آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: ما دون الصفر " _ o "

  1. #1
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي ما دون الصفر " _ o "

    خرجت من بيت أمها وهي متأكدة أن لا عودة بعدها .
    حملت حقيبة يدها ، وحقيبة أخرى تضم بعض من أغراضها التي كانت تحملها منذ أيام ، عندما أتت وطرقت هذا الباب .
    سارت في الطريق وهي تحاول أن تغالب دموعها ، تحاول أن تستبعد عن ذكرياتها كل منغصات حياتها ، تريد أن توهم نفسها ولو للحظات ، أنها أصبحت حرة ... ولم تعد تلك الأسيرة ؛ لمشاعرها المخدوعه .
    أخذت تتلفت يمنى ويسرى لعلها تستلفت بنظرها ما يجدد الأمل بداخلها ، ويبعد عن رأسها تلك الأفكار. .
    ظلت سائرة رافضة أن تستقل أية حافلة مارقة بجوارها ، حيث انها تريد أن تشتنشق ولو بعض من هواء حريتها ولو لبضع لحظات، رغم علمها أنها ليست حرية حقيقة بل إفتراضية مؤقتة .
    ورغماً عنها وفي غفلة منها ، رأت شريط من الذكريات يمر أمام عينيها يعيد عليها أحداث عصفت بها ، بل ما زالت تعصف بكل كيانها
    فلقد جاءت إلى بيت أمها منذ ما يقرب الأسبوعين ، لتجد أختها من أمها والتي تصغرها بسبع سنين ، تقيم هي وزوجها وأبناؤها بذات العين .
    فشخصية تلك الأخت مختلفة عنها تماما من حيث العصبية والعنجهية ؛ ويزيدها تكبرها وتسلطها على الأمور الحياتية لوالدتهما
    لكنها تواجدت بينهم ؛ فهذا هو البيت الوحيد الذي تستأمن فيه على نفسها .
    فمن خلال جدرانه تأمل دائماً أن تجد الملاذ والحماية ، وتتمنى ولو للحظات أن تستعيد جميل ذكريات طفولتها وبراءة مشاعرها .
    لقد كانت فيما مضى تظن أن حُسن السير والسلوك سيكونان شافعين لها عندما يأتي ميعاد زواجها ، لكن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن .
    فلقد عاشت منذ صغرها وحتى يوم خطبتها ثم زواجها الذي فرض عليها فرضاً بين جدران هذا البيت ، والذي كان شاهداً على مدى قهرها ، أكثر من الأفراد الذين يلتحفون بسقف جدرانه .
    وها هي عند دخولها عتبته وجدت ترحيباً يشوبه بعض الضيق من أمها ، وذلك لادراكها أن أبنتها أتت إليها غاضبه ؛ تاركة لبيت زوجها ، حيث أنها هي التي آثرت وتفاعلت بشكل درامي كي تزوج أبنتها الكبري والتي لم تكن تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ، ممن تراه خيرا وأفضل من جميع الشبان الذين تقدموا حين ذاك أوممن بدت عليهم ملامح الاعجاب والتي سوف يعقبها بدون شك التقدم للخطبة والزواج " لحُسن سير وجمال الخلقة والخلق لأبنتها "...ولأنها كانت ترى أن هذا الرجل الذي يكبر أبنتها بأربعين عاما مناسبا في ماديّاته ومركزه الوظيفي العالي ، تناست بل تغافلت عن عمد ؛ فارق السن ... وها هي أبنتها تأتيها رافضة العيش مع من أرتضته لها منذ سنين . ولكن مهما مضت تلك السنين إلا أنها مازالت نابضة بالألم . .
    أخذتها بالترحاب والتظاهر بالمواساة . وهمست لها : ـ عندما تأتي أختك لا تصاريحها بمشاكلك .
    ـ ماذا أقول ؟
    ـ قولي أنك أتيتيِ لكي تستجمي معنا بعض يوم .
    طفرت من عينيها دمعات آتتها قسراً عنها ، حتى كادت أن تصل بها إلى حد النحيب بصوت عالي .. مما جعل أمها تسرع إليها وتربت عليها وهي تحتضنها قائلة ـ لم أكن أعلم أن عمره سيطول إلى هذا الحد ؛ هوني عليكِ ويكفيكِ من الدنيا ولدك فهو زينة الشباب ، ولقد صار رجلا ؛ الجميع يحسدونك على طيبته وتربيته العالية . هوني عليك قبل أن تأتي أختك .
    تمسح دموعها وهي تنظر لأعلى ؛ ليس إلى أمها، بل إلى الفراغ الذي باتت تستشعره حولها .
    نعم لقد مر على زواجها اكثر من عشرين عاما ؛ وكم من مرة أتت وطرقت نفس الباب، لكنها عادت منه إلى حيث ما لا تريد لأنه مازال عليها الاستمرار لتربية ولدها، وحتى لا يشمت شمات العائلة .
    آه كم باتت ودموعها تغرق وسائد مرقدها ... فتلك الوسائد أصبحت قريبة من نفسها ولم لا ؛ فهي التي تعلم مدى معاناتها وعظيم ما تقاسيه في وحدتها ومن حرقة مشاعرها ليل نهار ... ولكن لم أعد أطيق يا أمي ؛ هكذا خرجت عباراتها قسرا عما تريد أن تسمعه منها امها، ولكنها أكملت متغاضية عن نظرات التأسف من عينيها
    ـ من حقي أن أعيش يا أمي ؛ العمر يمضي والسنين تجري وأنا أحيا بكنف رجل لم أكن له زوجه سوى ليلة واحده ، كان نتاجها هذا الطفل والأبن الوحيد قرة عيني ؛ ولكن ماذا أفعل ؟ لا أريد أن أبخس حق نفسي أكثر من هذا ، أبني صار رجلا ، ولا يخشى عليه ، ومن حقي أن أسعى ، لما أسعى إليه ... فهو يعلم ؛ ويوافق على قراري هذا .
    ـ وأبوه ؛ زوجك يعلم ؟!!
    . نعم ؛ لقد أفصحت له عما بداخلي ... لا ؛ ليس بكل شئ ، ولكن صرحت بما يجب وتركت البيت وأتيت ، وسوف يأتي مصطفى لكي يساعدني في الحصول على الطلاق وبعدها نتزوج .
    ـ هذا الرجل وراءك ؟!! سوف يخرب عليكِ حياتك وبيتك ، أفيقي ؛ إنه يتلاعب بكِ .
    ـ لا أنه صادق ؛ كما أنه ليس بالغريب ، انه إبن عمتي كما تعلمين .
    ـ مهما يكن ؛ فهو متزوج وزوجته لن ترضى ؛ وسوف تقيم الدنيا ولن تقعدها
    ـ إنه مُصر؛ ويقول أن حياته بدأت عندما بدأت أتجاوب مع مشاعره .
    عند هذا الحد تقف مشدوهة وسط الطريق وكأن أحدهم طرق رأسها بمطرقة من حديد ، فترتج جميع أوصال جسدها النحيل . وهي تهمس لنفسها في إندهاش لماذا أسترجع كل تلك المواقف آلا لي منها خلاص ...


