الأستاذ الكريم عامر العظم،

الأكاديميون، من حملة الدكتوراة والشهادات الجامعية العليا، يرسمون سياسة بلادهم في المجتمعات الغربية، ويساهمون بفعالية في التنمية البشرية والاقتصادية عبر ربط الجامعات وأنشطتها بمجتمعاتهم المحلية وحاجاتها، بل هم الذين يقودون دفة الصراع أو الاشتباك الحضاري، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ينظر الأكاديميون لبوش والمحافظين الجدد الأمريكيين في الولايات المتحدة الأمريكية.

أما عندنا في البلاد العربية، فإن معظم الأكاديميين يلتزمون الحيادية السياسية والاقتصادية والفكرية ويدمنون التقاعس والصمت الرهيب، ولا يشاركون في نهضة شعوبهم وتنمية مجتمعاتهم، حتى أصبحت الجامعات العربية عبئا على الناس، ويشكل حملة الدكتوراة العبئ الأكبر على أمتنا، لأنهم غير فاعلين وغير منتجين وغير منتمين، كل ما يهمهم تنمية أرصدتهم في البنوك والحصول على الكماليات والرفاهيات ونيل رضى المؤسسات الأمريكية، التي تمول مشاريع تخدم الدبلوماسية الأمريكية أو تزيد تسلط الولايات المتحدة على شعوبنا، كمؤسسة AMIDEAST و Fulbright، وغيرها من المؤسسات الأمريكية والأوروبية الغربية.

الدكتور الحقيقي هو الذي ينزل من برجه العاجي إلى الشارع، ليتحسس مشاكل الناس والأمة، ويساعد على حلها، وينحاز إلى الأمة، ولا يعمل جسرا لأعداء أمتنا كي يمتصوا دماءنا وينتهكوا حقوقنا ويهدروا كرامتنا وينهبوا خيراتنا. الدكتور الحقيقي هو المفكر الذي لا يهدأ له بال ولا يكل ولا يمل في خدمة أمته والتفكير في قضاياها المصيرية والتحديات التي تواجهها، والدكتور الحقيقي هو الذي لا ينام الليل ولا يلهو طول نهاره ولا يلتفت للدنيا إلا بقدر ما يجعله قادرا على مواصلة جهاده ضد الجهل والتخلف والاستبداد والفساد...

تحية بدون "د" أو "ا" يسبقها أحيانا!!

محمد اسحق الريفي