أجل يا أستاذي العزيز، قد يستحق المبدعون العرب لا برجا فقط، بل أبراج كريستال ، أراها تتلألأ في زمني الزجر و الجزر العربيين، من المحيط الأمريكي إلى الخليج الأمريكي . أضطهد المبدعون في العالم العربي ، مند بداية اليقظة، قبل عقود مضت ، سجنوا في المعتقلات السرية ، توبعوا و حوصروا و اغتيلوا و قد لا يكفي هذا الحقل ـ المربع ـ لذكر المآسي التي تعرض إليها المبدع في صراعه ضد هيمنة الخمج العقدي الذي ينخر جسم ـ خير أمةـ و لنا عودة إلى هذا البدء.
لكن الاستحقاق بالقوة غيره بالفعل و تجربة الشعوب أمامنا لا لبس فيها، فكما طورد و نفي الشاعر الكبير سعدي يوسف و كما أغتيل الشهيد غسان كنفاني ، طورد و نفي فرانز فانون و أغتيل غارسيا لوركا، و كما انتحر كمدا ماياكوفسكي و ستيفان تزفايغ، انتحر كمدا و غبنا عدد ليس بالقليل من كتاب القصة و الشعراء المغاربة و المشارقة،و الكثير حوصروا من طرف مبدعين آخرين ـينتمون إلى الضفة الاخرىـ تحقيرا، أو تهميشا. مربط الفرس أن ما يحدث في العالم العربي ليس بالإستثنائي ، إنها مسيرة ـ التحررـ و العالم قاس إلى حد لا يطاق و يتطلب فيما يتطلب، قفزا على البداهة و تلافي دغدغة العواطف لأن الزمن الجبار الذي يجرف الضعفاء و الأقوياء على حد سواء، زمن لا يرحم.
أظن أن التجانس يبدو غائبا حين نفكر وضع المبدع ، فالمبدع أصناف و فئات في عالمنا العربي و قد كان كذلك منذ زمن تأبط شراًّ. أظن ، أن السؤال يكتسب مشروعيته: أي فئة من المبدعين تستحق فعلا ً برجا أو أبراج حتى؟. هل تلك التي تتمترس داخل الاتحادات و التي شكلت على الدوام احتياطي تعتمده السلطة وقتما أحست بانسداد الآفاق ، أم تلك الفئة التي اعتمدت على الذات و ربّة االإبداع ، و التي رغم الإكراهات و الإغراءات سمت بنفسها عن التراهات و نأت عن الكولسات؟ أسئلة عديدة أراها تتفرع و سؤال يردف سؤال إلى أن يرث الأقوياء الأرض و من عليها.
أمام المبدعين العرب الكثير حتى يطالبون بأبراج ـ عاجية كانت أم بلوريةـ. أمامهم صراع ضد الذات، ضد الامتثال ضد الكسل ضد البارانويا و الميغالومانيا ضد التدجين و التهجين، ضد التأمع و التبجح .النخبة العربية " الطليعة" وجدت كلّ شيئ جاهز، أبلغ و أرق لغة في الكون، تاريخ حافل بالعطاءات في جلّ المجالات، من غير اليونان كان يحتفل بالشعر و الشعراء غير العرب ، وا أسفاه.أ نضيف المأمون و وزن الكتاب ذهباً، أم نستحضر المقامات أو المعلقات أم الألفيات في النحو و الإعراب. هل الاسبانية أقدم و أدق من العربية؟ ثورة النيكاراغوا سميت بثورة الشعراء لأن جل محركيها كانوا من المبدعين.
أما عن هذه الجوائز المذكورة أعلاه فلا تعليق لدي عليها ، لإني بكل بساطة أفتقر إلى معلومات عنها ، إلا أن النزاهة ضرورية لتستكمل الجائزة شرطها المعنوي و لا تنقلب إلى نقيضها و بالتالي تستحيل ذات مردود سلبي إن على متلقيها أو المشهد الأدبي عموما.
إنها أول مشاركة لي في هذه التجربة الرائدة و أحيي بالمناسبة السيد رئيس الجمهورية ـ الفلسطيني الأبي ـ أحيي فيه هذه الروح التي لا تضعف و لا تلين، و لا أدري هل تقبل الجمهورية بمنحي منصب سفير ، فأنا أيضا أشوق لأن أكون ممثلا دبلوماسيا، سفير واطا في عالم التشرد فأنا لست مرموقا و لا شهادات أنمق بها مربع صورتي، إلا شهادة الترجمة و التي تكرم علي بها موقع أرابزترانسلاتورز بعدما اجتزت اختبارا و لهم مني أسمى آيات التقدير و الاحترام .عصامي التكوين، أعيش شظف العيش و التنقل و التوهان، لا سكن و لا زاد ، و مع ذلك أصرّ على البقاء، على االهمس في هذا الزمن الأصم .
أتمنى لتجربة واطا كامل النجاح و الاستمرار و كل نصر و أنتم بألف خير، و مزيد من اللغة العسكرية المستفزة للرجولة ياأخي عامر فالمبدعون و هذا ليس انتقاصا منهم لا زالوا ضحية الخوف الذي رسخته ممارسات الخمج العقدي ـ الستافيلوكوك ـ الذي يجثم على صدر الأمة مند عقود.
ملاحظة إلى رئيس الجمهورية:
أولما تسجلت صدفة تسجلت بإسمي الحقيقي ليس الذي يوجد في بطاقة الهوية " الهجامي حميد" ليس تمة فرق بينهما فقط حذفت حروف العلة من إسمي العائلي و ألف لام التعريف كذلك،فأصبح الإسم خفيفا يتمتع بصحة جيدة.
المفضلات