آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل القصيدة الغنائية العراقية وبما تمتاز بها من حزن شديد مرغوبه عربيا؟

المصوتون
0. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • مرغوبة جدا

    0 0%
  • مرغوبة نوعا ما

    0 0%
  • احيانا نحتاج السماع لها

    0 0%
  • مرغوبة عند البعض

    0 0%
  • غير مرغوبة

    0 0%
  • لااسمعها ابد

    0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات.
+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مكر العصافير

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الهام الزبيدي
    تاريخ التسجيل
    04/02/2008
    المشاركات
    120
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي مكر العصافير

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مكر العصافير

    عشرات العصافير استوطنت فوق الشجرة التي امتدت بعض اغصانها امام نافذتي وارتفعت الاغصان الباقية لتطال السماء وتحمل المزيد من العصافير اعتدت وجودها والفت اصواتها، لهوها اصبح عنوانا للبراءة، وزغبها الناعم يثير عطفي عليها ، تذهب صباح كل يوم وعند المساء انتظر عودتها وأفرح بزيادة أعدادها ومع برد الشتاء الذي فتح ابوابه علينا بداءت أعداد العصافير بالنقصان يوما بعد يوم .
    ترى أين تذهب هذه العصافير البريئة المسكينة ، هل ستموت ولماذا يتناقص عددها كل يوم مع انخفاض درجات الحرارة وصحوت على صباح رمادي حزين .
    حملت غيومه السوداء بريقها ورعدها وأمطار رفضت التوقف عن الهطول طوال اليوم ، ريح تصرخ في صمت الشوارع المقفرة ، فتزيدها وحشة توصد أمامها أبواب البيوت وزجاج النوافذ يوم لونني بلونه ، وأيقظ عندي قلقا على عصافير الشجرة ، ترى كيف ستعود وكيف ستجد طريقها إلى الشجرة وهي تخترق تلك العاصفة الهوجاء ترى هل ستقاوم اجنحتها الرقيقة قوة الرياح .
    واتى المساء ولم تاتِ العصافير ، والمطر ما زال ينهمر، آه يا لها من عصافير مسكينة قلت لنفسي ويالها من عاصفة قاسية وامطار لا تعرف الرحمة ورياح تزمجر غضبا وهبط الليل بكل ثقله ورغم حزني انتظرت رجوع العصافير ، وعند نافذتي سهرت الليل ، كنت ابحث عن تلك الكرات البيض وكأنها قطع من السماء كانت تزين الشجرة كل ليلة فلم أجدها .
    اسأل الرياح ، أرجو الغيوم ، أتوسل للرعد ، ان ترأف بالعصافير البرئية وتأكل كل ساعة التي تليها ، ليأتي ضياء الفجر ويقهر الظلام .
    وامتزج أول خيط من خيوطه البيض مع أخر خيط من خيوط الليل السوداء ، استسلم الليل ولملم ظلامه ورحل ، ليترك صباحا شتوي آخر يطل علينا أنا والشجرة والنافذة بلونه الرمادي الحزين .
    فتشت مع ضياء الصباح عن اثر للعصافير ، علها أتت أثناء اغفاءة ربما داهمتني وانا انتظر عند نافذتي لكني لم أجد سوى بضع ريشات قديمة كانت قد تطايرت منهم هنا وهناك .
    ابتلت تلك الريشات بالمطر فقدت هويتها والتصق بعضها بالطين أو على صخرة في إحدى زوايا الحديقة ، وأخرى على الأرجوحة وثالثة على كرسي مبتل ورابعة فوق سياج خشبي او على ورقة خضراء يحملها غصن ابتل هو الأخر .
    زاد حزني وبت أشبه ذاك الصباح الرمادي أكثر مما أشبه نفسي قضيت بقية الأيام حزينة حتى مجيء صباح ازرق صاف بعد أيام لم يقهر حزني ولم يستطع أن يمتص مني اللون الرمادي والقلق الذي ملأني على عصافيري البريئة دفع بي لأخبر بعضهم عن حزني .
    قالوا لا تخشى شيء .. فان عصافيرك ليست بالبراءة التي تعقدينها وليست هي ضعيفة ولا مسكينة ، بل أن بها ذكاء كافي لتعرف كيف تحمي نفسها أثناء الأمطار والعواصف وتعرف كيف ترحل لمكان لا يوجد به مطر وريح وعاصفة .
    قلت انها عصافير قالوا لكنها تملك من المكر يجعلها تهرب من العواصف فلا تكوني ساذجة ، انتظري رحيل الأمطار والرياح الى حيث لا تعود وعندها ستعود عصافير الشجرة وتجلب معها عصافير جديدة .
    كيف لا اخشي بعدما عرفت حتى العصافير ليست بالبراءة التي كنت أتصورها .
    وهي تستوطن أغصان شجرة تطل على نافذة غرفتي وعرفت أنها تترك أغصانها عندما تهب عاصفة ممطرة لا تقف يوم .
    في وجه عاصفة تمر على شجرة استوطنوا أغصانها وتفيئو تحت أوراقها .

