كلمة من " ابنة الشهباء "
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
عامر العظم
أساتذتي الأفاضل
الأخوة والأخوات الكرام
ما أسعد أمينة ابنة الشهباء اليوم وهي تضع كلمتها هذه بين أياديكم ويطالعها العالم من خلال منبر هذا الصرح , وهي تأمل من الله العلي القدير أن تكون دائما عند حسن ظنكم بها ...
بالأمس حضرت تجمع ثقافي وطني جليل على أرض الفيحاء
" دمشق "عاصمة الثقافة العربية
كنت أحلم يوما أن أكون حاضرة معهم , وأن أشهد هذا الاحتفال الكبير وهو مزهوا بجهوده , وفخورا بأبناء بلده, ومعتزا بأدبه وعلمه , وهو يأمل مستقبلا مشرقا لرسالة الترجمة والثقافة والإبداع أن تترجم عمليا على أرض وطنه ..
وما أثاره أستاذنا الفاضل الدكتور حسين جمعة
رئيس الاتحاد الكتاب العرب في كلمته الرائدة وهو يتحدث عن عالم الترجمة وأثرها في نهضة الأمم , كانت كلمة مضيئة مجاهدة تأمل أن تصل لبلوغ الغاية والهدف , وتدفع بأبناء الوطن الحبيب أن يكون لهم شأنا كبيرا حينما يعلمون أنهم أمة لها تاريخ وماض عريق عليهم أن يفخروا بثوابته وأصوله وقيمه ومبادئه ...
بل إنه ذهب إلى أبعد من هذا وهو يسأل عن المترجمين في سوريا ودورهم في الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب , ولمَ عددهم لم يتجاوز الواحد في المائة بينما المصريين عددهم تجاوز سبعة عشر بالمائة !!!؟؟؟؟ ..
كان يهدف من خلال كلمته إحياء اللغة , ونهضة الأدب , وتعميم الثقافة العربية والسعي لترجمتها إلى كافة اللغات , وهو يحث أبناء الوطن من المترجمين أن يكونوا على أتم الاستعداد لبلوغ الغاية والهدف الذي يطمحون إليه .
وكلمته الهادفة عادت بي إلى هناك ... إلى أول من كان له السبق في بلوغ غايته وهدفه ..
حيث كان الاجتماع الأول لهم على أرض الكنانة مصر العروبة برئاسة الأستاذ حسام الدين مصطفى , وكيف كنت أنادي أبناء وطني الحبيب أن يسيروا على نهجهم , ويكون لهم شأن في تحقيق هدفهم بإنشاء الجمعية السورية للمترجمين واللغويين العرب ...
واليوم أرى الحلم الذي كنت أصبو إليه قد أصبح واقعًا ملموسًا على أرض الواقع شهد له كل من حضره وسمع عنه بالإخلاص والوفاء والتضحية...
فكان أبناء وطني مثلا رائعا في حضورهم , وتألقهم , وتميزهم , ولم أكن يومًا أحلم أن أنتقل من عالم الفضاء الالكتروني إلى أرض الواقع وألتقي بهم .....
أهلي الكرام في واتا
لا تعجبوا مني حينما أصف لكم شعوري وأنا حاضرة مع أهلي وإخواني .... قطعت المسافات البعيدة لأرى حلمي الذي عشته أيامًا طويلة في ربوع واتا وكان ظني أني سأكون ضيفة على هذا الجمع الكريم .... ولكن شعوري بوحدة العلاقة والانتماء الأخوي الذي يجمعنا جعلني أشعر بأنني منهم ولهم وإليهم .
