..
.
..
النكبـــــــــــــــــــــــــة ......... وحكاية شعب مفجوع
..
..
على ماذا أحاسبهمْ
على ماض ٍ أتى بطوارف ِ الأوجاعِ والسّـقم ِ
على يوم ٍ بلا أمل ٍ يفيضُ بوافر ِ الظـُـلَم ِ
أحاسبهمْ على ران ٍ بأفئدة ٍ
وأحلام ٍ تعيشُ بآسن ِ الوهم ِ
لذا لا تسألي عني
دعيني أحتسي همّي، وشوْك ِ الكربِ والغمِّ
وإن سكنتْ بيوم ٍ كلُّ أنفاسي
فلا تبكي أيا أمـّي
** **
فمنذُ النكبة ِ الأولى
وحتما لم تكن طوعاً ولا مع سابق ِ الإصرار ِ من أحد ٍ
ولا كانتْ مؤامرةً ومهزلةً
ولنْ أحكي عن التـُّهم ِ
هناك أظنُّ قدْ كانتْ بدايتنا مع الحسراتِ والألم ِ
مع الأشباح ِ والأملاح ِ فوق الجرح ِ والسأم ِ
هناك أظنُّ لعنتنا قدْ انطلقتْ
وقالوا أنّ نكبتنا بلا وزن ٍ إذا قيستْ مع النكبات ِ للأمم ِ
فقلنا الحمدُ للرّحمنِ عمّا جاء من نِــعَم ِ
** **
وبعدَ النّكبة ِ الأولى كأنّ الأرضَ لم تشبعْ
من الأشلاءِ فاجْترّتْ على عجل ٍ بقايا اللـّحم ِ والعظم ِ
فجاءتْ نكسةٌ أخرى
تمزقنا وتسحقنا وتلقَفُ ما تبقّى منْ كثير ِ الشّوقِ والحُلُم ِ
وتكتبُ صفحةً أخرى من الأسفار ِ والخيم ِ
وذلٍّ في بلاد ِ الله ِ منْ عرب ٍ ومنْ عجم ِ
فقالوا مثلما قالوا عن النّكسات ِ والنـّعَم ِ
فقلنا مثلما قلنا بذات ِ الصّوتِ والنـّغم ِ
ألا شكراً لربِّ الكون ِ عمّا كانَ منْ نِعـَم ِ
** **
سنينٌ مثلَ جنح ِ اللّـيل ِ قدْ مرّت بلا عدد ٍ
بلا أمل ٍ بلا عمل ٍ .... ولا عون ٍ ولا مدد ٍ
مروراً بانتفاضتنا التي صاغتْ هويـّتنا
كشعب ٍ يعشقُ الأزهارَ والرمانَ والزّيتونَ
كالأرض ِ التي تاقتْ لخطوتنا
وعاشتْ ترتجي يوماً سحابتها ورفع َ قوائم ِ العلَم ِ
** **
الى أن جاءتِ الأخرى
مُزلزلةً وفاجعةً وحالكةً وقاتلةً لذكرى في دفاترنا
مُمزقةً لأحلام ٍ هي الأنسامُ
فوقَ مذابح ِ التاريخ ِ ... فوقَ القهر ِ والأضَم ِ
هنالك كانتْ الكبرى بموتِ الحبِّ والقيَم ِ
هنالك جفـّت الأوراقُ وانتشرتْ
خيوطُ الصّمت ِ حولَ الحرفِ والقلم ِ
هناك الذّبحُ للآمالِ مُحتدمٌ
وأخوةُ رحم ِ ذات ِ الأمّ متَّهَمٌ لمُـتَّهـِم ِ
هنالك فتنةُ اليأجوج ِ والمأجوج ِ قدْ فـُتحتْ
وخارَ السّدُ يا حزني ويا سدمي
** **
ويا ويلي إذا احتدمتْ دواجي الظـّلم ِ
او عصفتْ رياحُ الحقد ِ حاصبةً
ويا ويلي إذا غابتْ ضمائرنا
إذا وُضِعتْ سيوفُ الجَّور ِ مارقةً على أعناق ِ وحدتنا
فسوف يؤول مسعانا الى العدم ِ
ولنْ نجني حصاداً غيرَ طعم ِالخوف ِ والندم ِ
..
.
رفعت زيتون
7/5/2008
ذكرى النكبة
المفضلات