اعتذار
كسير الهائمين كنت أسير بين جنباته أرتشف عبير الإيمان .. فتسري بين خلجات قلبي نسائم الأمان
نظرت إلى أرضه .. من هنا مرَّ الحبيب
رفعت بصري إلى سمائه .. ها هي بوابة ألارض لتلك السامقة
ألقيت بصري إلى زيتونةٍ قد غاص جذرها في طهر تربته .. فحسدتها .. وتمنيت لو أنّي قد نلت شرف المقام الذي نالته هي .. وإن كنت سأفقد حينها مظاهر الحياة.
أحنيت هامتي والتقفت حفنة من الثرى المجبول بمسك النبوّة .. استنشقت شذاه .. فحلقت روحي مع الحمام الأبيض.
أعلنوا موعد ألرحيل .. اشفقت على نفسي .. كيف ستترك هذا المكان الأن .. خبأت حبات التراب في كيس صغير - لا يليق بقدره - وقلت أفتحه اذا ما حرمت العودة.
وضعته جنبي على السرير فانتفض ضميري غاضبًا يؤنبني .. لمَ حملت معك أطياف ذكرى .. أنسيت عهدك له بفداء الروح إذا ما سولت نفس أحدهم شرًا به؟!! ليس هناك وقت للوقوف على شرفات الذكرى والبكاء على الأطلال ..
نظرت خجلى إلى صورته المعلقة على حائط غرفتي .. وفي عيني دمعةٌ حرّى ..فخاطبته أقول
ويح نفسي .. لا عاشت إن نسيت العهد .. أقسم أنّي عليه لباقية
فاقبل يا ثالث الحرمين شديد إعتذاري . . .
المفضلات