وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهواالآية نزلت في توزيع الغنائم..فحرفها الشيوخ إلى اعتبار الأمر موجه لحفظ (السنة/ الحديث) ما أتاكم يعني ما قرأتوه عند البخاري ومسلم..والغريب أن التفاسير القديمة اعترفت أن الآية نزلت في الغنائم1- قال مقاتل.." وما آتاكم الرسول، يقول ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"..(تفسير مقاتل بن سليمان 4/279)2- قال الزجاج "وَمَا آتَاكَم الرسُولُ فَخُذوهُ أي من الفيء ، وَمَا نَهَاكمْ عَنْهُ أي عن أخذه فَانْتَهوا"..(معاني القرآن 5/146)3- قال الماتوريدي: قوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).يعني: ما أعطاكم رسول اللَّه من هذه الغنيمة فخذوه ولا تظنوا به ظنًّا مكروهًا وما نهاكم عنه فانتهوا، ليس نهي زجر وشريعة، ولكن نهي منع، وما منع منكم من هذا الفيء فانتهوا عنه."..(تفسير الماتوريدي 9/587)4- قال السمرقندي: "وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، يعني: ما أعطاكم النبيّ من الغنيمة فخذوه، وما أمركم الرسول فاعملوا به، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا يعني: فامتنعوا عنه. وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ لمن عصاه" (تفسير السمرقندي 3/428)وغيرهاالسبب أن هؤلاء لم يفسروا أمر الاتباع بحجية السنة لأن الحديث عن تلك الحجية لم يكن موجودا حتى نهاية القرن الرابع الهجري، كل هؤلاء عاشوا ما بين القرنين (الثاني والرابع الهجريين) والكلام على حجية الأحاديث واعتبارها مصادر تشريع ظهر متأخرا على التدوين بقرنين من الزمان على الأقل،ويلاحظ ذلك من مدونات المفسرين والفقهاء والمؤرخين الكبار كالطبري والغزالي والبغدادي..وغيرهم في هذا الزمن، كانوا غير مهتمين بتصحيح الأحاديث واعتمادها، وكتب هؤلاء في ميزان الحديث 95% منها ضعيف بمعايير المحدثين ، وخصوصا عند الحنابلة.أعقد الآن بحثا عن مصدر هذا التفسير بتحويل الأمر لحجية الحديث كمصدر تشريع وتسميته بالسنة، ولو أن المعطيات أمامي تقول أننا أمام أكبر عملية (خداع وتزييف) علمي في تاريخ المسلمين بدأت بعد موت أصحاب كتب الحديث بعدة قرون..