فقد عرفتهم بروحي وقلبي حينما وصلت قاعة الاستقبال , وأنا أنادي على آداب المؤدبة المهذبة أخيرا التقينا فتضمني روحها قبل ذراعيها، وسهير القاسم التي غمرني دفء لقائها , و سعادتها باجتماعنا
والدكتور إياد فضلون الذي كان له حضوره وتميزه في طريقة ترحيبه المهذّبة الخلوقة المؤدّبة ..... والأستاذ هشام الحرك ظهر ببشاشته التي كست قسمات وجهه , ونشاطه الذي توافق مع اسمه
وكم كنت سعيدة بلقاء الأخ الطيب والأستاذ غالب ياسين وهو يناديني أهلا بـ " الفارسة النبيلة " بنت الشهباء
وأخوة وأخوات التقيت بهم , وتحادثت معهم وكأنني والله أعرفهم من سنين عدة وما بيننا كما نقول في حلب " خبز وملح "
وكان لي فخر وشرف حينما تحدثت بصراحة حديثا جانبيا مع
سفير واتا في سوريا
الدكتور إياد فضلون
بحضور أحد الأدباء
عن دور المثقفين العرب في بناء الأمة حينما يتجاوزوا الخلافات والشقاقات فيما بينهم , وأن تكون رسالتنا رسالة محبة وخير للبشرية جمعاء , ونسعى معا لأن نمسك زمام أقلامنا ولا نتركها تتوه وتزيغ عن جادة الحق والصواب , ونعلم حق اليقين أن ربنا واحد وقصدنا واحد و كذلك فإن عدونا وإن تعددت أثوابه إلا أنه واحد وبدون ذلك لن نستطيع أن نثبت وجودنا بين الأمم , ونعيد لأمتنا كرامتها المسلوبة وعزتها .
أهلي الأعزاء في واتا
لا أريد أن أطيل عليكم في كلمتي ..
لكنني أحب أن أقول لكم :
أمينة ابنة الشهباء " المحاربة القديمة " لم ولن تتنكر يوماً لتاريخها الذي صنعته وتنبض به صفحات واتا , ولم ولن تكون يوما جاحدة للمعروف , وناكرة الجميل أبدا , وهي التي على أرض واتا نشأت , وترعرعت , ونهلت الكثير من العلوم والآداب من مدرستها .....
ولا يمكن لي أن أنسى ما حييت فضل أساتذتي الأكارم في واتا ومن بينهم
الأديب الذوّاق المهذّب ابن الموصل
الدكتور قحطان فؤاد الخطيب أول من أطلق علي اسم " الأمينة المؤتمنة " الذي بات يعرفني به الجميع أينما تواجدت في عالم الانترنت ...
والدكتور فؤاد بوعلي الذي كان مثلا لي في دماثة خلقه , وأدبه , وروحه الطيبة الرؤومة .....
أما الأستاذ حسام الدين مصطفى
" عميد سفراء واتا "
" رئيس هيئة المثقفين والأحرار "
فقد تعلمت منه فن الدبلوماسية, وحسن الخطاب مع الآخرين التي لم أكن يوما أعلم عنها إلا قليلا , وهذا فضل لم أنساه له مدى العمر , ومن مدرسته الكبيرة مازلت آمل أن يسمح لي أن أكون تلميذة في الصف الأخير منها ...
والأستاذ أيمن السباعي كان مثلا لي في الأخوة البريئة الطاهرة التي تأمل أن تدوم حتى ما بعد العمر ......
أما أخي عامر ... (وهكذا دون ألقاب )
فقد تعلمت منه الجرأة في القول , والثورة على الظلم والاستبداد , وأن أمتطي صهوة جواد قلمي , وأمسك بزمامه دون خوف ولا وجل إلا من الله رب الخلق ...
وإنني لأجدني فخورة بحضور هذا اللقاء الطيب الذي ذكرني بالكثير من القيم والمبادئ التي نشأت عليها منذ نعومة أظفاري ...
وأسأل الله أن أكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
إنه سميع مجيب
ربما يكون فيض السعادة الذي غمرني أنساني سهوًا أن أذكر أخوات وإخوة أعزاء لهم في القلب معزة أخوية حتى وإن لم تسعفني الذاكرة كي أدرج أسماءهم ...
فلكم ولهم ولجميع من رافقت خطواتي مسيرتهم منذ مطلع فجر واتا أصدق تحية وأعظم احترام
أختكم و تلميذتكم الواتاوية
أمينة " ابنة الشهباء "
المفضلات