الاديب والمفكر والشاعر المتصوف الاستاذ / عبدالجبارسعد (سهيل اليماني).. من رموز المجتمع اليمني وساحته السياسية وعلمٌ من أعلام الادب والشعر ، له إصدارات عدة في الشعر والادب والفقه ، آخر إنتاجه قصيدة بعنوان ( صنعاء تورق في دمي وتظلني ) ، نشرها يوم أمس ، يقولُ فيها :


بسم الله الرحمن الرحيم
صنعاءُ تورقُ في دمي وتُظِلني !!
شعر
عبدالجبار سعد
( سهيل اليماني )

أدهق كؤوسك واسقني يا ساقي
أنا ظامئٌ لِمُدامة العُشاق

أنا ظامئٌ والقهرُ يمنعني الهوى
فاعطف وأطفئ حُرقة الاشواق

في مهجتي أشواق عشاق الورى
والعشقُ يجري في دمي الدفاق

أنا بوح هذا الكون أزجل باسمهِ
سُبحان ربي المُبْدع الخلاق

وأنا عُرى الإيمان تَوّجني بها
من جاءنا بِمكارِم الإخلاق

وأنا العروبة صنتها من "يعربٍ"
وغَذوتُها من أطيبِ الأعراق

وأنا اليمانيٌّ الذي آباؤهُ
"سبأٌ "و"حميرُ" سادةُ الآفاق

"صنعاء" تورقُ في دمي وتُظِلني
و"ذمارُ" تَحضُنني بِطيبِ عناق

و " تهامةٌ" أقتاتُ رُطب نخيلها
وبـ "حضرموتٍ "إخوتي ورفاقي

وتَهِبُ من "عدنٍ" و"لحجَ" و"أبينٍ"
نفحات حبٍ ضَمّخت أعماقي

وأنا "تعزّ العز" فيها نشأتي
و بها المواهب والنعيم الباقي

ولكم قَضَيتُ مع "الصفي" بـ"يفرسٍ"
أسمارَ حُبٍ هذًبت أذواقي

وعَرجتُ بالروح الطهورِ إلى العُلى
وسَريتُ لـ"لأقصى" بِغيرِ بُراق

شوقُ "العراق" مَطيتي كانت وهل
نَمضي إلى الأقصى بغيرِ "عراق " ؟

****

لله ياهذا الزمان رميتنا
بسهام شرٍ مالها من راق

هذا "رَبيعُ الكفرِ" أرسل غيْثه
يُسقي النواحي بالدم المهراق

والناس باسطة إليهِ أكُفها
تُسقَى من "الغسلين والغُساق"

ألقت بَغايا القُدسِ فيه شباكها
تصطاد كلَ مُجاهد سباق

وتُطيلُ عُمرَ البغي في جنباتها
وكِرامُ "غزُّة" داخل الأنفاق

فافرح عَدو الله أشرقَ جدكم
بربيعنا يا ظُلمَة الإشراق

****

دعني وشطحات الهوى من مارقٍ
ودعِيُّ عشق واسع الأشداق

يتلو على أخدانه من فحشه
ما يوقظُ الشهوات في الفُساق

كالجحش يَنهق ثائراً ومُثوّراً
لله من جحشٍ ومن نَهًاق

قد ظلً يرتَعُ في هوى رَزّاقهُ
واليومَ يَجْحدُ نِعمة الرزّاق

أثرى وأفحش في الثراءِ بِظِله
حتى غدا من أعجب السُّراق

ألقى بعيدا عن "أزال" رحاله
وأطال في الدعوى بلا استحقاق

لكنها لفظته من جنباتها
أخت التُقى والطُهر والإملاق

الطُهرُ لا يحيا مع رجسِ الخنا
فاختر لِرِجْسك موطناً لفراق

****

عِزّي بدين الله ..شِرعةُ "أحمد"
هَديُ الإلهِ وحِليَةُ السباق

ليس "ابن ملجم" والخوارج أسوتي
وبرأتُ من مسترزقٍ أفاق

مرقوا من الإسلام واتبعوا بنا
شَرعَ الهوى الصخابُ في الأسواق

وتفاخروا بمجونهم وفُتونهم
وتسابقوا في ساحةِ المُرّاق

ألِفوا الخيانة والشقاق فدهرهم
أتباعُ كل مقامرٍ نعّاق

زادوا بما صنعوا المَواجِعَ والأسى
والنارُ لا تُطفي لظى الإحراق

****

أنا عِشتُ في أكنافِ آخر" تُبَّعٍ "
أزهو بعزةِ شامخٍ عملاق

في معشرٍ من مؤمنين تَطَهروا
لم يَخلِطوا إيمانهم بنفاق

حفظوا أمانتهم و صانوا دينهم
ووفوا بِعَهْدِ الله والميثاق

والآبِقون تأوًلوا وتَمَوًلوا
واستفتحوا بالمالِ و الأبواق

جاءوا بأعداءِ الفضيلةِ والتُّقى
والكُفرُ مَحْمُولاً على الأعناق

ما استنصروا بالصالحاتِ وإنما
نصِرَ الغواةُ بِخضرةِ الأوراق

باعوا الهُدى وشَروا ضَلالات العدى
بغنى الخليجِ وتِبْره البراق

وإذا أراد الله فتنة أمةٍ
بالمترفين فمالها من واق

قتلت بغيٌّ قبلُ "يحيى" فاصطبر
جيش البغايا قد عدا لِسباق

لكن أيامُ البُغاة ستنقضي
ويجيءُ فَجرُ الحق في إشراق

من باع للكُفًارِ عزة أرضه
سيبوءُ بالخسرانِ والإخفاق

والناكثون عُهُودهم ..أيامُهم
حُبلى بِكلِ كريهةٍ ومحاق