Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الإعلان الأول لحقوق الإنسان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 44

الموضوع: الإعلان الأول لحقوق الإنسان

  1. #1
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي الإعلان الأول لحقوق الإنسان

    الإعلان الأول لحقوق الإنسان



    بقلم الدكتور: نظمي خليل أبو العطا

    احترنا مع الالتقاطيين ومع المستغربين واختار الالتقاطيون والمستغربون معنا، الالتقاطيون من المسلمين يرفضوا مبدأ حقوق الإنسان جملة وتفصيلاً مصطلحاً ومقصداً وبنوداً مستندين على فهم كبرائهم في هذا الشأن فهم يرددون ما يسمعون دون وعي أو فهم فتشابهوا مع من )اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ( وهؤلاء النفر انكشفت كثير من أخطائهم في الآونة الأخيرة، هؤلاء عجزت أفهامهم عن كل فهم وقراءة عصرية للنصوص، كتب أحدهم يرفض حتى كلمة حقوق الإنسان، المتضمنة لحق الحياة وحق الحرية وحق العدل والعمل والأمن، واحتار المستغربون معنا فكل يوم يأتوننا ببضاعة جيدة من الغرب فنقول لهم هذه بضاعتنا ردت إلينا وقد نكَّرتهَا ولوثتها الحضارة المادية الغربية وصبغتها بصبغتها العلمانية الفاسدة المضادة للفطرة السوية.

    ـ ومن المنتجات المهمة التي أحضروها إلينا حقوق الإنسان، وعرضوها علينا ليبهروننا بها ففوجئوا بنا نخرج لهم أصل هذه البضاعة المبثوث والمحفوظ في الحياة العلمية للحضارة الإسلامية.

    ـ عرضوا علينا الإعلان الفرنسي لحقوق الإنسان بعدما وضعوه في مقدمة الدستور الفرنسي الصادر عام (1791م) والمتضمن حق الإنسان في الحرية والملكية والأمن ومنع الضرر وغير ذلك من الحقوق الحقيقية الواردة في الإعلان الفرنسي ففوجئوا بنا نقول لهم سبقكم الإسلام إلى ذلك وأوردنا لهم النصوص الدالة على ذلك.

    ـ عرضوا علينا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام (1948م) والمتضمن حق العدل والحرية والحق في الحياة وحفظ الكرامة، وحق التملك، والحق في العمل والراحة والتعليم وغير ذلك من الحقوق الحقيقية ففوجئوا بنا نقول لهم سبقكم الإسلام إلى ذلك وأبرزنا لهم النصوص الإسلامية الدالة على ذلك.

    ـ أدخلنا الإعلانين السابقين إلى جهاز كشف وبيان الحكمة والأصالة الإسلامي، فتعرَّف معظم الحقوق وأثبت أصالتها الإسلامية وكشف بعض بنور الهوى وأثبت خطورتها، ودق ناقوس الخطر منبهاً على ذلك، وهذا ما بينا بعضه في مقالنا السابق عن الضوابط الأساسية التي يجب أن تلتزم بها جمعيات حقوق الإنسان في ديارنا الإسلامية.

    أول إعلان لحقوق الإنسان في الإسلام:

    في السطور التالية نبين: أن أول إعلان لحق الإنسان في الحياة والحرية والعدل والكرامة في الإسلام هو قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( كل إنسان تلده أمه على الفطرة ) رواه البخاري ـ وانظر إلى كلمتي إنسان وفطره، والفطرة تشمل: الحرية، والحق في الحياة الكريمة والعدل وغير ذلك من المعاني التي يدل عليها الإسلام والحديث الشريف، ومن هنا قال الفاروق عمر قولته المشهورة:
    ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ).

    وقال صلى الله عليه وسلم:
    ( ثلاثة أنا خصيمهم يوم القيامة ـ وذكر منهم ـ: ورجل باع حراً فأكل ثمنه )
    رواه البخاري.

    خطة الإسلام لتحرير العبيد وتجفيف منابع العبودية:

    جاء الإسلام والعبيد في كل بيت ولو أصدر الإسلام قراراً واحداً بتحرير العبيد لخرج الآلاف منهم إلى الشوارع بلا مأوى أو مال أو حماية أو عمل، ومن هنا وضع الإسلام خطة طويلة الأجل لتحرير العبيد وبشر بالقضاء على العبودية بقوله تعالى:
    (وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فديةٌ مسلّمة إلى أهله وتحرير رقبةٍ مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليماً حكيماً )[النساء: 92].

    ـ قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في فتح القدير: ( في قوله تعالى: ) وتحرير رقبة مؤمنة (: أي: فعليه تحرير رقبة أي: عبد مؤمن أو أمة مؤمنة ) فمن لم يجد ( أي: الرقبة أو العبد، وهنا أخبرنا العليم الخبير بأنه سيأتي يوم لا يجد المسلم فيه الرقبة ووضع البديل وهو الصيام شهرين متتابعين.

    ـ ومن خطة الإسلام لتحرير العبيد جعله عتق العبد من الفدية، ومن كفارات اليمين، وفي حالة الظهار وغير ذلك من الآيات الواردة في ذلك.

    ـ جعل الإسلام لتحرير العبيد نصيباً من الزكاة الواجبة تدفع من بيت مال المسلمين لتحريرهم. قال تعالى:
    ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب )
    [التوبة: 60]. والرقاب هو تحريرها أي: تحرير العبيد بعتقهم.

    ـ كما أوجد الإسلام نظام التدبير وهو أن يَعِدَ السيدُ العبدَ أنه حر بعد موته أي: بعد موت سيده وهذا الوعد ملزم.

    ـ كما حرر الإسلام الأمة إذا تزوجها سيدها وولدت له مولوداً وأباح الإسلام للمسلمين الزواج من أمته فجعل ذلك باباً من أبواب تحرير العبيد.

    ـ كما أورد الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي مسعود البدري قال:
    كنت أضرب غلاماً ( أي: عبداً ) لي بالسوط، فسمعت صوتاً من خلفي: اعلم أبا مسعود، فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني، إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود: اعلم أبا مسعود قال: فألقيت السوط من يدي فقال: اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت: يا رسول الله! لا أضرب مملوكاً بعده، وقلت: هو حر لوجه الله تعالى فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ أما لو لم تفعل للفحتك النار ـ أو لمستك النار.

    ـ الكليات الخمس في الإسلام:

    كما حفظت الكليات الخمس في الإسلام مصالح الإنسان، وهي المصالح الضرورية التي تقوم عليها حياة الإنسان الدينية والدنيوية ويتوقف عليها وجوده الإنساني في الدنيا وإذا فقدت هذه الكليات اختل نظام الحياة الإنسانية، وفسدت دنيا الناس وهي حفظت الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل، وحفظ المال وتسمّى أيضاً بمقاصد الشريعة.

    قال الإمام الغزالي ـ رحمه الله ـ في المستصفى: ومقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يقوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة.

    الإنسان مكرم في شرع الله:

    قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً )[الإسراء: 70 ـ 71].

    وجعل الله قتل إنسان واحد بغير حق قتل للبشرية. قال تعالى:
    (أنه من قتل نفساً بغير نفسٍ أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً )[المائدة: 91].

    ـ حقوق الإنسان بضاعة إسلامية:

    من السابق ومن آلاف الأدلة الشرعية نرى أن حقوق الإنسان واجب إسلامي وهي بضاعة إسلامية، وأن حقوق الإنسان لم توضع قط موضع التنفيذ العادل في تاريخ الإنسان إلاّ من حين حكم الإسلام في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام واستمرت منفذة طيلة الحكم القوي العادل في الإسلام، ولا أدل على ذلك من ول الرجل لعمر: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر
    .


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية نصر بدوان
    تاريخ التسجيل
    26/10/2006
    المشاركات
    483
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الحبيب

    باختصار ولا أريد أن أطيل عليك

    كل ما ذكرته صحيح

    القصور ليس في الإسلام كتعاليم ومنهج ,

    القصور في مسلمي اليوم من العالم حتى الجاهل

    القصور العملي والنظري

    فلا نحن استطعنا أن نقدم مفاهيم الإسلام وتعاليمه للعالم نظريا ,

    ناهيك عن تقديمه عمليا , فليس هناك نموذح حقيقي , لتطبيق الإسلام

    متمثلا في نظام ما , حتى نقول هاهي دولة الإسلام وهذه نتائج التطبيق .

    بل الأمر والأدهى أننا نحارب اسلامنا ونحارب أنفسنا بذلك , في تشويه صورة الإسلام

    وتقديم الصورة السلبية له قولا وفعلا , شعوبا وأنظمة , قل بربك أي فضيلة من فضائل الإسلام

    تمسكنا بها , وأية كبيرة لم تصبح شائعة لدينا .

    [poem=font="Simplified Arabic,6,deeppink,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="../backgrounds/4.gif" border="groove,4,teal" type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    وجعلت لي قلبا قد من رحمة =ومن قد من رحمة كيف يقسو؟[/poem]

  3. #3
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أخي الكريم

    ناصر بدران


    أشكر لكَ هذا التعليق الطيب

    حقّا والله لو تمسكنا بديننا كما يجب علينا , لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من
    ذل , وعار , ومهانة ...

    تكالبت علينا الأمم من كل صوب , وحدب
    حين هجرنا كتاب الله , وسنة نبينا المصطفى وصحبه ...

