالستــي والقرب مني حيـثما انقلبـوا
فنشـيدهم: (بابا) إذا فرحـوا ووعيدهم: (بابا) إذا غضـبوا
وهتـافهم: (بابا) إذا ابـتعدوا ونَجيّهم: (بابا) إذا اقتربــوا
فـي كـل ركـن منهـمُ أثـر وبـــكل زاوية لهم صخبُ
في النافـذات زجاجَها حطموا في الحائط المدهون قد ثقبـوا
في الباب قد كسـروا مزالجه وعليه قد رسموا وقد كتبـوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا في علبة الحلوى التي نهبـوا
في الشطر من تفاحـة قضموا في فضْلة الماء التي سكـبوا
إني أراهـم حــيثما اتجهتْ عيني كأسـراب القطا سَربوا
ذهبوا، أجـلْ ذهبوا ومسكنهم في القلب ما شطوا وما قربوا
دمعـي الـذي كتمتـُهُ جَلـَدا لما تبـاكوا عندمـا ركبـوا
حتـى إذا سـاروا وقد نزعوا من أضلعي قلبـا بهـم يجبُ
ألفيـتـُني كالطفل عاطفــة فإذا بـه كــالغيث ينسـكبُ
قد يَعـجـب العذال من رجل يبكي، ولو لـم أبـكِ فالعجب
هيهـات مـا كـل البكا خوَر إني وبي عـزمُ الرجـالِ أبُ
===
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي