المطسوس
قصير القامه قوى الجسم مدكوك العضلات ، ترك مدرستـه واتجه للعمل الشاق ، الذى يتطلب القـــوة والعافيـه . . عتالاً .. حمالاَ .. شيالاَ . كان يتفاخر بقدرته على حمل الاثقـال فـــــوق ظهره والصعود بها الى الطبقات العليا مـــن العمائــر الشاهقه دون مساعدة من أحد . أغلب اقسامه كانـــت كذبا .. يتنـــــاول رغيف الخبز وبدلا من أن يأكله يمزقه نصفيــــن ويقسـم عليه واضعا اياه فوق عينيه داعيا على نفسه بدعوة لم يغيرها طيلة حياته ، طالبا من الله أن يطسه فى عينيه ان كـــان كاذبــا وهو كاذب غالبا . ورغم هذا القسم الغليظ فان الناس لم تكن تصدقه أبدا . مع مرور الايام وتكرار الاقسام بدأ نظره يضعف شيئــا فشيئا حتى تلاشى ابصار احدى عينيه وأصبح يبصـــر بعيــن واحدة . لم يتعظ ولم يتوقف عن حلف الكذب وشق الرغيف .
ذات يوم وهو ما يزال يتمتع بكامل قوته واثناء عبوره الطريق جاءت سيارة فصدمته وأفقدته ابصار العين الباقيه . وأصبحت القوة التى يتفاخر بها لاتجدى نفعا .. وغـــدا حبيس الظلاميــن ينادى بهما فى مضايق الازقه والحوارى قبـــل موعـــد صلاة الفجر : الصلاة يا مؤمنين الصلاة .. الصلاة خير من النوم .. رجاء الغفران .
++++++++++++++++++++++++++++++++++++
المفضلات