    فالقصور يبدأ من أنفسنا أولًا

    وحين نصدق معها , نكون حينها صدقنا مع الله

    جزاكَ الله خيرًا أخي الكريم


  4. #4
    شاعر العامية المصرية الصورة الرمزية الشاعرمحمدأسامةالبهائي
    تاريخ التسجيل
    10/01/2007
    العمر
    66
    المشاركات
    1,214
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي



    الأخت الفاضله بنت الشهباء
    أسمحى لى بهذه المداخلة البسيطة المتواضعة لأوضح بعض الأمور
    فكلنا يعرفها ويحفظها عن ظهر قلب


    علينا ان ننتهز الفرصة لقيام عالم لايتراجع أمام الفخ الذي تمثله القوة والعظمة كما لايتراجع أمام ذاك الذي يمثله الجمود، والفكرة التي لدينا عن أنفسنا هي تلك التي تكمن في عالم متعدد الأصوات وقوامه التنوع والحوار والديمقراطية علينا ان نحيا معا لبناء عالم أكثر أمانا وأكثر إنصافا لحقوق الأنسان كما أرساها المصطفى الكريم بتعاليم الإسلام السمحة
    ومبدأ الفصل بين الدين والسياسة موجود في قلب كتابات المفكر المصري علي عبدا لرازق منذ مطلع القرن العشرين. واليوم، أصبحت هذه الضرورة في المضي قدما بالتفسيرات الدينية، دون المساس بأسسها، وتكييفها مع عالم متغير ويتغير باستمرار، مطلب العديد من المفكرين ، وقيام هذا الجدل في قلب العالم الإسلامي يشهد بوجود حوار نوعي بعيدا كل البعد عن الشكل الكاريكاتوري الذي غالبا ما يشوه به الإسلام من قبل الغرب الذى نال القدر الكافى من الأستفادة الحقيقية من الفتوحات الإسلامية بكل ماتحمله من عبق الأصالة والتواصل مع الأخر بأحكام الدين وقوانينه التى وبطبيعة الحال لم تتعدى على حريات الأخرين من غير المسلمين ، وهنا يمكن القول بأن العالمين الإسلامي والغربي اللذان تأثرا علي الدوام الواحد بالآخر، لم يفصل بينهما في يوم من الأيام حاجز يستحيل تجاوزه، وإذا أردنا أن نجدد هذا الحوار، ينبغي علينا أن نكون قادرين أن نطرح التساؤلات عن أنفسنا وأن نضع أنفسنا في مكان الآخر
    ونظرا للتوتر السائد في العالم، فإن الشعوب تواجه اليوم في مسألة انتمائها لهوية أصولها وجذورها نوعا معينا من العنف وإن العالم الإسلامي ينبغي عليه مواجهة العديد من تحديات
    ما اشارت إليه بالتصدير لموروثنا مغلفا بأغلفة غير إسلامية فهذا ليس بعيب فى الغرب بل العلة تكمن بنا نحن والجهل المفرط الذى ألم بنا بعدم فهم الدين الفهم الصحيح ، وهناك مشاكل ذو طبيعة سياسية إذ أن التردد في السير نحو الديمقراطية والشعور بسوء إدارة الحكم وصعوبة مكافحة الفساد تنمي الحرمان واليأس ونحن نعرف الخلل الذي يؤثر علي بعض دول العالم الإسلامي كما يؤثر علي مناطق أخري من العالم وبالتحديد عدم انصياع غالبية الحكومات العربية والإسلامية بالامتثال الأمثل بالدين لتعارضه وتوجهاتهم فى إدارة الحكم غير معتبرين بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان
    وأخيرا، يجب الأخذ بعين الاعتبار الإحساس بالهيمنة الثقافية التي يمارسها العالم الغربي من خلال نهضة العولمة بألا يعطينا الغرب الشعور بالرغبة في فرض نمط حياة واحد في كل مكان، وبذلك يعرض الثقافات والهويات العربية للخطر. وهذا الخطر هو بدون شك مرتبط بكل علاقة تقام مابين عالمين ومفهوم الإسلام الصحيح يحث على الانفتاح لا الإنغلاق
    ـــــــــــــــــــــــــــ
    وشكرا لبنت الشهباء
    الأخت أمينة
    طرحها لهذه القضية ......
    فالموضوع له أبعاد أكبر وأكثر من اعادة التصدير لموروثنا الإسلامى
    وحقوق الإنسان فى صحيح الدين والثبات على الثوابت
    وحكامنا ياأختاه على غير ذلك فهم يمارسون الدين شكلا .،
    والشكل غير كل المضمون
    لكم تحيتى
    ولك كل الود والأحترام
    أخت أمينة
    أخيك الشاعر
    محمدأسامةالبهائي
    مصر


  5. #5
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    الأخ الكريم الفاضل
    الشاعر محمد أسامة البهائي
    سؤال نسأله لأنفسنا ونجيب عليه بصدق
    من أين جاء فصل الدين عن الدولة , ومن سنّ لنا هذه القوانين والشعارات والأحزاب الغريبة عن ديننا ومبادئنا وثوابت أصولنا !!؟؟؟...
    وما الهدف والغاية من وراء هذا كله !!!؟؟...
    في مجلة أكاسيا الماسونية سنة ( 1903) قولهم :
    (( إن النضال ضد الأديان لا يبلغ نهايته إلا بعد فصل الدين عن الدولة ))
    وفي النشرة الرسمية التي أذاعها الشرق الأعظم في فرنسا في تموز سنة
    ( 1856م) قولهم :
    (( نحن الماسونيين لا يمكننا أن نتوقف عن الحرب بيننا وبين الأديان , لأنه لا مناص من ظفرها أو ظفرنا , ولا بد من موتها أو موتنا , ولن يرتاح الماسون إلا بعد أن يقفلوا جميع المعابد ))..
    ومن أقوال المحفل الماسوني الأكبر سنة ( 1922م ):
    (( سوف نقوي حرية الضمير في الأفراد بكل ما أوتينا من طاقة , وسوف نعلنها حربا شعواء على العدو الحقيقي للبشرية . الذي هو ( الدين ) وهكذا سوف نتنصر على العقائد الباطلة , وعلى أنصارها )).
    أما ما جاء في
    بروتوكولات حكماء صهيون :
    ومن أوامر هذه البروتوكولات:
    في مجال الدين والعقيدة :
    يجب أن ننزع فكرة الله ذاتها من عقول غير اليهود وأن نضع مكانها عمليات حسابية .. أو رغبات مادية
    ( ب: 4 )


    فالهدف والغاية يا أخي الكريم أسامة واضح ولا لبس فيه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ...
    ولكن للأسف ما زلنا نلهث وراء الغرب والحرية التي ينادي بها , وننسى بأن هدفه هو سلب كرامتنا , وضياع هويتنا من أجل أن يسهل عليهم سرقة أموالنا ونهب ثرواتنا وضياع بلادنا ..

    والحديث والله يطول ويطول
    ويكفينا أن نعلم بأن الله أرسل لنا نبينا الأميّ ليكون رحمة للعالمين جمعاء
    لم تقتصر رحمة رسالته المحمدية على الإنسان فقط , بل شملت حتى الحيوان والنبات ...
    لنسمع فقط معًا ما قاله الحبيب في مجال حقوق الحيوان :
    (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت)
    رواه أحمد ومسلم وابن ماجه عن ابن عمر ، والبخاري عنه
    (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها وشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يأكل الثرى
    من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي ! فنزل البئر فملا خفه ماء ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له ، قالوا : يا رسول الله ! وإن لنا في البهائم أجرا ؟ قال في كل ذات كبد رطبة أجر )
    أخرجه البخاري كتاب المظالم باب الآبار على الطرق 3 / 173
    وقوله :
    لا تنزع الرحمة إلا من شقي.
    رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
    فأين هم الغرب من هذه الحقوق التي جاء بها ديننا الحنيف !!؟؟...
    أين هم وأكثر من مليون شهيد في العراق قتل بحجة نشر الحرية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب !!؟؟...
    كم كان عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية !!؟؟
    ففي الحرب العالمية الأولى كان عدد القتلى يتجاوز واحدا وعشرين بليونا , والحرب العالمية الثانية كان عدد الضحايا أكثر من خمسين مليونا ...
    هؤلاء الذين يصدرون لنا حقوق الإنسان !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
    أما آن لنا أن نستفيق من غفوتنا وسباتنا يا أمتي !!؟؟...

    أشكركَ جزيل الشكر والاحترام
    أخي الكريم الشاعر الحر
    محمد أسامة البهائي
    على هذه المداخلة الكريمة الواعية


  6. #6
    شاعر العامية المصرية الصورة الرمزية الشاعرمحمدأسامةالبهائي
    تاريخ التسجيل
    10/01/2007
    العمر
    66
    المشاركات
    1,214
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخت الكريمة الواعية
    بنت الشهباء
    سعيد أولا لتواصلي معك في هذا النقاش
    والذي يحتاج لقاعات ومكبرات للصوت ولكل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للدرر الثمينة
    والمفيدة والواضحة لأفكارك وتوجهاتك وصرخاتك المدوية لكل الأرجاء
    ثانيا : والحمد لله رب العالمين .. الله يعلم مدى تمسكي وتضامني والفكرة الرئيسية لطرحك الواعي والمستفيض بالإضافة لرغبتنا فى خلق وعبر مداخلاتنا تصحيحا لبعض الأمور الذى يغفلها الكثيرون ، وعلى الله قصد السبيل.

    تقبلى شكرى وتحياتى
    ولنا عودة
    لأن الموضوع عاجبنى
    وفى نفس الوقت يا أختاه متعجب
    ( أين أصوات المثقفين والمبدعيين والأكاديميين من هذا الطرح)
    لماذا يتعمد البعض عدم المشاركة
    أننى أريد أن أتعرف على آرائهم
    وأريد أن أرى حميتهم وغيرتهم على ديننا الحنيف
    وأريد أن أرى ثوريتهم فى هذا النضال
    صرخت بكل اللغات وآاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااه
    ــــــــــــ
    لك مودتى ياحادية الوعى فى منتدانا الوتاوى
    أخوك
    الشاعرمحمدأسامة


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية KHALID Mostafa
    تاريخ التسجيل
    09/11/2006
    العمر
    58
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي وهل يعرف الإنسان حقوقه؟

    بنت الشهباء المهمومة... تحية تقدير وإعجاب متواصل، سألتك بالله كيف نطالب بما لا نعي؟ وكيف نطلب من أحد أن يمنحنا هويتنا؟ نعم حقوق الإنسان بمثابة هوية أراها في سلوكك، وكلامك، وهي بالتالي منحة الله العزيز لكل إنسان، ولكن لا يفعلها إلا سلوك قويم، نابع من فهم لكل شيء وأي شيء، فإذا ما تحدثنا عن حقوق الإنسان، فنحن نتحدث عن الإنسان نفسه. وقديما قالوا ((القناعة كنز لا يفنى)) فهل أعرف مَن أنا؟ وإذا عرفت، فأنا أعرف ما هو مطلوب مني لأحتل المكانة التي أريدها. فأنا فلاح بسيط أشعر بأنني لا شيء سوى مزارع، أحرث الأرض وأحصد الثمر وأبيعه وأعيش، وفي الوقت ذاته أقف أمام أقوى ملوك الأرض بكل شموخ وكرامة، رجل لرجل، لقناعتي بأنه ملك يجيد وظيفته، وأنا مزارع أجيد وظيفتي، هذا ببساطة، أما الحديث عن إنسان يزعم أنه يملك إمكانات خارقة ولكنه مظلوم في الحياة، فأعتقد أن إمكاناته بسيطة مثل تفكيره، لأنه ببساطة كان سلبيا، فإذا كان عبقريا كما يقول، لن يشعر أن الظروف أقوى منه، ولن يشعر أن العالم يتآمر عليه، لأنه يفكر بطريقة إيجابية تؤهله لتخطى عقبات الطريق التي تواجه كل الناس، ستؤهله قدراته للبحث عن طريق جديد يوصله إلى هدفه، غير الطريق المسدود، سواء بفعل الأمطار والسيول، أو بفعل فاعل، أو مؤامرة.
    أنا أتحدث عن مفاهيم قد تأخذنا إلى القمة، أو إلى سحيق السراديب، أتحدث عن إنسان لا يملك شيئا ويطلب كل شيء، أتحدث عن ماذا قدمنا وأين نقف؟ لو دققنا النظر لوجدنا أننا نحتل المرتبة المناسبة والمساوية تماما للجهد الذي بذلناه. وأصدقكم القول أنني كثيرا ما أردد قوله تعالى ((وما ربك بظلام للعبيد)) وأقول لنفسي، أكيد نحن نستحق ما نحن فيه، وأن نصر الله لم يتأخر عنا، بل نحن المتأخرين في طلبه. وأقسم لك يا أختاه أننا حتى لا نطلب النصر من الله، لأن الله يتعمل مع الأفعال، ونحن لا نفعل، بل فقط نتكلم، فيا ليت كلماتك العظيمة تصبح ناقوس رنانا يخترق الآذان الموصدة، فترتجف القلوب المغتصبة من قبل الشهوات، فتنتبه العقول للفعل، وتمنحه جل وقتها، وفكرها، الفعل يا أختاه، العمل ثم العمل ثم العمل، جلاء كل هم، ورفعة كل من يطلب الرفعة.
    مع خالص تحياتي
    سامحيني إن أخطأت، وأدعو الله أن أكون مصيبا
    خالد مصطفى


