المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحميد الغرباوي
غـياب
البنت التي كانت على شاطئ البحر، جوار أهلها..
قرب والدها..تنتشي بزرقة السماء و هدوء البحر
لم تكن تعلم أن الزرقة و الهدوء خدعة...
عرفت ذلك بعد فوات الأوان..
حين نزل ، فجأة، على الشاطئ، كالصاعقة، نار و موت...
محولا من كانوا قبل قليل يسرحون و يمرحون جثتا و جرحى يتوجعون ..
وتصرخ مرعوبة: أَبي...
كان الأب جثة متناثرة الأطراف على رمل خالط صفرته الدم
الجريمة حرّكت وكالات الأخبار...
في الوقت الذي كان يتعاظم، في مناطق عدة، صوت شخير حاد..
المبدع عبد الحميد...
يضعنا النص امام ثنائيات فلسفية خارجة عن كل سياق زماني او مكاني ,لتترك الباب مفتوحا امام تأويل دلالي متعدد ومتنوع. فالتسلسل المنطقي للنص يوهمنا باننا امام احداث واقعية بمرجعية معينة وهدف محدد ,غير ان رؤية الكاتب لما يدور حوله من تغيرات وانفلاتات اخلاقية ووعي مزيف ,يجعل النص القصصي الصغير عبارة عن تأمل فلسفي يتقمص اللغة الادبية باعتبارها لغة لها قوانينها الداخلية التي تحكم صيرورتها.
استعمال المضارع يبين ان القضية المتضمنة في النص ما زالت تتكرر في سيرورة زمنية متوازية مع الزمن الواقعي الذي يسري علينا.كما ان اعتماد الجمل الاخبارية في صدر الكلام يبين ان الهدف من النص ليس الفعل في حد ذاته وانما دلالاته الممتدة في شريان النص والتي جاءت عبارة عن ثنائيات متضادة(الزرقة تتحول الى صاعقة/الهدوء الىنار وموت/يمرحون/يتوجعون.الهدوء /الصراخ...)ويتحول كل شيىء الى عدم وموت واشلاء...مفهوم التحول يحيلنا الى مفهوم اخر هو التناسخ في الفكرالفلسفي الفارسي والهندي,غير ان الفرق هنا هو ان التناسخ يفضي الى المسخ بفعل تدخل الانسان وليس القوة الالهية.
ان الرسالة التي يتضمنها النص ,تحيلنا على مفهوم الطبيعة البشرية .,,فالخير والشر متلازمان في الزمان والمكان,والموت والشخير في نهاية المطاف هما متشابهان في جوهرهما.
لقد استطاعت اللغة ,الى حد ما, ان تسعف الكاتب على نقل الرسالة في قالب حكائي بسيط يمكن اكبر شريحة من استخلاص مضامينه.
الى اللقاء في عمل اخر.
المفضلات