هـذا هو مكاني ، وعلى نفس المقعد سوف تلقاني ، بجوار تلك الطاولة التي تحمل كل أشيائي " علبة سجائري وفنجان القهوة الممزوجة بأحزاني " .
ما أكاد أنتهي من فنجان حتى يؤتى لي بآخر ؛ وما زلتَ تسألني ، ألا تذكريني ؟
كيف يكون لي هذا المجلس ، ولا يأتي على بالي ذكرى أول لقاء لنا ! ... كنتَ لي فيه الفارس المختال على فرس من نسج الخيال .
أتيت ألتمس لديكَ النور والضياء ؛ فانبهرت عيني لحظة اللقاء ، وأغمضت الطرف عن هذا الخداع .
واذكر أيضا ؛ سعيُكَ لي ، وأنا أ إن من الجراح ؛ فجئت تواسيني بصحبة زيفها الحنان .
ولأن الجرح غائر ، والألم أقسى من الإحتمال ، أغمضت عيوني ، وتقبلت هذا بامتنان .
ليس لنا حيلة سكان هـذا الزمـان ؛ فكلنا أصبحنا أصدقاء .
فعندما تكون الظلمة حالكة ... ولا مفر من اللقاء ... نتوهم الحب والحنان ؛ بل نحلم ببارقة أمل من أجل النجاة .
هـكذا إلتقينا ؛ وظن كل منا أنه التقى بالفارس المغوار ، الذي أتى إليه وحده بكل أدوات الصيد ، ليخرجه من عميق تلك البحار .
كم كنا في غفلة يا صديقي ؛ بل , يا رفيقي في درب الأمنيات ، عندما توهمنا وإنسقنا لهذا الوهم ، وذاك الخداع .
فأنا وأنت ؛ ما زلنا أسرى هذا المكان ، يحاول كل منا الفرار ؛ بل قل , ما زلنا نسعى ... بل نهرول لو في الأمكان ، طلبا ، بل , أملا في النجاة .
فما أقسى الحياة ، بضحايا هذا الزمان .
ما أقساها .. ما أقساها
المفضلات