آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: رجل ينتظر موته!!!

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رجل ينتظر موته!!!

    رجل ينتظر موته!!!
    استيقظ من نومه فى الصباح كما يحدث كل يوم ، نظر طويلاً إلى السقف الذى اتخذ لوناً غريباً بمرور الزمن ، كم مرَّ عليه من الوقت وهو يستيقظ كل صباح وينظر الى السقف الممتد فوقه ويسأل نفسه السؤال ذاته :
    إلى متى سأستيقظ ؟؟
    هل سيأتى اليوم الذى لن استيقظ فيه ؟؟
    بماذا سأشعر ان لم أستيقظ ؟؟
    وهل عندما أدخل القبر سأستيقظ لأرى نفس المنظر سقف ممتد من فوقى ؟؟
    لم يكن يجد لأسئلته إجابات !!!
    كما لم يكن يجد سبباً لاستيقاظه كل صباح ، ولكن كان يعرف شئ واحد فقط أن الشمس يجب أن تأتى كل يوم وأنه فى اليوم الذى لن تحضر فيه الشمس وتصبح كل الدنيا ظلام .. لن يستيقظ.
    ظل محدقاً فى السقف فوقه طويلاً وتساءل : ما الذى جعله هكذا ؟؟
    لماذا تحولت الدنيا كلها بطولها وعرضها الى مجرد سقف رمادى اللون ، وفراش لايغادره ، وحجرة لايتحرك فيها ؟
    أغمض عينيه وراح فى نعاس قصير ثم استيقظ ونظر طويلاً الى السقف وتساءل :
    متى سأموت ؟؟؟؟ تذكر انه سيموت عندما لن تحضر الشمس ، عندما لاترسل ضفائرها الطويله الى حجرته وتداعب جفنيه فيستيقظ ليحملق فى السقف المفروش فوقه بملاءه رماديه اللون
    حول بصره من السقف ونظر الى الكنبة الممتده بجانب الفراش الذى ينام عليه كتابوت ينتظر أن يملأه بجسده .
    وتساءل : عندما أموت من سيحملنى الى القبر ؟؟
    وهل هناك قبر ؟؟
    تذكر أن ما فعله ابنه قبل أن يختفى هو أن شيد له قبر ينتظره حين يموت .
    هكذا أبلغه عندما زاره آخر مره .. لم يعرف كم مر من وقت بعد هذه الزياره ولكنه يتذكر أنه رأى الشمس كثيراً ، وأنها داعبته بضفائرها الطويله كثيراً ، وأنه حملق فى السقف المسجى فوقه كثيراً .
    أغمض عينيه وراح فى نعاس قصير .. ثم استيقظ ناظراً الى السقف ..
    كان يشعر بأن هناك أوقات يحدثه فيه السقف ويخبره حكايات طويلة حينما كان ناصع البياض ومن الذى كان ينظر اليه فى نفس المكان ونفس الفراش ، ثم شبابه عندما أصبح قوياً ، وأصبح لونه أبيض ولكن ليس كما فى الطفوله ، أخبره عن السيدة الجميله التى كانت تنظر اليه وتغازله وتفتنه بجسدها الممشوق الشاهق البياض .
    ولكنه لم يكن يستطيع أن يترك مكانه ليهبط اليها ولاهى كانت تستطيع أن تصعد اليه .
    كان كلما سمع هذه الحكاية يبتسم ويتذكرشبابه وكيف كان قوياً ووسيماً وكانت كل فتيات المنطقه تحبه ولكنه تركهم كلهم من أجل أن يتزوج " أم العيال" هكذا كان يطلق عليها رغم انها لم تنجب سوى ولد واحد فقط .. لم يزوره منذ أكثر من صباح .
    تحسس بيديه جواره وتذكر انها كانت فى صباح يوم ما نائمة بجانبه ولكن عندما استيقظ وحاول ايقاظها وجدها تنظر الى السقف ، ولم تستيقظ منذ ذلك الصباح ، وبعدما تركته" أم العيال "وهو ينظر الى السقف كل صباح محاولاً أن يلحق بها ولكنه لايجدها
    نظر طويلاً الى السقف وسأل : ماذا كانت تقول لك " أم العيال " وهى تنظر اليك فى هذا الصباح ؟؟ لماذا أخذتها اليك ؟؟ ولماذا لم تأخذنى معها ؟؟
    متى ستجعلنى ألحق بها ؟؟
    ولكن لم يجبه السقف كعادته ..
    سالت دمعه بطيئه دافئه من عينيه على خده الأيمن حتى وصلت الى فمه فتذوقها بلسانه ولكنه لم يشعر بطعمها كما لم يعد يشعر بطعم الأيام التى تمر دون أدنى شعور منه أغمض عينيه ودخل فى نعاس قصير .
    استيقظ ناظراً الى السقف ثم حول نظره نحو الرداء الابيض الموضوع بجانبه وتذكر كيف انه الشئ الأخير الذى أحضره له ابنه عندما كان يزوره آخر مرة منذ أكثر من صباح بعدها قبله فى رأسه ووضع فى يده مبلغ من النقود وأغلق خلفه الباب ، وتركه وحيداً مع السقف ، ينظر اليه ويحدثه وتساءل : كيف سيكون شكلى وأنا أرتدى هذا الرداء الابيض كم مر على ذلك أكثر من صباح ؟
    عاد ينظر الى السقف مرة ثانيه وابتسم وهو يتخيله عاد للونه الأبيض الناصع وهو يرتدى زيه الأبيض الأخير والصباح يضيف على الدنيا اللون الابيض .
    كم سيكون ذلك جميلاً !!
    أغلق عينيه وراح فى سبات طويل وعندما فتح عينيه هذه المرة
    لم يجد السقف فوقه
    يحيي هاشم
    25/4/2005


    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  2. #2
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي


    جميلة بكل مافيها ومن يعمل لماسيأتي يُسعد فمهما طال البقاء تحت السقف سيأتي وقت لاسقف له فالكل إلى ربهم كادحون..ذكرتني بقصتي ليلٌ فاحم سأنشرها هنا قريبًا بإذن الله..
    دمت بخير وتوفيق
    أختك
    بنت البحر
    ربما سقطت منك سهوا
    يعرف شئ واحد =يعرف شيئًا واحدًا
    هو أن شيد له قبر=شيَّدَ له قبرًا
    لطفوله = الطفولة
    هى=هي


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة

    جميلة بكل مافيها ومن يعمل لماسيأتي يُسعد فمهما طال البقاء تحت السقف سيأتي وقت لاسقف له فالكل إلى ربهم كادحون..ذكرتني بقصتي ليلٌ فاحم سأنشرها هنا قريبًا بإذن الله..
    دمت بخير وتوفيق
    أختك
    بنت البحر
    ربما سقطت منك سهوا
    يعرف شئ واحد =يعرف شيئًا واحدًا
    هو أن شيد له قبر=شيَّدَ له قبرًا
    لطفوله = الطفولة
    هى=هي
    الفاضلة / زاهية
    تحية لك
    أشكرك على الرد
    وعلى الملاحظة
    وللأسف أرسلت النص الغير مصحح
    أعتذر عن الخطأ
    وأشكرك على التوضيح
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  4. #4
    شاعرة الصورة الرمزية صابرين الصباغ
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    المشاركات
    394
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي الفاضل
    كلنا يملك سقفا
    لكن لا نملك تلك العين التي رأيت
    مارآه بطل قصتك
    جميلة جدا تلك القصص التي تذكرنا بالنهاية
    لنفيق ونعلم ان الأسقف سيأتي يوما وتتهاوى
    ولن نجدها فوقنا
    جميلة القصة وطريقة سردها
    شكرا لقلمك الرائع
    مودتي


  5. #5
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    قصة مؤلمة حد الموت
    تذكرنا بأيام مهما طال بنا السعي فيها إلا انها لزوال ونحن عليها ضيوف .
    ومن قسوة الأبناء والجحود أخذتنا من أنفسنا لنحيا وحدة هذا الأنسان فنشفق عليه كإشفاقنا على أنفسنا لو كتب الله علينا تلك المعاناة .
    سطور من ذهب أخذت العقل ولله الحمد لم يذهب .
    فكان منا هذا الدعاء " اللهم أحسن ختامنا وتوفنا مع الأبرار وأغفر لنا ولذرياتنا ولأمة الإسلام ما تقدم وما تأخر من ذنب إنك انت الرحمن الرحيم " اللهم آمين
    يعجز الحرف عن تقديم فروض الشكر والتقدير لمداد وحرف من فكر سامق رائع أخي الفاضل ـ
    يحيي هاشم
    تحيات وإستغفار .