    كيف لا أخشى وقد أدركت أن للعصافير مكرها
    .
    الهام الزبيدي


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الهام الزبيدي
    تاريخ التسجيل
    04/02/2008
    المشاركات
    120
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي مكر العصافير

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مكر العصافير

    عشرات العصافير استوطنت فوق الشجرة التي امتدت بعض اغصانها امام نافذتي وارتفعت الاغصان الباقية لتطال السماء وتحمل المزيد من العصافير اعتدت وجودها والفت اصواتها، لهوها اصبح عنوانا للبراءة، وزغبها الناعم يثير عطفي عليها ، تذهب صباح كل يوم وعند المساء انتظر عودتها وأفرح بزيادة أعدادها ومع برد الشتاء الذي فتح ابوابه علينا بداءت أعداد العصافير بالنقصان يوما بعد يوم .
    ترى أين تذهب هذه العصافير البريئة المسكينة ، هل ستموت ولماذا يتناقص عددها كل يوم مع انخفاض درجات الحرارة وصحوت على صباح رمادي حزين .
    حملت غيومه السوداء بريقها ورعدها وأمطار رفضت التوقف عن الهطول طوال اليوم ، ريح تصرخ في صمت الشوارع المقفرة ، فتزيدها وحشة توصد أمامها أبواب البيوت وزجاج النوافذ يوم لونني بلونه ، وأيقظ عندي قلقا على عصافير الشجرة ، ترى كيف ستعود وكيف ستجد طريقها إلى الشجرة وهي تخترق تلك العاصفة الهوجاء ترى هل ستقاوم اجنحتها الرقيقة قوة الرياح .
    واتى المساء ولم تاتِ العصافير ، والمطر ما زال ينهمر، آه يا لها من عصافير مسكينة قلت لنفسي ويالها من عاصفة قاسية وامطار لا تعرف الرحمة ورياح تزمجر غضبا وهبط الليل بكل ثقله ورغم حزني انتظرت رجوع العصافير ، وعند نافذتي سهرت الليل ، كنت ابحث عن تلك الكرات البيض وكأنها قطع من السماء كانت تزين الشجرة كل ليلة فلم أجدها .
    اسأل الرياح ، أرجو الغيوم ، أتوسل للرعد ، ان ترأف بالعصافير البرئية وتأكل كل ساعة التي تليها ، ليأتي ضياء الفجر ويقهر الظلام .
    وامتزج أول خيط من خيوطه البيض مع أخر خيط من خيوط الليل السوداء ، استسلم الليل ولملم ظلامه ورحل ، ليترك صباحا شتوي آخر يطل علينا أنا والشجرة والنافذة بلونه الرمادي الحزين .
    فتشت مع ضياء الصباح عن اثر للعصافير ، علها أتت أثناء اغفاءة ربما داهمتني وانا انتظر عند نافذتي لكني لم أجد سوى بضع ريشات قديمة كانت قد تطايرت منهم هنا وهناك .
    ابتلت تلك الريشات بالمطر فقدت هويتها والتصق بعضها بالطين أو على صخرة في إحدى زوايا الحديقة ، وأخرى على الأرجوحة وثالثة على كرسي مبتل ورابعة فوق سياج خشبي او على ورقة خضراء يحملها غصن ابتل هو الأخر .
    زاد حزني وبت أشبه ذاك الصباح الرمادي أكثر مما أشبه نفسي قضيت بقية الأيام حزينة حتى مجيء صباح ازرق صاف بعد أيام لم يقهر حزني ولم يستطع أن يمتص مني اللون الرمادي والقلق الذي ملأني على عصافيري البريئة دفع بي لأخبر بعضهم عن حزني .
    قالوا لا تخشى شيء .. فان عصافيرك ليست بالبراءة التي تعقدينها وليست هي ضعيفة ولا مسكينة ، بل أن بها ذكاء كافي لتعرف كيف تحمي نفسها أثناء الأمطار والعواصف وتعرف كيف ترحل لمكان لا يوجد به مطر وريح وعاصفة .
    قلت انها عصافير قالوا لكنها تملك من المكر يجعلها تهرب من العواصف فلا تكوني ساذجة ، انتظري رحيل الأمطار والرياح الى حيث لا تعود وعندها ستعود عصافير الشجرة وتجلب معها عصافير جديدة .
    كيف لا اخشي بعدما عرفت حتى العصافير ليست بالبراءة التي كنت أتصورها .
    وهي تستوطن أغصان شجرة تطل على نافذة غرفتي وعرفت أنها تترك أغصانها عندما تهب عاصفة ممطرة لا تقف يوم .
    في وجه عاصفة تمر على شجرة استوطنوا أغصانها وتفيئو تحت أوراقها .

    كيف لا أخشى وقد أدركت أن للعصافير مكرها
    .
    الهام الزبيدي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •