أقصر من أن تنشر

لم أكن أتخيل أن تأتي بي قدماي إلى هذا المكان أبدا... لقد ظننت طوال حياتي أن كل ما يمكن القيام به لابد أن يكون ضمن حدود توقعاتي وإمكاناتي ... لكن هذا لم يكن صحيحاً...

لقد مرت علي سنوات طويلة وأنا ادقق النظر علي أجدها أو أعثر على خيط يدلني عليها لكنني الآن أتجه لها ... صحيح أنني أكره الطائرات كما أكره هذه التي أنا فيها الآن لكنني وفي النهاية سأصل لها فلاتهم التضحيات إن كانت هي هنالك...

مددت جسدي بأقصى ما يمكن في مقعدي وكنت أجلس بجوار النافذة ولا يجاورني على المقعد الآخر أحد بينما كان على يساري وفي صف المقاعد الوسطى شاب وفتاة يبدوا من نظراتهما أنهما حديثا الارتباط ... آه ما أجمل وقع كلمات الحب عندما نجد من نبوح له بها ... ترى هل ستكون سعادتي كتلك التي في عيونهما ... أكاد أجزم ألا أحد يشعر بخلجان في قلبه مثلي أنا الآن ...

أغمضت عيناي ورحت أتذكر التفاصيل منذ البداية ... يوم عمل عادي كنت فيه كما كل يوم أمارس عملي برتابة حتى سمعت صوتاً أنثويا يسأل عني عفواً السيد خالد موجود ؟ حقيقة لقد شد الصوت انتباهي لكن ليست كل الأصوات الجميلة تدل على جمال مصدرها ... كلام يحتاج لتدقيق !!! تظاهرت باللامبالاة وشرعت ارتب طاولتي وانظر في الأدراج أسفل طاولة مكتبتي كمن لا يعنيه الأمر ... ثوان قليلة واستبقها عطرها إلي ... للحظات أغلقت عيناي اشتم تلك الرائحة الفردوسية ...
يتبع

محمد عدوان