قصص إلكترونية قصيرة جداً
الميت رقم 4
رحم الله أبا سليمان ، ذلك الرجل الطيب ، الذي أخفى أوجاعه عن الجميع ، بعث لي رسالة ذات يوم ، كتب فيها :
قرة عيني أبو علي ..
سلام سليم أرق من النسيم على قلب السقيم
أما بعد .
نحن بخير . الحلال . والحرمة وولادها
والله يا رجل صار معي فلم أخرجني عن طوري ، والحمد لله ما ارتكبت جريمة ..
وقفت عند الحدود اللي انت عارفها ·· كنت انقل اربع أصايل في الشاحنة للبيع في بلاد النفط ..
يمكن صار لي يوم ملطوع أنا وهالبهايم من دون أكل وشرب والدنيا نار الله الموقدة يا صاحبي ..
سألني رجل الحكومة على الحدود : ماذا تنقل في شاحنتك؟!
كانت رؤوس الخيل تطل من خشب السيارة··!
كان صهيلها يملأ المكان،
استهجنت السؤال ··
قلت: كما ترى·· أنقل كلاباً!
قال: شو ، تاجر كلاب حضرتك ..!!
- نعم يا ابن الناس .
قال : وبكم تبيع الكلب؟!
قلت : الكبير بألف والصغير بألفين!
انتبه لي ، قال: عجيب أمرك·· الصغير أغلى من الكبير .؟
قلت: نعم··
لأن الكبير كلب·· أما الصغير فهو كلب ابن كلب!
افترقا·· كان صهيل الخيل يملأ المكان·· يجرح الفؤاد··
والسماء الزرقاء، تئنَّ··
تئن من وجع أبي سليمان الذي أودى به ··
00
من ( رسائل الأشجان / 6 )
المفضلات