  2. #2
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    اختيار موفق أختي المكرمة أستاذة عبلة
    ويحضرني هنا سؤال ترى هل من خلاص ؟
    ربما يكون ظاهريًا ولكن في داخل الذات
    قد يظل يقطف له من مرور الزمن بعض لحظات
    دمت بخير ورضا
    أختك
    بنت البحر


  3. #3
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهية بنت البحر مشاهدة المشاركة
    اختيار موفق أختي المكرمة أستاذة عبلة
    ويحضرني هنا سؤال ترى هل من خلاص ؟
    ربما يكون ظاهريًا ولكن في داخل الذات
    قد يظل يقطف له من مرور الزمن بعض لحظات
    دمت بخير ورضا
    أختك
    بنت البحر
    تقديري لنبض الحرف والتقدير في الرد أختاه لاختياري القصة فربما كانت تحمل بعض من نفسي
    لذا كانت في انتظار بعض النقد والتعليق ..
    نعم ما زال السؤال قائم هل من خلاص ؟
    ولأن الامر يحمل بعض من الذات أقول نعم هناك خلاص ... بالحمد والشكر لله والتقرب بالنوافل والصلوات والبكاء بين يدي الله ... فلا منجي ولا منجى إلا بالتقرب منه هو الرحمن .
    خالص المحبة والتقدير لمرور دائم يزيد من عبق المحبة بيننا فالله
    شكرا حبيبتي أستاذة ـ زاهية
    فائق التقدير


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية هنادة الرفاعي
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    343
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أختي عبلة

    قصة مؤثرة وهي من صميم الواقع
    كم تظلم الفتاة باختيار زوج لا تريده وينكر عليها عندما يفيض بها ولا تستطيع الاستمرار
    أين الخلاص
    هل هو من حقها الآن
    أم كتب عليها الموت لترضي الآخرين
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    دمت متألقة

    webmaster@refaai.co.cc


    زيارتك تسعدنا ياهنادة الرفاعي أهلا بك

  5. #5
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    أختي عبلة

    قصة مؤثرة وهي من صميم الواقع
    كم تظلم الفتاة باختيار زوج لا تريده وينكر عليها عندما يفيض بها ولا تستطيع الاستمرار
    أين الخلاص
    هل هو من حقها الآن
    أم كتب عليها الموت لترضي الآخرين
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    دمت متألقة
    نعم عليها الاستمرار لأنها اصبحت أم ولها عرض وشرف سوف يحاسب عليه الأبناء " ابناؤها " فلم يعد بيدها حيلة سوى الرضوخ والأمتثال لأمر الله قبل أمر وفعل بني الانسان بها .
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    أعذريني لو قلت في تشبيهي لمثل تلك الحالة كحالة قبض الروح من عذرائيل فهو مأمور من الله والأسباب متعددة ، ولكن لا نقول امر الله ولكن نقول بفعل كذا مات فلان .
    وكذا كان أمر الله فلا يسعنا إلا الرضوخ والأمتثال ، محبة فالله من قبل ومن بعد ثم في ذرياتنا .
    تقديري مع تحياتي المتألمة


  6. #6
    شاعر الصورة الرمزية د. جمال مرسي
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    المشاركات
    1,804
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختي الكريمة عبلة
    قصة حزينة و مؤثرة و كأنها ترحمة حقيقية لواقع يعشه أكثرهن
    و قد أعجبني ردك على الأخت زاهية على سؤال كيف الخلاص
    ففيه الحل لبطلة القصة و غيرها الكثير
    دمت بود نحب القراءة لك
    د. جمال


  7. #7
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
    أختي الكريمة عبلة
    قصة حزينة و مؤثرة و كأنها ترحمة حقيقية لواقع يعشه أكثرهن
    و قد أعجبني ردك على الأخت زاهية على سؤال كيف الخلاص
    ففيه الحل لبطلة القصة و غيرها الكثير
    دمت بود نحب القراءة لك
    د. جمال
    أخي الكريم والشاعر المبدع د. جمال مرسي
    شكرا لكريم المرور والثناء .
    شكرا للتعاطف معهن ولهن .
    تحيات ضعيفتهن


  8. #8
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    أختي المربية الفاضلة عبلة
    كثير من الفتيات دخلن عش الزوجية رغما عن أنوفهن " السن لا يهم ، المهم هو المركز و الجاه و الثراء و الحب يأتي مع الأيام " مقولة يرددها من يظنون أنهم حمكاء و واقعيين ،و الحقيقة المرة أنهم حكموا على بناتهم بالسجن المؤبد .
    مشكلة إجتماعية قديمة قدم التاريخ و للأسف لا زلنا نعانيها في عالمنا العربي .
    جاء عرضها باسلوب بسيط و واضح بلا توريات أو رموز
    سلمت أناملك و دمت متألقة
    نزار


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية صباح الحكيم
    تاريخ التسجيل
    06/12/2006
    المشاركات
    272
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    حكاية من الواقع كانت و ما زالت تتكرر للأسف الشديد
    جميل اسلوبك بالسرد
    شكرا لك و دمت بكل خير
    خالص الود والتقدير

    صباح


  10. #10
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار ب. الزين مشاهدة المشاركة
    أختي المربية الفاضلة عبلة
    كثير من الفتيات دخلن عش الزوجية رغما عن أنوفهن " السن لا يهم ، المهم هو المركز و الجاه و الثراء و الحب يأتي مع الأيام " مقولة يرددها من يظنون أنهم حمكاء و واقعيين ،و الحقيقة المرة أنهم حكموا على بناتهم بالسجن المؤبد .
    مشكلة إجتماعية قديمة قدم التاريخ و للأسف لا زلنا نعانيها في عالمنا العربي .
    جاء عرضها باسلوب بسيط و واضح بلا توريات أو رموز
    سلمت أناملك و دمت متألقة
    نزار
    سلمت لنا أخينا وأستاذنا الاديب الفاضل ـ نزار ب. الزين
    نعم انها قصة قديمة ولا زالت قائمة ، ولن تزل مادام الطمع والتغافل عن حقيقة الحياة ومتطلباتها قائم .
    أما الاسلوب نعم جاء مباشر لانه يحمل بعض من الذات لذا كان كسيرة ذاتية لا تحتمل من صاحبها تجميل اللفظ والبيان .
    ولا زلت اتعلم فن القصة منكم اساتذتي الكرام .
    تحيات عميقة من الذات .


  11. #11
    كاتبة
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    67
    المشاركات
    1,363
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صباح الحكيم مشاهدة المشاركة
    حكاية من الواقع كانت و ما زالت تتكرر للأسف الشديد
    جميل اسلوبك بالسرد
    شكرا لك و دمت بكل خير
    خالص الود والتقدير

    صباح
    دمتِ أختاه ـ صباح الحكيم
    ودام صباحك أجمل وأروع من عطر الياسمين .
    شكرا لتأكيد واقع القصة رغم إنكار الواقع ذاته لحقيقة وجود مراره .
    خالص الود والمحبة أختاه
    تحيات واتاوية مزهره


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •