في كل عامٍ أُجْلَدُ بسياطِ قصائدكم
أُصْلَبُ شبحًا على نِصـال أقلامكم
أضواؤكم تعلنُ مأتمَ الإنسان
في بلادِ الطبولِ حياةُ استعراضٍ
تعانقُ أصواتَ القنابلِ والمدافعِ
تنتزعُ بلا رحمةٍ قلوبَ الأبرياءِ
تفترشها لصاحبة الجسد العاري
ترقصُ طربًا على جثمانهم
الأرضُ كستها بقايا أشلاء
فقدتْ نكهتها في عالم الحضور
دماء الشهداء تمتزج مع خرير خمورهم
تراتيل التأبين ترافق ترانيم الغانيات
(( زمن ضاعتْ فيه الحقيقة واغتربتْ فيه الروح ))
وجوه بلا ملامح
تتوارى خلف أقنعة ملونة
تنتزع طُهر أمي من محراب تعبدها
تغتصبُ عفتها لتلبسها أكفان الخطيئة
أرأسه تُنْحَرُ من أجل ماجنة تنام على أحضان الشهوات ؟!
" أتعلمون " ؟!
ما عاد لي وجه أمام جراحكم
صكوك الغفران تحترق خلف قضبان خطاياكم
زُكمتْ صفحات التاريخ
فما عاد الحواريون يخشون قائدا أعمى ولا أرعن
نحيبهم على أضرحة الحسين
وبكاؤهم بطولات صلاح الدين
أغلالٌ خلفها يتوارى قبوٌ مظلم
لمن رفع راية الحق المبين
خذوا أقنعتكم بعيدًا عني
فليس لي ملامح طُهرٍ بين أوراقكم ~

بقلم : سميرة رعبوب