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابرين الصباغ مشاهدة المشاركة
    أخي الفاضل
    كلنا يملك سقفا
    لكن لا نملك تلك العين التي رأيت
    مارآه بطل قصتك
    جميلة جدا تلك القصص التي تذكرنا بالنهاية
    لنفيق ونعلم ان الأسقف سيأتي يوما وتتهاوى
    ولن نجدها فوقنا
    جميلة القصة وطريقة سردها
    شكرا لقلمك الرائع
    مودتي
    الفاضلة / صابرين
    تحية لك
    كلنا يملك السقف
    ولكن لسنا جميعا نتقبل الموت
    أو نتصالح معه
    تحية لك
    وتحية لقلمك
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية هاني بايرام
    تاريخ التسجيل
    04/12/2006
    العمر
    42
    المشاركات
    32
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الأخ الكريم يحيى هاشم
    طابت أيامك و سلمت يدك التي سطّرت هذه القصيدة. رأيت في قصيدتك بطلاً من أبطال عصرنا هذا.
    قصيدك تنمّ عن فكر متميز, و ربما عن معاناة مضت. أليس كذلك؟
    و بالمناسبة, أحسست أنها قصيدة شعرية نثرية. فهلم أصاب إحساسي؟

    تحية شعرية لشاعرنا
    دمتم بخير


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
    قصة مؤلمة حد الموت
    تذكرنا بأيام مهما طال بنا السعي فيها إلا انها لزوال ونحن عليها ضيوف .
    ومن قسوة الأبناء والجحود أخذتنا من أنفسنا لنحيا وحدة هذا الأنسان فنشفق عليه كإشفاقنا على أنفسنا لو كتب الله علينا تلك المعاناة .
    سطور من ذهب أخذت العقل ولله الحمد لم يذهب .
    فكان منا هذا الدعاء " اللهم أحسن ختامنا وتوفنا مع الأبرار وأغفر لنا ولذرياتنا ولأمة الإسلام ما تقدم وما تأخر من ذنب إنك انت الرحمن الرحيم " اللهم آمين
    يعجز الحرف عن تقديم فروض الشكر والتقدير لمداد وحرف من فكر سامق رائع أخي الفاضل ـ
    يحيي هاشم
    تحيات وإستغفار .
    آسف لألمك
    ولكن الألم واقع ومفروض علينا
    أنا من أشكرك
    التحية والاحترام لك
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية يحيي هاشم
    تاريخ التسجيل
    05/12/2006
    المشاركات
    273
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاني بايرام مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم يحيى هاشم
    طابت أيامك و سلمت يدك التي سطّرت هذه القصيدة. رأيت في قصيدتك بطلاً من أبطال عصرنا هذا.
    قصيدك تنمّ عن فكر متميز, و ربما عن معاناة مضت. أليس كذلك؟
    و بالمناسبة, أحسست أنها قصيدة شعرية نثرية. فهلم أصاب إحساسي؟

    تحية شعرية لشاعرنا
    دمتم بخير
    الجميل هانى
    بعد التحية
    هى ليست قصيدة ولكنها قصة
    أما عن كونك رأيتها كذلك
    ففخر لى أن يأول النص إلى أكثر من تأويل
    تحية لك
    يحيي هاشم
    ملاحظة
    لست شاعرا
    وإن كانت قصائدى أقرأها سرا لنفسى .
    فكيف عرفت سرى
    هههه
    يحيي هاشم

    يا قاتلى فلتنتظر وامنح قتيلك بضع ثوانى
    واخفض السيف قليلا إننى ماعدت أبصرك
    من اللمعان

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •