بدي ... أمي
بدي أمي ..قالها بصوته المرتجف وصوت بكائه المتقطع ونظراته الخائفة ينظر فيها إلى من حوله... تجمهروا على صوت فرامل السيارة وصرير عجلاتها المخيف وهي تتصارع مع حبات الإسفلت على شارع الموت ...
سمعت صرخته تلك التي انتفض لها كل جزء من أجزاء جسدي وتسارعت دقات ونبضات قلبي لهفة على ذلك الطفل الذي لم يدر ما الذي حصل له ولم ير نفسه إلا وقد سقط تحت عجلات تلك السيارة بسرعة عجيبة .. ورغم ألمه ورغم شدة خوفه إلا انه اخذ يصيح ... بدي أمي ......
كم أحسست عندها بأهمية ألام لأبنائها وشعرت بتلك العاطفة الجياشة التي صاحت في صدر هذا الطفل بذاك النداء ...
أحيانا كثيرة تتوارى تلك المشاعر بيننا وبين أبنائنا ربما في غمرة انشغالنا وبتسارع دقات الساعة تلك التي لا تترك لنا مجالا لنأخذ نَفَسَنا ونرى الدنيا قليلا من حولنا ....
نشعر بان مشاعرنا قد خبت أو لربما قد توارت من القلوب قليلا ..
لكن ... لا نعرف أنها تملأ قلوبنا وصدورنا وتخرج وتثور بكل عنفوانها وقوتها .. إذا ما حصل شيء لأولادنا أو مكروه ....
آه كم نحبكم أيها الأبناء يا أبناء قلوبنا .. يا مهجة في النفس انتم
واه لو ندري ... كم انتم تحبوننا
ما أجمل عطاياك يا الهي .. وما أسعدنا فيها
المفضلات