أضيئي طريقي
****أيا بَسْمةَ الآمالِ خلفَ الغيومِ= أَضيئي سمائي واهزَئي بالـنُّجومِ
لقد كنْتُ قربَ النـَّهرِ أعبثُ بالحصى= وأطرحُها في الماءِ بينَ الرُّسومِ
فأُصغي إلى سِحْرِ الـرَّنينِ مداعِباً= فؤادي بأبهى من رقيقِ الـنّسيمِ
وعندَ هدوءِ الماءِ يلثِمُ مَسْمَعي= أناشيدُ طيرٍ في حديثٍ رخيمِ
فتسبحُ نفسي في ضياءٍ ورَوْنَقٍ= وتختالُ في فيحاءِ هذا الـنّعيمِ
وأنسى كِياني ههنا، ثمّ أرتمي= على صفَحاتِ العشْبْ غيرَ مَلومِ
... إذا بظلامِ اللِّيلِ يُوقِظُ نشوتي= ويُلقي على قلبي ستارَ الهُمومِ
أراهُ على كرسيِّهِ متربِّعاً= يُشيرُ وينهى، كالأميرِ العظيمِ
فقلْتُ لهُ: ليسَتْ لمِثْلِكَ سُلْطةٌ= عليَّ، فقلْبي اليومَ غيرُ سَقيمِ
ويا بسمةَ الآمالِ لا تتردَّدي= أضيئي سمائي، واهزئي بالـنُّجومِ
أضيئي سمائي، طالَ ما قد تكدَّرَتْ= ومرَّتْ بها غِربانُ عَهْدٍ قديمِ
ودوّى نعيقٌ يَصْدعُ الـرَّأْسَ هولُهُ= كأنـّيَ أُسقى مِن نقيعِ السُّمومِ
أضيئي سمائي، لا أُريدُ كآبةً= سأخترقُ الأيـّامَ دونَ وُجومِ
سأبقى هنا، في الـرَّوضِ، ينعَمُ ناظِري= بمرآى فراشاتٍ، وأُنسِ نَديمِ
تُقبِّلُ أقدامي الـزُّهورُ، ووردةٌ= لها مِن سَنا الألوانِ أبهى الـرُّسومِ
أيا نَسْمَةَ الإيمانِ، لا تتردّدي= أضيئي طريقي، واهزئي بالغُيومِ
المفضلات