ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي
بفكر : حسين راشد
هذا العنوان والسؤال والحقيقة بين الصراع والدفاع والحقيقة و كل ما يتعلق بكلمة شرف
حين نسمع أن كاتباً في الولايات المتحدة يبحث عن آراء وعينات يسند عليها بحثه في موضوع حسم مسبقاً من الله بأن يشتت هذا الشعب في الأرض و تتطاول العباد على مشيئته وانتزعوا الأرض من أصحابها انتزاعاً ليكونوا دولة لم ينزل الله بها من سلطان ..كان يجب لنا أن نتوقف وننظر إلى ماذا يرمي الكاتب .. هل يريد اعترافاً منا بإسرائيل .. وبأي إسرائيل ؟ أهو النبي الذي كان فرداً من أفراد الشعب الفلسطيني ومواطناً كأي مواطن على أرض فلسطين ! أم يقصد الكيان الصهيوني القابع على أرض فلسطين الحبيبة ؟
أنسوا أن اليهود حين أسرى بهم الرسول الكريم ( موسى) وطالبهم بأن يدخلوا فلسطين فقالوا له أذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ... ألم يقلوا أن بها قوماً جبارين ؟ ألم يكفروا بالله بعد أن رأوا الآيات وعبدوا البقرة المصنوعة من الذهب المنهوب من أسيادهم الذين كانوا خدماً عندهم في مصر ..
بالطبع فإننا لا نعرف ماذا يريد هذا ا الكاتب ؟ وهل هذا ما يرمي إليه؟.. ويدور دورة كاملة على كل من يستطيع أن يثبت أن فلسطين ( يهودية) وليست عربية .. والمحصلة ستكون العداء العربي للجنس اليهودي و اصطناع مأساة جديدة تثمر عطفاً جديداً على يهود العالم .. وتكون المحرقة الفكرية .. عوضاً عن أفران الغاز المصطنعة من قبل .. بعد أن لاح في الأفق كذب وافتراء هذه القصة .. وهذا الشرك الذي يقع فيه أغلب المثقفين العرب ويسارعون وراء أمثاله كي يستجدون الصهيونية بإعطاء الحق المنتزع .. وهذا ما لن يحدث .
ولعلنا نذكر جيدا الكاتب النرويجي الذي قال لن أعترف بإسرائيل .. برغم أنه أعترف ضمنياً بها وسعينا جميعاً نؤيده .. ولكنني أعرف جيداً إنما هي في خدمة الصهيونية أكثر من خدمتها للعرب .. فكما قال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) برغم أنه لم يفعل إلا أن الشعار صحيح . فالقوة هي سلاح لا بد أن يتسلح به كل من يريد استعادة حقوقه أو المحافظة عليها من الطامعين .
وبرغم معرفة الجميع بأن الكيان الاستيطاني أو بالمعنى الأصح ( المستعمرة الصهيونية) التي أوجدها الاحتلال الإنجليزي بالاتفاق مع قوى أخرى تمثل الصهيونية العالمية ( أصحاب المصالح والمنافع) والتي يدعون أنها دولة لم ولن نعترف بكيانها .مهما حدث.
إلا أننا يجب أن نتكاتف ونعلن للعالم أجمع أننا لن نعترف بإسرائيل التي يتكلمون عنها .. فهي بالنسبة لنا عدو حتى يرحل أو يُرحًل أو يقضى عليه .
ومن أسانيدنا التي نستند عليها ليست فقط خريطة الوطن العربي وحدوده الجغرافية ما قبل الاحتلال الإنجليزي البغيض والذي قسمنا بتقسيمات(سايس بيكو) على هواه كي يعطي كل دولة نقطة للفتنة مع جارتها بل وبين الدولة ونفسها .وتفرض كيان غريب ( فيروس) في قلب الأمة العربية الواحدة .
وإذا كنا نبحث عن ( إسرائيل) وهو يعقوب عليه السلام فكان يجب علينا أن نفتح كتابهم المقدس ونستخرج معطياتنا منه .. كم كان عدد بني اسرائيل عند خروجهم من فلسطين .. والجواب في أوائل ( سفر الخروج ) ويقول
1 وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ. مَعَ يَعْقُوبَ جَاءَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَيْتُهُ:
2 رَأُوبَيْنُ وَشِمْعُونُ وَلاَوِي وَيَهُوذَا
3 وَيَسَّاكَرُ وَزَبُولُونُ وَبَنْيَامِينُ
4 وَدَانُ وَنَفْتَالِي وَجَادُ وَأَشِيرُ.
5 وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ الْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْسًا. وَلكِنْ يُوسُفُ كَانَ فِي مِصْرَ.
6 وَمَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ إِخْوَتِهِ وَجَمِيعُ ذلِكَ الْجِيلِ.
فهل كانت ال (70) نفساً تشكل دولة ؟ وهل ترحل الدولة إلى دولة أم يرحل الشعب إلى دولة .. ومن المعروف تاريخياً أن إسرائيل شعبُُ وليس دولة . وكان ماجاء في سفر الخروج يقول ما أقول ...
وهنا أيضاً يذكر كتابهم نفس اللفظ : -
22 وَلْيَتَقَدَّسْ أَيْضًا الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ إِلَى الرَّبِّ لِئَلاَّ يَبْطِشَ بِهِمِ الرَّبُّ».
23 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «لاَ يَقْدِرُ الشَّعْبُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، لأَنَّكَ أَنْتَ حَذَّرْتَنَا قَائِلاً: أَقِمْ حُدُودًا لِلْجَبَلِ وَقَدِّسْهُ».
24 فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اذْهَبِ انْحَدِرْ ثُمَّ اصْعَدْ أَنْتَ وَهَارُونُ مَعَكَ. وَأَمَّا الْكَهَنَةُ وَالشَّعْبُ فَلاَ يَقْتَحِمُوا لِيَصْعَدُوا إِلَى الرَّبِّ لِئَلاَّ يَبْطِشَ بِهِمْ».
· فنتأمل هذه العبارة جيداً هل هذا هو الشعب الذي يحبه ربه .. فيبطش بهم ؟
وحين نتدارس بروتوكولاتهم ( الصهيونية) نجد أنهم لم ينسوا أنهم حقراء .. ,انهم لن يكون لهم دولة معينة بل كانت فكرتهم هي السيطرة على مقدرات العالم حتى ولو كانت في الخفاء .. وننظر لهذا الجزء من البروتوكول الرابع :- وهو يوضح لنا فكرهم الاستبدادي والحاقد على كل من هو ليس صهيوني .. حتى لو تصهين
هذه النزعة الطائفية والسادية المغرضة والمعادية لكل صنوف البشرية فيقولون في حلمهم البروتوكولي :-
اننا سننظم حكومة مركزية قوية، لكي نحصل على القوى الاجتماعية لأنفسنا. وسنضبط حياة رعايانا السياسية بقوانين جديدة كما لو كانوا اجزاء كثيرة جداً في جهاز. ومثل هذه القوانين ستكبح كل حرية، وكل نزعات تحررية يسمح بها الأمميون (غير اليهود)، وبذلك يعظم سلطاننا فيصير استبداداً يبلغ من القوة أن يستطيع في أي زمان وأي مكان سحق الساخطين المتمردين من غير اليهود.
سيقال ان نوع الاستبداد الذي أقترحه لن يناسب تقدم الحضارة الحالي، غير أني سأبرهن لكم على أن العكس هو الصحيح. ان الناس حينما كانوا ينظرون إلى ملوكهم نظرهم إلى ارادة الله كانوا يخضعون في هدوء لاستبداد ملوكهم. ولكن منذ اليوم الذي أوحينا فيه إلى العامة بفكرة حقوقهم الذاتية ـ اخذوا ينظرون إلى الملوك نظرهم إلى أبناء الفناء العاديين. ولقد سقطت المسحة المقدسة عن رؤوس الملوك في نظر الرعاع، وحينما انتزعنا منهم عقيدتهم هذه انتقلت القوة إلى الشوارع فصارت كالملك المشارع، فاختطفناها. ثم أن من بين مواهبنا الادارية التي نعدها لأنفسنا موهبة حكم الجماهير والأفراد بالنظريات المؤلفة بدهاء، وبالعبارات الطنانة، وبسنن الحياة وبكل أنواع الخديعة الأخرى( انتهى الجزء)
ومن الواضح لمن يريد أن يعرف أو أن يفهم أننا لن نقبل هذا الفكر الصهيوني المريض ولا هذه السادية المفرطة التي يتعاملون بها مع كل الشعوب وليس الشعب العربي فقط .. فقد دمروا المسيحية تدميراً وأصبحت المسيحية تابعة خانعة لسيطرة شواذ الفكر اليهودي .. واستقطبت الصهيونية كل طامع وانكسرت هيبة الدين السمح ( المسيحية) بعدما أعلنت العلمانية عن وجودها لتصبح المسيحية الدموية والتي يرأسها الآن ( جورج دبليو بوش)
وبعد هذا ماذا يريدون أن نقول .. ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لي ..
هي ألعوبة في يد الطامعين للاستيلاء على العالم .. وهم أنفسهم من جعلوها عدو لكل عربي .. ولن نقبل بوجودها على أراضينا العربية .. فهي سرطان يجب بتره .. وليس علاجه ..
نعترف بالشعب اليهودي كشعب وكمتبعي رسالة سماوية ولا نعترف بهم ( إسرائيليين) لان لا يوجد لدينا دولة بهذا الاسم
والحديث ليس له نهاية سوى بنهاية هذا السرطان
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
ورئيس تحرير جريدة مصر الحرة الإلكترونية
كتب هذا المقال العام الماضي بعد أن اعلن المحامي والناشط السياسي وأستاذ القانون في جامعة هارفرد ألان ديرشوفيت عن عمل كتاب بهذا الاسم وجمع بعض الببيانات ممن يحلو له فكان المقال ولكن رأيت أن الوضع لم يختلف كثيراً وعلينا أن نواجه هذه النقطة الفاصلة في الصراع الصهيوني العربي..
www.misralhura.tk
المفضلات