  8. #8
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أخي الكريم الشاعر الحرّ الأبي
    محمد أسامة البهائي
    أشكركَ يا أخي الفاضل على هذا التواصل فيما بيننا , ويكفينا والله أن نقول كلمتنا دون خوف ولا وجل ولا خشية إلا من الله خالقنا فهو حسبنا وكافينا ...
    وفضل من الله ونعمة أن أكرمنا لنكون حملة أقلام تحمل على رأس سنامها الكلمة الطيبة والحرة النزيهة .. ونسأله دائما أن يكون لنا لسان صدق في الآخرين ولا يخزنا يوم يبعثون ...
    من أجل هذا يا أخي الكريم نعمل ونجاهد ليعلم العالم كله بأن مازال في أمتنا من ينبض قلبه بالحب والولاء والوفاء لها ..
    أخي الكريم : عودة إلى موضوع حقوق الإنسان الذي ينادي بها هؤلاء أعداء الله ورسوله ...
    فلنعود معًا اليوم إلى تعاليم ديننا وما أمرنا الله به ورسوله معلم البشرية جمعاء
    ولنسأل كيف كان نبينا الأميّ يدافع عن حقوق الإنسان !!!؟؟؟..
    لنتناول فقط اليوم كيف كان الاسلام يخوض الحروب ليعلم العالم كله أن الإسلام هو منهج وشريعة حياة جاء ليخرج الناس من ظلم العباد إلى عبادة الله الواحد الأحد ..

    عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر رجلا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال:
    ( اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خلال أو خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين وإن أبوا فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا) قال علقمة فحدثت به مقاتل بن حيان فقال حدثني مسلم بن هيضم عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك .

    تحقيق الألباني :
    صحيح ، الإرواء ( 1247 و 7 / 292 ) ، الروض النضير ( 167

    هل وصلت الإنسانية إلى علو رسالتنا ورحمة ديننا !!!؟؟....
    هذا هو ديننا الحنيف ونبينا الأمي يا أهل الحرية والديمقراطية

    ولنا عودة بإذن الله لنتابع معًا أخي الكريم
    الشاعر محمد أسامة البهائي


  9. #9
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    لا والله يا أخي الكريم
    خالد مصطفى
    حاشى لله أن تقع في الخطأ ... فقد أجاد لسان قولكَ بكلمة حق لم أسمعها إلا من الأحرار الشرفاء والرجال النبلاء ...
    أخي الكريم خالد يكفيكَ فخرًا وكرامة أنك تعرف من أنتَ ....
    أجل أقولها هنا وبصوت عال :
    من أنا !!؟؟..
    ما هويتي وما هدفي وما غايتي !!!؟؟؟...
    نحن هنا وقفنا من أجل أن نعلن للعالم بأسره بأن أمتنا لن ولم تموت , بل سيبقى هناك ضمائر حيّة , وألسنة حرة جريئة تقول كلمتها دون خوف ولا وجل إلا الله فهو كافيها وحسبها ...
    وأنا أقرأ ردكَ يا أخي عدت إلى المدرسة المحمدية وكأنني أسمع صوت الصحابي الجليل خباب بن الأرت وقد نال ما نال من التعذيب والتنكيل من المشركين والطغاة والظلمة حينما أتى إلى معلّم البشرية وسيد الصابرين نبينا محمد صلى الله عليه ليقول له :


    عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلنا : ألا تدعو الله فقعد وهو محمر وجهه وقال :
    " كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بمنشار فيوضع فوق رأسه فيشق باثنين فما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " .
    رواه البخاري

    أشكر لكَ يا أخي الكريم كلماتكَ , وأتمنى من الله أن أكون أهلًا لها , وأن يرزقنا الله الهدي والإيمان والثبات على قول كلمة الحق
    إنه سميع مجيب


  10. #10
    شاعر العامية المصرية الصورة الرمزية الشاعرمحمدأسامةالبهائي
    تاريخ التسجيل
    10/01/2007
    العمر
    66
    المشاركات
    1,214
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المبعوث رحمة للعالمين
    محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب العرش العظيم وأن محمدا عبده ورسوله

    أما بعد

    الأخت الكريمة بنت الشهباء

    أكرر تحيتي وصادق مودتي

    أولا : سعيد لتواصلي معك في هذا النقاش ومعذرة لعدم توجيه خطابي للمتلقي بصيغة دينية
    وكلماتك الطيبة والمفيدة والواضحة لأفكارك وتوجهاتك وصرخاتك المدوية لكل الأرجاء
    ثانيا : والحمد لله رب العالمين .. الله يعلم مدى تمسكي وتضامني والفكرة الرئيسية لطرحك الواعي والمستفيض بالإضافة لرغبتنا في خلق وعبر مداخلاتنا تصحيحا لبعض الأمور الذي يغفلها الكثيرون ، وكما أوضحت من قبل ومازلت أتعجب أين المثقفين والمبدعين والمعنيين بهذا الطرح ولماذا هم صم بكم عمى عن قول كلمة حق اللهم أهد اللهم حبب أليهم الإيمان واسكن السكينة قلوبهم وعلى الله قصد السبيل.حسبى الله ونعم الوكيل حسبى الله ونعم الوكيل حسبى الله ونعم الوكيل.
    وأستسمحك بالمداخلة الثانية لا للرد عليك وإنما تواصلا ، والهم العام لقضية بالغة الأهمية.
    فنحن بصدد مسلمين اليوم وواقعهم بالمنطقة التى ننتمى أليها نحن العرب كأطلالة على القومية العربية
    والنظرة التحليلية حول مفهوم العلاقة بين الإسلام والغرب في الوقت الذي تحمل فيه بعض الدول الغربية والأوروبية مسئولية ذات طبيعة خاصة بها وبما يخدم مصالحها بتحركها منذ ماقبل القرن الماضي .. في حين لم يفعل العالم الإسلامي للحفاظ على كياناته سوى مانتلقاه عبر وسائل الإعلام من مؤتمرات للعالم الإسلامي ، وتصريحات ، وشجب ، وتوابع شكلية
    وعدم جدوى الخطاب الديني لغير المسلمين قبل المسلمين أنفسهم وهانحن نرى مايتعرض له المجتهدين من الملتزمين داخل الكيانات العربية من التحجيم والاعتقالات والمطاردات من المؤسسات الأمنية والسياسية وانصياع الحكومات وراء أعداء الأمة لمجابة التيارات الإسلامية ، (كما نرى ماواجهه التيار الإسلامي حماس ) غير أن تحركات الأصولية الدينية أحادية الجانب أسفرت تحركاتها على زيادة جرعة الكراهية والاتهامات لجوهر الكيان في مجمله وهذا مالا ينكره أحد ومن هنا علينا أن نتحلى بمزيد من اليقظة حيث إن الأصولية الدينية تسعي لكي تكون علاجا مغريا في مواجهة خطر تشنج المجتمعات. إن الأصولية ليست حكرا علي الإسلام وهي شكل من أشكال الهوية المتقوقعة الأكثر تطرفا وبلورة هي الأكثر حدة لها. وإن الإسلام والمسيحية اليوم ديانتان لا عنف فيهما ويمكن للمتعصب أينما وجد أن يستقي من الدين حجة للانحراف نحو عدم التسامح. أما فيما يتعلق بالماسونية والبروتوكولات الصهيونية لعنة الله عليهم إلى يوم قيام الساعة ، أرهقت الإسلام بلا شك في هذا والمسلمين في حاضرهم ولم ، ولن تقضى عليه بعون الله وحفظه
    لقد كان الخوف من المواجهة بين الحضارات يشغل الألباب منذ ما قبل اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول بكثير. وبالطبع، هناك أشياء وأمور كثيرة تفصل بين العالمين فمن ناحية، هناك مجموعة من الشعوب والبلدان تتقاسم ديانة واحدة غالبا ما يتم اعتبارها غير قابلة للفصل عن السياسة، وهي شعوب وبلدان لم تحصل سوي بشكل متفاوت علي الثروات التي تنعم بها الدول الصناعية الكبرى ومن ناحية أخري، هناك نطاق جغرافي تكمن وحدته في مجموعة من المواريث المشتركة، بدءا من بلاد الإغريق القديمة إلي عصر النور والمعرفة، مرورا بالديانة المسيحية، وهو قطب يتشكل اليوم من أنظمة ديمقراطية متمسكة بتصور ما للعلمانية ومعتقدات ليست بتواصل مع الخالق العلى القدير جل شأنه في علاه
    وعن ماجاء فى حديثك
    ( أين هم وأكثر من مليون شهيد في العراق قتل بحجة نشر الحرية والديمقراطية ومحاربة الإرهاب !!؟؟...
    كم كان عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى والثانية !!؟؟
    ففي الحرب العالمية الأولى كان عدد القتلى يتجاوز واحدا وعشرين بليونا , والحرب العالمية الثانية كان عدد الضحايا أكثر من خمسين مليونا)

