إبراهيم عوض

دكتوراه حسنى مبارك فى العناد
مضروبة كدكتوراه البلبوص


نُقِل عن حسنى مبارك قوله على سبيل الافتخار إنه حاصل على دكتوراه فى العناد. يريد أن يقول إنه لا يستجيب لأى اقتراح أو نصيحة من أحد، ويصر على أن يسير وفق رؤيته هو. وكان ذلك واضحا طوال رئاسته لمصر، تلك الرئاسة التى كانت واسعة عليه تماما، وكان من الواضح أنه ليس أهلا لها بأى معنى من المعانى. وظهر ذلك أكثر فى الأيام الأخيرة من حكمه المتهافت الذى جلب الخراب والشقاء على رؤوس الناس فى مصر العزيزة حتى انتشر اليأس فى النفوس وأصبح أفق الحياة فيها مربدا أسود، وتمدد الفقر والعنوسة والفساد بطول البلاد وعرضها، وانصرف المواطنون عن العمل الخلاق، ولم يعودوا يشتغلون بكامل طاقتهم ولا بنصفها ولا حتى بربعها. ومع هذا فقد أثبت المتظاهرون الثوار أنهم أكثر عنادا من مبارك، أو قل: أثبتوا أن عناده إنما هو عناد زائف، عناد مضروب، عناد لا أساس له سوى الزعم الكاذب. لقد ظلوا طوال الوقت على موقفهم الرافض لبقائه فى السلطة ولو ليوم واحد، على حين كان هو يقول إنه باق إلى نهاية مدته، التى حصل عليها ككل مرة بالتزوير الفاجر الذى لا يراعى أمانة ولا شرفا. ثم تهاوى مبارك كتمثال من ورق غير مأسوف عليه ولحس كلامه ومضى إلى المزبلة، وبقى الثوار المتظاهرون عند كلمتهم، مثبتين أن الدكتوراه التى يقول إنه حصل عليها فى العناد ليست إلا ورقة مضروبة من جامعة وهمية تبيع الغش لمن يريدونه... بالضبط مثل الدكتوراه المضروبة التى حصل عليها سيدى البلبوص. أتعرفون البلبوص؟ وهل هناك من لا يعرف البلبوص؟ إن البلبوص وأمثاله هم إفراز المرحلة المباركية، وسوف يختفى هذا الإفراز بمشيئة الله، ويحل محله نموذج الشرف والكرامة والصدق.
بهذا يكون حسنى مبارك قد التحق بنادى البلابيص ذوى الدكتوراهات التى لا تستحق إلا أن يبلها صاحبها ويشربها على الريق، فلعلها تنزّل الديدان التى امتلأ بها مخه.