بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و التسليم على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
إخوتي الأحباء،
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، و أسعد الله صباحكم بكل خير.
في الحقيقة واجهنا يوم الأحد الماضي عند انطلاقة دورتنا مصاعب عديدة بالتواصل مع بعض، و ذلك بسبب وجود الرابط و كلمة السر التي لم يكن الكثير منكم يعرف عنها. و أود أن أشكر الدكتور حمزة ثلجة على جهوده الرائعة التي بذلها لكي نحاول إعلام كل من سجل في هذه الدورة ليلتحق بها.
و أود أن أشكر كل اللذين قاموا بترجمة النص و سوف نناقش ترجماتهم إن شاء الله يوم الأحد القادم.
آمل الآن أن يكون الجميع على دراية بكيفية الدخول للمنتدى و كيفية المشاركة.
اليوم و كما قلنا في الدرس الماضي، أننا سوف نتطرق إلى التعريب من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية، و هذا هو خط سيرنا على مدى هذه الدورة إن شاء الله ( يوم الأحد مخصص للترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنكليزية، و يوم الأربعاء مخصص للتعريب من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية).
أتمنى من الجميع الالتزام لكي نحقق أمثل و أكمل فائدة مرجوة بإذن الله.
يعتبر التعريب ( الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية) فناً من الفنون الجميلة التي تحتاج إلى مهارات استثنائية و خبرات واسعة و معرفة كافية في كل من اللغتين الإنكليزية و العربية. و كما بيّنا في المحاضرة الماضية، يجب على المترجم أن يدرك الفوارق الثقافية والاجتماعية و كل ما يتعلق بالتقاليد والعادات عندما يترجم من لغة إلى أخرى. و هذه المهارات تكتسب عن طريق التعلم المستمر للبنى القواعدية و نظام ترتيب الكلمات و المعاني و السياق وغيرها من الامور الضرورية التي يجب أن تراعى في اللغة الإنكليزية و كذلك الأمر بالنسبة للغة العربية.
كما يجب على المترجم الناجح أن يكون ماهرا في انتقاء المعنى المناسب الذي يقتضيه سياق النص الذي يترجمه كي لا يشوه المعنى و يتجه باتجاه مغالط. وهذا الامر يكون بالمثابرة و الجهد لمعرفة المفردات اللغوية و دلالاتها ومعانيها و مشتقاتها.
الترجمة ليست مجرد نقل المعاني لنص ما إلى لغة أخرى، بل إن هناك أمورا كثيرة يجب أن تراعى عندما نترجم، أهمها:
1- الجو العام للنص: ( يجب أن نفهم بدقة عن ماذا يتحدث النص)
2- الدلالات الخفية: ( يجب علينا أن نغوص في النص لنصبح جزءا منه لكي نعرف الدلالات الخفية التي يقصدها الكاتب)
3- السبك الجيد للمعنى: ( يجب أن نعمل جاهدين لكي يكون سبكنا للترجمة مقارب قدر الامكان لروح النص الاصلي الذي نترجمه)
4- الابتعاد قدر الامكان عن التقييدات المعجمية، و اتباع السياق الذي يفرضه النص علينا.
و أحب أن أنوه أن عملية التعريب و الترجمة تحتاج إلى أن تمر بالمراحل الهامة التالية حسب ما يقوله أو. ج. نيدا:
1- القراءة
2- إعادة القراءة و التعمق بالفهم.
3- تحليل و تفسير النص
4- ترجمة خاطفة أولية
5- وضع الترجمة النهائية و مراجعتها
6- قراءة الترجمة جيدا و صياغتها لتظهر على أنها غير مترجمة ( أي كأنها نص مأخوذ من اللغة الام).
طبعا إنني أفترض في هذه الدورة أن جميع الاخوة و الحمد لله تعالى لديهم الخبرة الكافية و المعرفة الجيدة بالنواحي القواعدية، و مع ذلك لا بد لنا من أن نتطرق للنواحي القواعدية على سبيل التذكير.
كلنا يعلم أن قالب الجملة في اللغة الانكليزية يختلف تماما عن قالب الجملة في اللغة العربية، و هذا في أغلب الاحيان يشكل مشكلة كأداء للمترجم عندما يصطدم بحاجز اللغة. فالجملة في اللغة العربية تتألف من فعل و فاعل و مفعول به (حالة الجملة الفعلية)، و لكن في اللغة الإنكليزية، تتألف الجملة من فاعل وفعل و مفعول به.
المفضلات