    فلقد ولدت الأحداث التاريخية انطباعا بوجود صراع بين هذين العالمين، بما تخللها من مواجهات متعددة امتدت عبر التاريخ من الغزوات العربية إلي الحروب الصليبية، ومن التوسع العثماني إلي الاستعمار الأوروبي. وغالبا ما كانت الظروف في القرن العشرين رهن للتوترات والصراعات بين الدول الإسلامية والأمم الغربية، إما من حيث نزع الثروات وإما من حيث فرض الهيمنة لعدم تعارض المصالح والمطامع الاستعمارية و إما من حيث الحروب سعيا للاستقلال أو لأسباب أزمات قهرية كأزمة تأميم قناة السويس ومعركة بورسعيد أم الثورة الإيرانية ويأتى وجود أهم الأماكن المقدسة التابعة للإسلام السني والشيعي والديانة اليهودية والمسيحية في ذلك المثلث القائمة أضلاعه بين مصر وسوريا و فلسطين وإيران والعراق والمملكة السعودية، لا يؤدي اليوم إلا إلي تأجيج المشاعر الجياشة ونرى العجب العجاب من أفعال اليهود تجاه إدعاءاتهم وأرض الميعاد والبحث العشوائي عن موروثهم التوراتي على حساب أمة ، وشعوبا ، ودينا . ، وتجاهل العالم المسيحي لما يحدث لمقدساته ( كنيسة القيامة وكنيسة المهد ومعاقل عيسى ومريم عليهما السلام بفلسطين ) من التعدى السافر، وها نحن المسلمون نقف شاجبين ورافضين ومقدساتنا في أشد الحاجة لخلاصنا ووقفتنا يدا واحدة والمضي قدما في محاكاة الواقع بكل مانملك للحفاظ على الكيف قبل الكم والمضمون قبل الشكل فالجوهر أختنا العزيزة يفتقد الاعتمار الصحيح والسليم وكل واحد أرتكن لعبادة ربنا على مزاجه وعلى هواه ولا نستبعد أن الفطرة تلعب دورها هنا
    لقد ظهرت وتجلت أشكال جديدة من الخوف منذ عدة سنوات. وباتت جميع الشعوب تتأثر بالتوترات المتصاعدة والقلق من مستقبل تبدو معالمه مبهمة بالنسبة لهم وإن القلق يدب في العالمين الإسلامي والغربي فهل حكم عليهما بالتصدي مستقبليا لبعضهما البعض أم أن باستطاعتهما أن يعيشا معا؟ إن المسئولية الملقاة علي عاتقنا جسيمة في هذه المرحلة الفاصلة التي تتزايد فيها، من هذا الجانب وذاك، النزعة للهروب إلي الأمام. ففي عالمنا الذي ضل الطريق ، يتعين علينا أن نسلك مجددا الدرب الذي يوصلنا للآخر وبمواجهة هذه المخاوف، علينا واجب استبيان الحقيقة إن الإسلام هو الديانة التي يعتنقها ما يزيد علي مليار نسمة يمارسون شعائرهم في سلام، كيف يمكن إذن للإسلام ، بعيدا عن المواجهة والتصدي، أن يقوم بالرد علي المخاوف والتساؤلات الحقيقية التي يطرحها عالمنا اليوم؟
    فلنستبعد أولا المسلمات الخاطئة، وأولها الآفاق الجغرافية والسياسية غير الدقيقة والمغلوطة فلا الغرب ولا الإسلام يعيشان واقعا متجانسا، إن العالم الغربي عالم قائم علي التنوع، وأحيانا لم تفرض الديمقرقراطية فيه إلا في وقت متأخر، فلنفكر فيما حدث في اسبانيا والبرتغال واليونان وهي دول لم تحرر من نير الأنظمة الطاغية إلا في منتصف السبعينات ولنفكر أيضا في دول أوروبا الوسطي، التي بات لها اليوم عضويتها في الاتحاد الأوروبي، فلقد كانت بالأمس تعيش تحت وطأة واضطهاد النظام السوفيتي
    يتسم العالم الإسلامي أيضا من ناحيته بالتنوع، إما من حيث تنوع الشعوب والأحداث التاريخية واللغات والثقافات وإما من حيث تنوع القارات الذي ينتشر فيها من المغرب إلي الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، ومن الشرق الأوسط إلي أوروبا الشرقية وفي آسيا، ولا يجب أن ننسي أن الإسلام الأسيوي بات يشكل أغلبية اليوم، وأصبحت اندونيسيا تعتبر اكبر دولة إسلامية في العالم نظرا لتعددا سكانها وهى لا تـنتمى للقومية العربية وهناك أيضا تنوع في التيارات الدينية فالإسلام هو شجرة لها فرعان السنة والشيعة مع عدد من الأغصان الفرعية كالمذاهب المعروفة (حنفية ومالكية وشافعية وحنبلية)، هذا إلي جانب الفروق المتعددة داخل المذهب الشيعي.
    فمن مع من ومحزن الأخبار كل يوم يأتينا من العراق والتصفيات العرقية لأطراف من المفترض أنهم مسلمون ويدركون صحيح الدين؟؟؟؟
    أختى الفاضلة أمينه
    الدعوة تحتاج لصحوة الضمير الإنسانى من الراعى قبل الرعية
    والسياسة تحتاج لصحوة ضمير القومية العربية أن كان لها أصلا ضمير
    وبعد أن قرأت مداخلة الأخ الكريم خالد بما تحمله من هم مخلوق هذا القرن تحت وطأة حكام هذا القرن لأن يفكر ككل جيله المظلوم بفعل فاعل جاءت هذه النقاط التي تحدثت عنها من منظور ( علماني إلى حد ما ) تحمل هموم ومواجع مسلم عربي يعيش في القرن البعيد عن زمن العادلون ( النجاشي ، والفاروق العادل عمر بن الخطاب ، وأبا زر الغفاري محامى الفقراء ، وصلاح الدين الأيوبى ، والصالحين من رعاة الأمة ) .
    وعن حديثك عن الغرب أختى الكريمة بنت الشهباء
    (ولكن للأسف ما زلنا نلهث وراء الغرب والحرية التي ينادي بها , وننسى بأن هدفه هو سلب كرامتنا , وضياع هويتنا من أجل أن يسهل عليهم سرقة أموالنا ونهب ثرواتنا وضياع بلادنا ..)
    ان العالميين الإسلامي والغربي يمتزجان مع بعضهما البعض بفضل هذا التنوع الحافل الذي هو مصدر ثراء لكل منهما. فهناك خمسة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا يمثلون دلالة لنا علي ذلك إن البعد الإسلامي في أوروبا هو جزء لا يتجرأ منها ، وحرصا منهم علي ما يمليه عليهم انتماؤهم الوطني من مسئولية يضطلعون بها بشكل كامل وعلي المشاركة بفاعلية في مستقبل بلادهم، فإن المسلمين الاوروبين بوصفهم حاملين أصيلين لثقافة نقلوها، يمثلون بالنسبة لمجتمعاتنا فرصة ينبغي انتهازها من اجل استشفاف المستقبل لنفكر كذلك بالعلاقات التي حاكتها علي مر التاريخ الشعوب الأوروبية، وبلادنا بشكل خاص، مع لبنان وسوريا ومصر ومع بلدان المغرب العربي أو بلدان ما دون الصحراء الإفريقية.
    نعم، إن أوروبا مؤهلة لربط الحضارات بعضها ببعض، وذلك من خلال ما لديها من تجربة، ومن وحي في أفكارها الخلاقة المتعددة، ومن خلال موقعها الجغرافي. نعم، بات للإسلام موقعه الكامل في أوروبا اليوم وسيكون له أيضا المزيد من المستقبل، فما علينا إلا التفكير بتركيا أو أيضا بالبوسنة، التي عرفت، في خضم أقسي المحن التي شهدتها، كيف تحافظ علي تراثها المزدوج الأوروبي والإسلامي بإبقائه حيا.
    دعونا أيضا نتفادى الأبعاد التاريخية الخاطئة. فالإسلام قد انبعث عن تشكيلة واسعة من التيارات الفكرية والثقافية تراوحت ما بين الأكثر محافظة والأكثر تقدمية كما ومن الأشد عقائدية إلي الأشد انفتاحا. وهناك عهود مكثفة من التبادل والمشاركة قد ميزت تاريخ علاقتنا ومازالت ثقافتنا تحمل بصماتها
    وأصبح هم حقوق الفرد داخل مجتمعاتنا أحد مشكلات القومية العربية
    قبل أن نرمى بالتبعية وغياب النازع الدينى لمخلوق العصر ( إلا من رحم ربى )
    أشكر لكِ
    يا أختي الكريمة أمينة بنت الشهباءِ
    حديثكِ بصحيحِ الدين والعقيدةِ وكلماتكِ التى أتعلم منها , وأتمنى من الله أن أكون أهلاً لها , وأن يرزقنا الله الهدي والإيمان والثبات على قول الحق وفعل الحق إنه سميع مجيب

    والحمد لله من قبل ومن بعد

    محمدأسامة



  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي العزيز
    الغريب أننا عربا ومسلمين نتباهى بما قدمه الأجداد للبشرية من مبادئ حملها لهم الإسلام ، ولكننا في الوقت نفسه نشوه الصورة المعاصرة للإسلام بممارسة أساليب سيئة في الدعوة تنفر الناس منا وتعكس صورة سلبية عنا ، لقد شكلت القيم والمبادئ التي قدمها الإسلام للعالم مرشدا وأساسا للحضارة الغربية المعاصرة وإن كانوا ينكرون ذلك على الرغم من اعتراف العقلاء منهم بفضلنا عليهم ، وقد قدمت سنجريد هونكة كتابا في ذلك تحت عنوان : " شمس العرب تشرق على الغرب " ردت في الفضل لأصحاب الفضل ، ولكن ما بالنا والبعض منا يتنكر لتراثنا ويتناسى أنها بضاعتنا ردت إلينا ، ينغلقون على أنفسهم ويغلقون عقولهم أمام الفهم الصحيح للأمور بحجة معادة ورفض كل ما هو غربي ، والأهم من كل ذلك أننا نجيد النقد والتجريح دون أن نرفد الحضارة المعاصرة بما يثريها ونكتفي باجترار الماضي والتباهي به ، الإسلام دين العقل والتطور وليس دين الجمود والتحجر ، وقد اتبع الإسلام أسلوب التدرج في تطبيق المبادئ والقيم والمفاهيم ولم يلجأ إلى الأسلوب الانقلابي الذي قد يدمر المجتمع ويهدمه ، نشاهد ذلك في قضية الرق ، كان بإمكان المشرع أن يلغي الرق دفعة واحدة ولكن ذلك كان سيؤدي بكل تأكيد إلى انهيار البنية الاقتصادية في المجتمع العربي الحديث العهد بالإسلام ، لأن الرقيق هم عماد الإنتاج في المجتمع الرعوي والتجاري ، ومن هنا فتح المشرع أبوابا عديدة لتحرير العبيد حتى يتم تحريرهم تدريجيا إلى أن يبتدع المجتمع نظاما اقتصاديا لا يعتمد على الرق وحتى لا يتشرد العبيد الذين يتم تحريرهم ، فقد عاد بعض العبيد إلى أسيادهم بعد أن عانوا من شظف العيش ، حتى الخمر لم يحرمها الإسلام دفعة واحدة بل لجأ إلى التدرج في ذلك تحقيقا لما يطلق عليه الغرب أسلوب الفطام عن المواد التي تسبب الإدمان ، علينا أن نفكر في إضافة لبنات جديدة تثري الحضارة البشرية وألا نكتفي بذكر محاسن الأجداد وأن كل شيء جميل في العالم المعاصر هو من بنات أفكار أجدادنا ، علينا أن نحتضن الأكفياء وأصحاب الكفاءات من علمائنا وألا نجعلهم يلوذون بالغرب فرارا من تنكر أوطانهم لهم ، حضارة الغرب تعتمد على جهود العقول التي يتم نهبها من العالمين العربي والإسلامي لا داعي لذكر بعض الأسماء مثل فاروق الباب وأحمد زويل وغيرهم ، الإسلام ليس دين الجمود وليس محنطا بل يشجع العلم والبحث العلمي وهو يحتاج إلى قلوب تحتضنه وعقول تضيف إلى الشريعة السمحة ما يقدم وجهها الناصع ويكشف عنه للعالم أجمع حتى نمحو سمة وصفة الإرهاب التي يحاول إرهابيو الغرب إلصاقها بالإسلام وهو برئ منها بسماحته براءة الذئب من دم يوسف .
    مودتي
    د . محمد أيوب


  12. #12
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    الأخ الكريم
    الشاعر محمد أسامة البهائي
    ما زلت معكَ متابعة هذا الطرح الواعي الرائع , وأتمنى من الله أين يكون بين صفحاتنا مداخلات للمثقفين والمبدعين الأحرار الشرفاء ..
    فالكلمة أمانة في أعناقنا , وقد استخلفنا الله عليها ...
    أما فيما يتعلق عن مفهوم العلاقة بين الإسلام والغرب .. فالحق والحق نقول لم نصل بعد نحن المسلمون إلى المستوى المطلوب الذي يجب علينا أن نصل إليه للحفاظ على كياننا وثوابتنا وأصولنا ... لا من خلال المؤتمرات الإسلامية , ولا الاجتماعات ولا لا ...
    وذلك لتعدد الأسباب التي يتعرض لها المثقف العربي المسلم من قبل الحكومات العربية , والمؤسسات الأمنية ووسائل الإعلام الغربي والعربي على السواء , ووصم الإسلام بصفة الإرهاب , ومحاربته من كل الاتجاهات ...
    هنا نجد المسلم يقف في مهب الريح , ولا يدري أين مرساها من مجراها لأنه إذا ما أراد أن يتكلم نجد بأن هناك من يريد أن يلجم لسانه عن قول الحق , وإن لم يفعل فمصيره في ....
    ومع ذلك أجد أن من واجبنا أن لا نسكت عن كلمة الحق في وجه الطغيان والظلم , ونتكلم بجرأة وقوة دون خوف ولا وجل إلا من الله خالقنا ..
    وعلينا أولا قبل أن نقول كلمتنا أن نسعى جاهدين لبناء أنفسنا , ونبذ الأحقاد والضغائن من قلوبنا , والسير بالاتجاه الصحيح الذي أمرنا به ديننا الحنيف ..ونعلم بحق أن هويتنا ليست القومية العربية بل الإسلام الذي أكرمنا الله به , وخصنا به دون العالمين لنكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ...
    ديننا رفع من كرامتنا بين العالمين , وأخبرنا بأنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى .
    ديننا جاء ليحرر الإنسان من ظلم العباد وينقله إلى عبادة الله الواحد الأحد ..
    ديننا جعل من عبيد الأمة أسيادا يحكموا العالم , ويفتحوا لنا مشارق الدنيا ومغاربها .
    ديننا لم يعرف الحروب الطائفية , ولا النزاعات العرقية , ولا الأحزاب المتعددة شعاره كان قول سلمان الفارسي لما سئل من أبوك يا سلمان ؟ فأجابهم : أنا ابن الإسلام
    فوالله لو كل واحد منا عمل بهذا القول العظيم وأسكن في صدره قول سلمان الفارسي لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من حروب ونزاعات فيما بيننا نحن المسلمون ..
    وأكبر شاهد على ذلك ما نراه اليوم على أرض عراق الرشيد الذي يئن ويحترق من ظلم العباد , وجهل الأصدقاء , ونذالة العملاء ...
    الحروب بالأمس واليوم لم يكن لها إلا هدف واحد هو تشتيت كيان الأمة وتمزيقها , وكلنا نعرف هذا .. ولكن للأسف نجد الأقلام الحرة النزيهة , ووسائل الإعلام , وألسنة الأحرار لا تجرؤ أن تقول كلمتها ..
    ولي عودة بإذن الله لمتابعة هذا النقاش مع الأحرار الشرفاء , وتكملة حديثنا عن حقوق الإنسان في الإسلام
    فجزاكَ الله خيرا


  13. #13
    شاعر العامية المصرية الصورة الرمزية الشاعرمحمدأسامةالبهائي
    تاريخ التسجيل
    10/01/2007
    العمر
    66
    المشاركات
    1,214
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الأخ الفاضل
    د. محمد أيوب
    أشكر لك مداخلتك الطيبة
    وسعيد بالمشاركة فى هذا الطرح الذى تفضلت به
    الأخت الكريمة بنت الشهباء
    وتواصلا والحوار أتشرف بلقائى بكم عبر هذا المنتدى الحر
    ومن منطلق ماورد بمداخلتك د. محمد أيوب أضع الأيادى على قضية فى غاية الأهمية
    وأستسمحكم فى هذه القراءة المتواضعة و قضايا ملحة
    وأهمها فصل الإسلام القرآني عن إسلام الفقهاء في الماضي والحاضر .

    وفي العالم العربي قضايا ملحة كثيرة، يستنكف الكثيرون من الكتّاب والباحثين والمفكرين التعرّض لها اتقاءً لنقمة الرعاع الذين تحدث عنهم شيخ الأزهر الشيخ سيّد طنطاوي في عام 2003، وقال بأننا " أمة من الرعاع" في المؤتمر الخامس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي عُقد بالقاهرة. وقال كذلك، بأننا تحولنا إلى "أمة من المنافقين تغلب على أبنائها الجعجعة والرياء".

    كذلك يستنكف ويخاف كثيرون من الكتّاب والباحثين والمفكرين من التصدي لهذه القضايا خوفاً من نقمة المؤسسة الدينية في العالم العربي ونقمة السلطات الحاكمة بالتالي، والتي تستظل بظل المؤسسة الدينية، وتحكم تحت سقفها ومظلتها، وتستمد الشرعية السياسية منها، وليس من الشعب الذي تحكمه.
    لعل أكبر هذه القضايا الملحة والمسكوت عنها في العالم العربي في الماضي والحاضر، هو فصل الإسلام القرآني عن إسلام الفقهاء في الماضي والحاضر. فمن المعروف تاريخياً انه منذ أربعة عشر قرناً إلى الآن، حصل تراكم ديني فقهي كبير أدى إلى وجود تراث ما يُطلق عليه "إسلام الفقهاء"، وهو مئات الآلاف من الفتاوى الدينية التي صدرت في مختلف مناحي الحياة، وتضاربت في كثير من الأحيان، واتفقت مع بعضها بعضاً في أحيان أخرى، وسقط مفعولها مع مرور الزمن، وتغيّر الواقع، وتبدُّل المجتمعات، واختلاف القيم والمعايير. ولكن الجزء الأكبر من هذه الفتاوى ظل قائماً ومتداولاً به، وشكّل ما يُطلق عليه "إسلام الفقهاء" الذي يحتاج منا إلى الدرس والتمحيص والفرز وفصله فصلاً تاماً عن الإسلام القرآني، الذي جاء به النص القرآني الكريم.
    يقول الشيخ التنويري أحمد صبحي منصور إن الإسلام القرآني، هو الذي طبّقه خاتم النبيين محمد عليه السلام. وكان تطبيقه مخالفاً للسائد فى العصور الوسطى. ولذلك ما لبث أن عاد منطق العصور الوسطى وطغى على الدولة الإسلامية العلمانية، وأقام مكانها نظم حكم ديكتاتورية ثيوقراطية على النسق السائد في أوربا وقتها وأنسى مبادئها القرآنية فى طوفان أكاذيب التراث والأحاديث والسند والعنعنة والخلافات الفقهية والكلامية الفلسفية. ثم صحت أوربا والغرب واعتمدت العلمانية والديمقراطية بعد كفاح دموي امتد بضع قرون. وكانت مصر على وشك اللحاق بهذا التطور الغربى مبتعدة عن ثقافة العبيد للعصور الوسطى، وكادت أن تنجح لولا ظهور السلفية الفقهية الدينية في الجزيرة العربية، التى استعادت أردأ ما فى العصور الوسطى من فكر وثقافة، ونشرتها فى مصر والعالم العربى والمسلم على أنها هى الاسلام. ووقفت موقفاً معادياً للغرب وثقافته معتبرة أنه "غزو فكرى" .

    إذن، فطوفان الفتاوى وأكاذيب التراث التي تحدث عنها صبحي منصور، وكذلك الأحاديث الكاذبة والسند والعنعنة والخلافات الفقهية، هي التي شكلّت كلها إسلاماً جديداً مخالفاً - في رأي الكثيرين – للإسلام القرآني النقي. وهذا لم يحدث في الإسلام فقط كدين، ولكنه حدث في اليهودية والمسيحية كذلك، وحدث في الفلسفات الكبيرة المعاصرة كالماركسية واللينينية والوجودية لسارتر وغيرها.

    ويجمع جمهور المفكرين الإسلاميين أن لا حاجة للإسلام لنصوص موضوعة لإقامة الدولة. وأن القرآن نزل كاملاً مُكمَّلاً غير منقوص، ولا يحتاج إلى نصوص أخرى إلى جانبه لإقامة الشريعة. ولكننا نعلم أن التيار الفكري الذي مثّله الإمام الشافعي قد حلَّ معضلة أساسية واجهت المسلمين وهي عدم كفاية النص القرآني في العبادات والتشريعات أو المعاملات وضرورة اللجوء إلى توجيهات الرسول لمعرفة الكثير من التفاصيل. وأن الرسول الكريم بدوره قد طالب المسلمين بتدبير شؤون دنياهم، فهم أدرى من غيرهم بهذه الشؤون. ورغم ذلك يصرُّ كثير من الفقهاء في وقتنا الحاضر على أن ندير شؤوننا المعاصرة كما كان الأقدمون يديرونها منذ مئات السنين. أي أنهم يعترفون بتغيّر الحياة ولا يعترفون بتغيّر الأنظمة والقوانين. ويعتبرون أن الأنظمة والقوانين التي جاءت قبل ومورست وطُبقت قبل مئات السنين هي قوانين وأنظمة عابرة للتاريخ علماً بأنه لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم تشير إلى أن كل ما ورد في القرآن الكريم من أحكام في المال والعيال هو عابر للتاريخ. بل على العكس من ذلك فقد منح القرآن الكريم المسلمين مرونة وحرية كبيرة في اختيار الأحكام التي تُيسّر على الناس ولا تُعسّر. وجاء اسلام الفقهاء لكي يُعسّر على الناس ما تيسّر!
    وسبق ياسيدى أننى المحت وتحدثت عن عجز الخطاب الدينى
    (العمل على الأرتقاء بالخطاب الدينى)
    إن إسلام الفقهاء هذا بحاجة إلى ورش عمل دينية وفكرية ضخمة ومستمرة العمل، من أجل تجديد روح الإسلام، ونفض الغبار المتراكم والكلس المتحجّر على نصوص الفقه الإسلامي. فلم يكن حتى كبار الفقهاء أصحاب المذاهب الرئيسية الأربعة، يعلمون بماذا سيأتي بعه الغد بالنسبة للمسلمين وما هي التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ستواجههم في القرن العشرين وما بعد القرن العشرين. ولو علموا ذلك لكانت كل فتاواهم ذات مفعول زمني محدود، وليست مطلقة وعابرة للتاريخ.

    ولعل التمسك بمنطق فتاوى الماضي هو الذي سبب فى وضع العرب المتدهور الآن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. ومن مظاهر هذا الوضع المتدهور انتشار الارهاب في العالم العربي على النحو الذي نشهده الآن. فآلية الارهاب الفقهية ومرجعياتها هي آلية ومرجعيات القرون الوسطى وما قبلها وما بعدها، من حيث ترديدها وغرغرتها بفتاوى صدرت من مئات السنين، ولا علاقة لها بواقع العرب وأحوالهم وتحديات الحاضر.

    وظاهرة نشوء وتطور التيارات الإسلامية السياسية هي رد فعل طبيعي لجرائم الغرب في الشرق وفشل الحركات القومية ( العربية ) في مواجهة الغرب وهي أيضا عودة طبيعية إلى الجذور ولكن هذه العودة إلى الجذور سارت في طريقتين مختلفتين:ـ
    ـ طريق العودة إلى الجذور بطريقة سلفية سلمية تهتم بالدين وليس الدولة وتحاول إحياء عهد الإسلام في بدايته الأولى ولكن كعبادات وأخلاق بعيداً عن السياسية والسلطة وهذه التيارات اقرب إلى الصوفية ،
    ـ وطريق آخر وهو العودة الى الجذور ولكن بروح جهادية تسعى إلى إحياء عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلافة الراشدة كدين ودولة

    وتيارات هذا التوجيه تتراوح بين الجهادية المعتدلة والجهادية المتطرفة والأخيرة اكثر انتشاراً في العالم الإسلامي وساعدها على هذا الانتشار الكثير من الظروف والأحداث في التاريخ
    المعاصر ومنها:-
    - انتصار أعمالها الجهادية في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي.
    - اندماج عناصرها العربية مع العناصر الإسلامية غير العربية وتشبع بعضها بأفكار بعض الزعامات السياسية والفقهية الإسلامية غير العربية.
    - فشل المحاولات السلمية لحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
    - تمادي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في دعم إسرائيل واستغلال الثروات العربية والعودة إلى نظام الهيمنة العسكرية القديمة وخاصة بعد حرب الخليج الثانية..
    - خنوع وخضوع الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية لنفوذ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.
    - تخلف التعليم في البلدان العربية والإسلامية بما في ذلك نظام التعليم الديني.
    - ازدياد عدد الفقراء في البلدان العربية والإسلامية بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة للأنظمة السياسية في معظم البلدان العربية والإسلامية وازدياد نهب الغرب لثروات هذه البلدان.

    تحيتى لك د . أيوب
    وأكرر شكرى وأمتنانى
    الشاعر
    محمدأسامةالبهائي
    مصر
    ــــــــــــــــــــ




    مراجع للدعم واستفاضة التوضيح
    المؤتمر الخامس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية( القاهرة2003)
    شاكر النابلسي عهد التكايا والرعايا: وصف المشهد الثقافي لبلاد الشام في العهد العثماني، 1999
    أسعد السحمراني، العَلْمانية، ص45
    صحيفة 26سبتمبر مقال أ.د. صالح علي باصرة (صراع الحضارات.. أم صراع المصالح؟!: المشكلة في الماضي والحاضر ومتطلبات المواجهة في المستقبل


  14. #14
    بنت الشهباء
    زائر

    Cool

    الأستاذ الدكتور محمد أيوب
    والأخ الفاضل
    الشاعر محمد أسامة البهائي
    اليوم كن أطالع نصًا رائعًا للكاتب
    مصطفى السباعي
    عنوانه رسالة العالم وصفاته
    وأحببت أن أنقله لنأخذ منه العبر والمواعظ
    وهذا نصه :
    إذا كانت رسالة العالم هي فهم الشريعة , وتفهيمها , وحفظها على الناس من تحريف المبطلين وعدوان الظالمين , فإن خلقه خشية من الله , وإشفاق على الناس , ونصح لأولي الأمر ووقوف في وجه الطغاة , وتجرد عن حظوظ النفس وشهواتها , ويقظة في مداخل الأمور , ومخارجها , واستهانة بالأخطار في سبيل الله عز وجل .
    ولقد كان سلفنا الصالح منذ عصر الصحابة والتابعين فيما بعدهم , تغلب في علمائهم هذه الصفات , فكانوا مبعث خير , ومصابيح هداية , وأدلة طريق , كانوا كما قال أحمد في الشافعي : (( كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن )) وما بلغوا هذا المبلغ في أمتهم إلا لأنهم كانوا كما قال خالد بن صفوان في الحسن البصري : (( أشبه الناس علانية بسريرة , وسريرة بعلانية )).والمسلمون لا يفتقدون علماءهم , كما يفتقدونهم في حالتين : جهل بالدين , وعدوان عليه , فإذا كان الجهل , كانوا ألسنة الحق التي تكشف الشبهات وتزيح المفتريات , وإذا كان العدوان كانوا ألسنة الصدق التي تضع الأمور في مواضعها , فلا ضعيف يُظلم , ولا فقير يُهان ولا شعب يُضطهد , ولا طاغية يتأله , ثم كانوا من وراء ذلك الحكمة التي تردّ للمجنون عقله , والقوة التي تكبح في الطاغية طيشه , وبذلك كانوا كالشمس للدنيا وكالعافية للناس .

    سؤال نسأله ونجيب عليه بصدق :
    هل وصلنا إلى ما وصلوا إليه هؤلاء العلماء لنكون كالشمس في الدنيا , وكالعافية في الناس !!!؟؟...
    ولكم من تلميذتكم
    ابنة الشهباء
    جزيل الشكر والاحترام


  15. #15
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعرمحمدأسامةالبهائي مشاهدة المشاركة
    الأخ الفاضل
    د. محمد أيوب
    أشكر لك مداخلتك الطيبة
    وسعيد بالمشاركة فى هذا الطرح الذى تفضلت به
    الأخت الكريمة بنت الشهباء
    وتواصلا والحوار أتشرف بلقائى بكم عبر هذا المنتدى الحر
    ومن منطلق ماورد بمداخلتك د. محمد أيوب أضع الأيادى على قضية فى غاية الأهمية
    وأستسمحكم فى هذه القراءة المتواضعة و قضايا ملحة
    وأهمها فصل الإسلام القرآني عن إسلام الفقهاء في الماضي والحاضر .

    وفي العالم العربي قضايا ملحة كثيرة، يستنكف الكثيرون من الكتّاب والباحثين والمفكرين التعرّض لها اتقاءً لنقمة الرعاع الذين تحدث عنهم شيخ الأزهر الشيخ سيّد طنطاوي في عام 2003، وقال بأننا " أمة من الرعاع" في المؤتمر الخامس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي عُقد بالقاهرة. وقال كذلك، بأننا تحولنا إلى "أمة من المنافقين تغلب على أبنائها الجعجعة والرياء".

    كذلك يستنكف ويخاف كثيرون من الكتّاب والباحثين والمفكرين من التصدي لهذه القضايا خوفاً من نقمة المؤسسة الدينية في العالم العربي ونقمة السلطات الحاكمة بالتالي، والتي تستظل بظل المؤسسة الدينية، وتحكم تحت سقفها ومظلتها، وتستمد الشرعية السياسية منها، وليس من الشعب الذي تحكمه.
    لعل أكبر هذه القضايا الملحة والمسكوت عنها في العالم العربي في الماضي والحاضر، هو فصل الإسلام القرآني عن إسلام الفقهاء في الماضي والحاضر. فمن المعروف تاريخياً انه منذ أربعة عشر قرناً إلى الآن، حصل تراكم ديني فقهي كبير أدى إلى وجود تراث ما يُطلق عليه "إسلام الفقهاء"، وهو مئات الآلاف من الفتاوى الدينية التي صدرت في مختلف مناحي الحياة، وتضاربت في كثير من الأحيان، واتفقت مع بعضها بعضاً في أحيان أخرى، وسقط مفعولها مع مرور الزمن، وتغيّر الواقع، وتبدُّل المجتمعات، واختلاف القيم والمعايير. ولكن الجزء الأكبر من هذه الفتاوى ظل قائماً ومتداولاً به، وشكّل ما يُطلق عليه "إسلام الفقهاء" الذي يحتاج منا إلى الدرس والتمحيص والفرز وفصله فصلاً تاماً عن الإسلام القرآني، الذي جاء به النص القرآني الكريم.
    يقول الشيخ التنويري أحمد صبحي منصور إن الإسلام القرآني، هو الذي طبّقه خاتم النبيين محمد عليه السلام. وكان تطبيقه مخالفاً للسائد فى العصور الوسطى. ولذلك ما لبث أن عاد منطق العصور الوسطى وطغى على الدولة الإسلامية العلمانية، وأقام مكانها نظم حكم ديكتاتورية ثيوقراطية على النسق السائد في أوربا وقتها وأنسى مبادئها القرآنية فى طوفان أكاذيب التراث والأحاديث والسند والعنعنة والخلافات الفقهية والكلامية الفلسفية. ثم صحت أوربا والغرب واعتمدت العلمانية والديمقراطية بعد كفاح دموي امتد بضع قرون. وكانت مصر على وشك اللحاق بهذا التطور الغربى مبتعدة عن ثقافة العبيد للعصور الوسطى، وكادت أن تنجح لولا ظهور السلفية الفقهية الدينية في الجزيرة العربية، التى استعادت أردأ ما فى العصور الوسطى من فكر وثقافة، ونشرتها فى مصر والعالم العربى والمسلم على أنها هى الاسلام. ووقفت موقفاً معادياً للغرب وثقافته معتبرة أنه "غزو فكرى" .

    إذن، فطوفان الفتاوى وأكاذيب التراث التي تحدث عنها صبحي منصور، وكذلك الأحاديث الكاذبة والسند والعنعنة والخلافات الفقهية، هي التي شكلّت كلها إسلاماً جديداً مخالفاً - في رأي الكثيرين – للإسلام القرآني النقي. وهذا لم يحدث في الإسلام فقط كدين، ولكنه حدث في اليهودية والمسيحية كذلك، وحدث في الفلسفات الكبيرة المعاصرة كالماركسية واللينينية والوجودية لسارتر وغيرها.

