سنابل القمح: لنبدأ من جديد (9 – 10)
نص مفتوح على خواطر وجدانية
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
9- سنابلُ القمح تهجرُ عشَّها
حقولٌ تنكمشُ على جلدها،
الخصبُ واليباسُ يتزاوجانْ
يتنافرانِ ينفصلانِ ثمّ
إلى الفراشِ معاً يعودانْ.
اللونُ الأبيضُ يمتدّ
والصبحُ الشهدُ
في"ميشغن" والبردُ
قوافل "البجع" القادم
بحيرات السحر الساكن
وبراري الأفق الحالم
أكتبُ فيكِ...
في "ديربورن" يسكنني
السَّردُ
يلتصقُ الوجه بالوجه
يسحبني البعدُ
من أين قدم الحقد!
يرميني ويرميكِ
في حنق شيطاني وغدِ
من يسعى في العتمة
أن يجتزّ من غير رحمة
دفء العهدِ
حلم الوعدِ
آهٍ من هاتين العينين
ما أحلاهما!
الشرقُ فيك والغربُ
والحبّ اثنان: وخزُ الوردِ
والعتبُ...
في عينيك رقصتْ
كلّ الأضواء
ثملتْ نفسي من نورٍ
من همس أهوائي
سلبتني على صدرك
غفوةُ الظَّفَرْ
ولما أفقتُ:
آه ٍمن وهمي وقصر
النظرْ!
الحبّ في الحسّ،
الأقوى، في حضن
الآهاتْ...
في المرج الرّحبِ، في
السرِّ النائمِ في تلك
الغاباتْ...
في وجع الحزن الطالع
نغما في خفقاتْ...
الحبُّ تَعِبٌ فينا
الحبُ جزعٌ فينا
يتوارى في خجل
في طيّات الذاتْ...
فلنبدأ من جديدْ
نفرحُ ملءَ القلبِ
نسترجعُ أشياءَ العيدْ
نحكي، نضحكُ، نتعبُ
ونعيدْ...
فلنبدأ من جديدْ...
10- أفهمُ كم بلغتُ من العمرِ
الصدأُ يلفُّ بإحكامِ
عقلي، وألفاظي عتيقةْ
عن هذا الدهرِ
فيها غربة وجنونْ
أحرفٌ
تتخاطرْ
أخيلةٌ
تتقاطرْ
وهمومٌ ليست
كباقي الهمومْ
لست وحدي المعتوه
نلتقي جميعاَ
في دربنا المحتوم
كلماتي أدواتٌ تصنع
الحبَّ
وأفكاري سلامٌ وأماني
فلنجرّب هذا الدربْ
الذي يعبّد فيّا
وعقلي لايقبلُ أن يُجزّأَ
ما حولك وفيّا
كلُّ ما فيك هو حولي
كلّ ما فيك فيّا
فكري لا يحيط بهذا الكون
الواسع
أنا في صيرورةٍ
كما النجوم يتغير دفئها
ولونها،
كما النجوم تتبدّل أحوالها
لا أستغرب كيف تؤولُ
إليه أحواليا
فكرةً كنتُ لا تعرفُ الشكلَ
صوتاً نفرتْ منه الحروفُ
يصارع حتى الرمق الأخير
صرير الحركة، وارتياب
التجربةْ...
ادخليني في التجربةْ
وصيحي عليّ:
ارني ما أنت فاعلِهْ
اصرخي بوجهي واطلبي:
الحبَّ الذي ينبغي أن يكونْ!
لنبدأ من جديدْ!
لنبدأ من جديدْ!
هذا الحبُّ الذي تدّعيهْ
أصحو على نبض صوتك
ٍأعي ما كنتهْ
وما سأكونْ!
(يتبع)....
المفضلات