    ويجمع جمهور المفكرين الإسلاميين أن لا حاجة للإسلام لنصوص موضوعة لإقامة الدولة. وأن القرآن نزل كاملاً مُكمَّلاً غير منقوص، ولا يحتاج إلى نصوص أخرى إلى جانبه لإقامة الشريعة. ولكننا نعلم أن التيار الفكري الذي مثّله الإمام الشافعي قد حلَّ معضلة أساسية واجهت المسلمين وهي عدم كفاية النص القرآني في العبادات والتشريعات أو المعاملات وضرورة اللجوء إلى توجيهات الرسول لمعرفة الكثير من التفاصيل. وأن الرسول الكريم بدوره قد طالب المسلمين بتدبير شؤون دنياهم، فهم أدرى من غيرهم بهذه الشؤون. ورغم ذلك يصرُّ كثير من الفقهاء في وقتنا الحاضر على أن ندير شؤوننا المعاصرة كما كان الأقدمون يديرونها منذ مئات السنين. أي أنهم يعترفون بتغيّر الحياة ولا يعترفون بتغيّر الأنظمة والقوانين. ويعتبرون أن الأنظمة والقوانين التي جاءت قبل ومورست وطُبقت قبل مئات السنين هي قوانين وأنظمة عابرة للتاريخ علماً بأنه لا توجد آية واحدة في القرآن الكريم تشير إلى أن كل ما ورد في القرآن الكريم من أحكام في المال والعيال هو عابر للتاريخ. بل على العكس من ذلك فقد منح القرآن الكريم المسلمين مرونة وحرية كبيرة في اختيار الأحكام التي تُيسّر على الناس ولا تُعسّر. وجاء اسلام الفقهاء لكي يُعسّر على الناس ما تيسّر!
    وسبق ياسيدى أننى المحت وتحدثت عن عجز الخطاب الدينى
    (العمل على الأرتقاء بالخطاب الدينى)
    إن إسلام الفقهاء هذا بحاجة إلى ورش عمل دينية وفكرية ضخمة ومستمرة العمل، من أجل تجديد روح الإسلام، ونفض الغبار المتراكم والكلس المتحجّر على نصوص الفقه الإسلامي. فلم يكن حتى كبار الفقهاء أصحاب المذاهب الرئيسية الأربعة، يعلمون بماذا سيأتي بعه الغد بالنسبة للمسلمين وما هي التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي ستواجههم في القرن العشرين وما بعد القرن العشرين. ولو علموا ذلك لكانت كل فتاواهم ذات مفعول زمني محدود، وليست مطلقة وعابرة للتاريخ.

    ولعل التمسك بمنطق فتاوى الماضي هو الذي سبب فى وضع العرب المتدهور الآن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. ومن مظاهر هذا الوضع المتدهور انتشار الارهاب في العالم العربي على النحو الذي نشهده الآن. فآلية الارهاب الفقهية ومرجعياتها هي آلية ومرجعيات القرون الوسطى وما قبلها وما بعدها، من حيث ترديدها وغرغرتها بفتاوى صدرت من مئات السنين، ولا علاقة لها بواقع العرب وأحوالهم وتحديات الحاضر.

    وظاهرة نشوء وتطور التيارات الإسلامية السياسية هي رد فعل طبيعي لجرائم الغرب في الشرق وفشل الحركات القومية ( العربية ) في مواجهة الغرب وهي أيضا عودة طبيعية إلى الجذور ولكن هذه العودة إلى الجذور سارت في طريقتين مختلفتين:ـ
    ـ طريق العودة إلى الجذور بطريقة سلفية سلمية تهتم بالدين وليس الدولة وتحاول إحياء عهد الإسلام في بدايته الأولى ولكن كعبادات وأخلاق بعيداً عن السياسية والسلطة وهذه التيارات اقرب إلى الصوفية ،
    ـ وطريق آخر وهو العودة الى الجذور ولكن بروح جهادية تسعى إلى إحياء عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلافة الراشدة كدين ودولة

    وتيارات هذا التوجيه تتراوح بين الجهادية المعتدلة والجهادية المتطرفة والأخيرة اكثر انتشاراً في العالم الإسلامي وساعدها على هذا الانتشار الكثير من الظروف والأحداث في التاريخ
    المعاصر ومنها:-
    - انتصار أعمالها الجهادية في أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتي.
    - اندماج عناصرها العربية مع العناصر الإسلامية غير العربية وتشبع بعضها بأفكار بعض الزعامات السياسية والفقهية الإسلامية غير العربية.
    - فشل المحاولات السلمية لحل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
    - تمادي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب في دعم إسرائيل واستغلال الثروات العربية والعودة إلى نظام الهيمنة العسكرية القديمة وخاصة بعد حرب الخليج الثانية..
    - خنوع وخضوع الكثير من الأنظمة العربية والإسلامية لنفوذ الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص.
    - تخلف التعليم في البلدان العربية والإسلامية بما في ذلك نظام التعليم الديني.
    - ازدياد عدد الفقراء في البلدان العربية والإسلامية بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة للأنظمة السياسية في معظم البلدان العربية والإسلامية وازدياد نهب الغرب لثروات هذه البلدان.

    تحيتى لك د . أيوب
    وأكرر شكرى وأمتنانى
    الشاعر
    محمدأسامةالبهائي
    مصر
    ــــــــــــــــــــ




    مراجع للدعم واستفاضة التوضيح
    المؤتمر الخامس عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية( القاهرة2003)
    شاكر النابلسي عهد التكايا والرعايا: وصف المشهد الثقافي لبلاد الشام في العهد العثماني، 1999
    أسعد السحمراني، العَلْمانية، ص45
    صحيفة 26سبتمبر مقال أ.د. صالح علي باصرة (صراع الحضارات.. أم صراع المصالح؟!: المشكلة في الماضي والحاضر ومتطلبات المواجهة في المستقبل
    أخي العزيز محمد أسامة
    أشكرك على هذا الطرح الموضوعي الرائع ، فالإسلام دين العقل وهو متجدد دائما وليس دين الجمود والتحجر ، ولكن المتزمتين ممن يدعون رفع راية الإسلام ظلما هم من وقفوا حجر عثرة على طريق تطور العرب والمسلمين ، لأنه من غير الجائز أن تظل الحياة نسخا كربونية متكررة كما فعل الأصوليون اليساريون حين حاولوا نسخ التجربة الشيوعية كما تم تطبيقها في الاتحاد السوفييتي متناسين في ذلك الظروف الموضوعية لكل بلد من البلدان مهملين خصوصية بلدهم وتميزه كما أهملوا دور الزمن وتاثيره على الأفكار ، فالأفكار تتأثر وتتطور بمرور الزمن كما تتأثر الكائنات الحية به ، يجب علينا ان نفهم روح الإسلام وجوهره وألا نتعامل معه باعتباره نصوصا أو قوالب جامدة ، فقد وضع لنا القرآن خطوطا عريضة لحياتنا نستطيع أن نسترشد بها بما يتناسب مع تطور العصر والاقتصاد وغير ذلك من الأمور ، وما فقه العلماء إلا مصابيح استخدمت في عصر من العصور لتنير لأهل ذلك العصر طريقهم ، وعلى علماء المسلمين اليوم أن يطوروا من فتاواهم بما يتناسب مع عصرنا ويأخذ بيدنا نحو التطور حتى لا نبقى أسرى التخلف وحتى لا يظل البعض يفكرون في نسخ التجارب الماضية لتطبيقها كما طبقت في زمنها ، هي مصابيح يمكن أن نسترشد بها لاستلهام ما يناسب عصرنا وليس من أجل جعل الحياة نسخة كربونية عنها .
    مودتي وتقديري
    د . محمد أيوب


  16. #16
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    اسمح لي أستاذي الكريم
    الدكتور محمد أيوب
    أن أكون معكم على الخط دائمًا , وهذا يشرفني ويسعدني أن أكون بين جهابذة العلم والمفكرين الأحرار ...
    وأنا أتلو على مسامعي ردكَ الكريم رجعت إلى كتاب الله العزيز الكريم في قول الله تعالى :
    {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
    النحل8
    دائمًا أقف وجلة عند هذه الآية الكريمة ... ويخلق مالا تعلمون
    لم تقف الآية الكريمة في زمن نبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -على وسائل الركوب القديمة من الخيل والحمير والبغال ... بل إن هناك وسائل أخرى للركوب لم يخبرنا الله عنها لأنها في تطور دائم ومستمر ... وهذا دليل واضح على أن الإسلام هو دين التطور والحضارة ولم يكن يوما حجرة عثرة على طريق التطور والعلم والحضارة ...
    وهذا دليل واضح ونداء من الله رب الخلق والكون لعلماء المسلمين بأن يطوروا من فتاواهم بما يتناسب مع العصر الذي هم فيه ....
    وفي زماننا هذا الثورة الرقمية والإعلامية هي من أعظم وأجل سبل الحضارة .. ومن واجب العلماء أن يتأقلموا مع هذه الثورة بما يناسب ديننا الذي فطرنا الله عليه ..
    وليكن هدفنا نتزود من ألق الماضي لنستلهم به الحاضر وننطلق به للمستقبل ضمن المعطيات التي تتناسب مع عصرنا الحاضر , لا أن نتوقف أبدًا ونقول : هذا حرام وهذا حلال ...وهذا جائز وذاك غير جائز كما نسمعه ونراه اليوم ....
    فديننا لم يأمرنا بهذا أبدًا ... وكم من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحثنا على العلم والتعلم , وفضل العلماء على المتعبدين
    فقد روي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
    (( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ))
    رواه أبو داود والترمزي
    (( يبعث الله العالم والعابد , فيقول للعابد : ادخل الجنة , ويقال للعالم : أشفع للناس كما أحسنت أدبهم ))
    رواه النسائي والترمزي
    فما أحوجنا اليوم يا أستاذنا لأن نصحح مفاهيمنا , وننطلق في ركب الحضارة التي لا تتنافى مع مبادئ ديننا وقيمنا وثوابتنا لعلّ الله يرحمنا , ويعيد لنا عزتنا وكرامتنا من جديد ...
    أشكركَ يا أستاذنا على هذا التواصل
    ودمت بخير


  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    14/12/2006
    العمر
    47
    المشاركات
    151
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي وفي ديننا الكثير

    الفاضلة بنت الشهباء
    الأفاضل كل من شارك في هذا الموضوع المتميز
    أحييكم على اهتمامكم وغيرتكم واعتزازكم بمنهجية ديننا القويم الذي ارتضاه الله لنا وأكمله على أتم وجه . نعم إخوتي لقد عرف الغرب مواطن القوة في ديننا واستثمروها لصالحهم بعد أن عرفوا أيضا مواطن ضعفنا شعوبا وحكومات . واستطاعوا فعلا التأثير على معنويات الكثير منا .وفي نفسيات المهزومين من هذه الأمة. ولكن لا بد أن نستشعر عزتنا بالإسلام . ونعرف جيدا معنى كوننا مسلمين , وما يتشدقون به من حقوق الإنسان هو محض هراء .يسوقونه لنا وهم في أمس الحاجة إليه. في ديننا الكثير الكثير من المواقف التي تؤيد ما ذكرتم عن احترام الإسلام لحقوق الإنسان بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى فهو لم يفرق بين البشر في تلك الحقوق . لكن للأسف الدين موجود ولكن اين هي دولة الإسلام الحقيقية التي ترسخ هذه الحقوق .لا علم لي بوجودها في أي مكان في العالم ولكن وعد الله بنصر رسله والمؤمنين يبشرنا أن دولة افسلام ستعود من جديد على منهاج النبوة .عندها سيعرف العالم بأسره ماهي حقوق الإنسان في الإسلام .


  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية د . محمد أيوب
    تاريخ التسجيل
    12/10/2006
    العمر
    82
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
    اسمح لي أستاذي الكريم
    الدكتور محمد أيوب
    أن أكون معكم على الخط دائمًا , وهذا يشرفني ويسعدني أن أكون بين جهابذة العلم والمفكرين الأحرار ...
    وأنا أتلو على مسامعي ردكَ الكريم رجعت إلى كتاب الله العزيز الكريم في قول الله تعالى :
    {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
    النحل8
    دائمًا أقف وجلة عند هذه الآية الكريمة ... ويخلق مالا تعلمون
    لم تقف الآية الكريمة في زمن نبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم -على وسائل الركوب القديمة من الخيل والحمير والبغال ... بل إن هناك وسائل أخرى للركوب لم يخبرنا الله عنها لأنها في تطور دائم ومستمر ... وهذا دليل واضح على أن الإسلام هو دين التطور والحضارة ولم يكن يوما حجرة عثرة على طريق التطور والعلم والحضارة ...
    وهذا دليل واضح ونداء من الله رب الخلق والكون لعلماء المسلمين بأن يطوروا من فتاواهم بما يتناسب مع العصر الذي هم فيه ....
    وفي زماننا هذا الثورة الرقمية والإعلامية هي من أعظم وأجل سبل الحضارة .. ومن واجب العلماء أن يتأقلموا مع هذه الثورة بما يناسب ديننا الذي فطرنا الله عليه ..
    وليكن هدفنا نتزود من ألق الماضي لنستلهم به الحاضر وننطلق به للمستقبل ضمن المعطيات التي تتناسب مع عصرنا الحاضر , لا أن نتوقف أبدًا ونقول : هذا حرام وهذا حلال ...وهذا جائز وذاك غير جائز كما نسمعه ونراه اليوم ....
    فديننا لم يأمرنا بهذا أبدًا ... وكم من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحثنا على العلم والتعلم , وفضل العلماء على المتعبدين
    فقد روي عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :
    (( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ))
    رواه أبو داود والترمزي
    (( يبعث الله العالم والعابد , فيقول للعابد : ادخل الجنة , ويقال للعالم : أشفع للناس كما أحسنت أدبهم ))
    رواه النسائي والترمزي
    فما أحوجنا اليوم يا أستاذنا لأن نصحح مفاهيمنا , وننطلق في ركب الحضارة التي لا تتنافى مع مبادئ ديننا وقيمنا وثوابتنا لعلّ الله يرحمنا , ويعيد لنا عزتنا وكرامتنا من جديد ...
    أشكركَ يا أستاذنا على هذا التواصل
    ودمت بخير
    العزيزة بنت الشهباء
    حقيقة ما أحوجنا لأن نصحح مفاهيمنا ، فليس هناك تابوهات في الإسلام لأنه دين العقل ، ودين التطور ، ولعل الآية التي وردت عن وسائل النقل التي ذكرتها في ردك تشكل دليلا على سنة التطور في الإسلام حيث تركت الآية المجال مفتوحا أم الاجتهاد " ويخلق ما لا تعلمون " والخلق هنا قد يكون عن طريق الإلهام للإنسان الذي أسهم في اختراع وسائل النقل الحديثة ، ذلك أنني أعتقد جازما أن الله سبحانه وتعالى يسرب علمه إلى عقولنا بالتدريج ويعطي كل عقل ما يناسبه من العلم ، ولو أعطى الله العقول العلم بدرجات متساوية ودون تنوع لتجمدت الحياة وتوقف التطور البشري ، ولكن الله خص كل عقل بعلم يناسبه ومنح العقول المتخصصة في علم ما درجات متفاوتة من التعمق في هذا المجال حتى تكون هناك مراتب وقدرات متدرجة تعترف بتفوق البعض على الآخرين وتضع الأكفأ في موقع المسئولية في مجال من مجالات البحث العلمي ، يحاول بعض المتزمتين أن يجعلونا نراوح في أماكننا لا نتقدم ، ومن لا يتقدم يتأخر في عصر التطور لأنه وإن حافظ على مكانه فإنه لن يستطيع وقف حركة الآخرين ولا وقف حركة التاريخ التي تسير في خط تصاعدي إلى الأمام ولا تعرف النكوص إلى الوراء لأن التاريخ لا يعيد نفسه ولا يكررها وإن حدث بعض التشابه المضلل في مرحلة حالية مع مرحلة سابقة ، إن أخطر ما يواجهه المسلمون اليوم هو محاولة إغلاق باب الاجتهاد والقياس في الإسلام ، وقد يحدث في بعض الحالات قياس غير منطقي مما جعل البعض يربطون ظلما بين الإسلام والتخلف أو بين الإسلام والعنف بسبب الأساليب الخاطئة التي ينتهجها بعض الدعاة أو من يتصدون للفتوى ، من واجبنا جميعا أن نقدم الوجه الإنساني المشرق للإسلام حتى نضع أنفسنا على درب التطور الذي قمنا بتعبيده لتسير عليه تلك الشعوب التي استفادت من حضارتنا وبنت عليها ووصلت إلى ما وصلت إليه في المجالات المتنوعة وليس فقط في مجال حقوق الإنسان التي كنا روادا في طرحها منذ القدم ، فقد نهى نبينا الكريم عن التمثيل بجثث قتلى العداء في الحرب وإلى إحسان معاملة الأسرى ، كما نهانا عن قتل المسنين او النساء أو الأطفال ومنعنا من ضرب مصادر رزق الطرف المعادي حين نهانا عن هدم صوامع الغلال وقياسا عليه عدم الإضرار بمصادر المياه كما يفعل أعداؤنا بنا اليوم .
    أشكرك مع خالص المودة والتقدير
    د . محمد أيوب


  19. #19
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أخي الفاضل :
    إسماعيل صباح
    أشكر لك هذه المداخلة الواعية التي تدلّ على الانتماء الأصيل لديننا القويم الذي فطرنا الله عليه ....
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم30
    هذه هي الفطرة التي رسخت في أعماق النفس البشرية , وتهيأت له القلوب النقية الصافية لتنقل الإنسان من الظلمات إلى النور , وتسعد بها البشرية جمعاء ..
    وللأسف يا أخي الكريم فقد انحرفنا عن فطرتنا السوية التي فطرنا الله عليها , وأصبحنا أذيالًا لمن هم دوننا , فكيف إذا لا يسخرون منّا وقد هجرنا ثوابتنا وأصولنا وقيمنا !!؟؟...
    وما هي الحقوق التي ينادي بها الغرب , وقد أكرمنا الله من قبل بكل ما يتشدقون به الآن حينما كنّا أمة لها الصدر دون العالمين !!؟؟....
    والله لن نعود إلى ما كنا عليه في الماضي إلا حينما نعيد حساباتنا من جديد مع أنفسنا , ونسعى جاهدين لإزالة الركام والترسبات عنها التي ورثناها من جهل بعض علمائنا وفتاواهم , وكيد الأعداء وأفكارهم المسمومة بهدف نزع كلمة التوحيد من صدورنا


  20. #20
    بنت الشهباء
    زائر

    افتراضي

    أستاذنا الفاضل
    الدكتور محمد أيوب
    لقد وقفت عند قولك :
    إن أخطر ما يواجهه المسلمون اليوم هو محاولة إغلاق باب الاجتهاد والقياس في الإسلام
    وأحببت أن أنقل لك ما سمعته عن الدكتور زغلول النجار في لقاء معه على قناة الناس
    {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ... }
    الأحزاب4
    وقد جاء في تفسير ابن كثير
    يقول تعالى موطئا قبل المقصود المعنوي أمرا حسيا معروفا، وهو أنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه
    لكن جاء العالم المفكر الواعي الدكتور زغلول النجار ولم يقف عند هذا التفسير , بل أراد أن يجتهد في القياس والتأويل .. وجاءنا بالتفسير الصحيح الذي يناسب عقولنا فقال :
    لمَ جاءت الآية للرجل فقط
    ما جعل الله لرجل من قلبين , ولم تأت لامرأة , أو خطاب للاثنين
    وذلك لأن الرجل لا يمكن له أن يحمل في جوفه قلبين , أما المرأة فقد تحمل في جوفها قلبين أو أكثر , وذلك حين تكون حاملًا , فالجنين في بطنها له قلب .. إذا فالمرأة تحمل قلبين أو أكثر حين تكون حاملة بتوأم ..
    فكتاب الله هو خير دليل لنا , ولم يقف يوما عند حدود التفسير والاجتهاد الذي أتى به فقهاء وعلماء المسلمين , بل ترك لنا الباب مفتوحًا ليعلمنا بأن الإنسان يجب عليه أن لا يتوقف عن العلم وحدود القياس والاجتهاد ..
    بل الله عز وجل أكرم البشرية جمعاء , وفضلّها على العالمين بالعلم
    وخير دليل على ذلك قول الله تعالى :
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
    البقرة31
    مع أن الملائكة تعجبت من الله حين طلب منها أن تسجد لآدم , ويجعله خليفة على الأرض ليسفك الدماء , ويفسد في الأرض , وهي تسبح بحمده وتقدسه ليلا ونهارا
    لكن الله فضلّه على باقي الخليقة حين علّمه الأسماء كلها , وعرضها على الملائكة التي لم تكن تعلم عنها شيء ..
    يكفي والله أن نعود إلى قصة الخلق الأول , ونسأل أنفسنا لم :
    جعل الله الإنسان خليفة على وجه الأرض!!؟؟ ..
    حينها نعلم بأن الله استخلفنا على هذه الأرض بهدف وغاية العلم
    ونسأل الله أن يرزقنا من علومه وفضله , ويهدينا لم فيه الخير والصلاح
    جزيل الشكر والاحترام أستاذنا الفاضل
    ونتمنى أن نكون دائما على تواصل في مداخلاتنا لنصحح مسيرة حياتنا من جديد بعدما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذل وانكسار وضياع


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •