الدكتور الفاضل العبقري شاكر,شكر الله سعيكم وثباتكم على الحق
إنه لشرف لي أن أسمى بمفكر عربي من أهل العلم والفضيلة أمثالكم,فهذا إسم أسأل الله يوما أن أستحقه .لقد طلبت سابقا من إدارة المنتدى والمشرفين الكرماء حذف هذه الصفة من إسمي,لأنني أتمنى أن أكون شعرة في صدر رجل مفكر,لست سوى تلميذ في مدرسة الكبار والنبلاء.أما عن الصورة المطلوبة مني للموقع,فإنني ألتمس العذر لعدم تثبيتها الى اليوم,راجيا منكم رحابة الصدر والتريث.
أستأذنكم أيها الدكتور الفاضل لأقتبس كلمات الأخ العزيز محمد المنصور الشقحاء الذي تفضل قائلا...
(محمد المنصور الشقحاء
ربط غير موفق بين ما وصل اليه المرشح الملون في امريكا واشكاليتنا كمنظومة عربية تتلمس طريقها لتبقى
مشكلة الفلسطيني في الشتات قرارات القومية العربية التي تبنتها جامعة الدول العربية للبقاء على الهوية الفلسطينية
ومخيمات لبنان وسوريا والأردن شاهد مؤلم0
لا ادافع عن نظام الكفالة في دول الخليج العربي وهي بيئة جاذبة لم تسكر بمتناقضات المثقف السياسي الذي يتحدث في كل شيء 0
ومؤكد انه هذا المثقف القومي العربي في يوم البعث اذا دخل النار بسبب كذبه 00؟
سوف يتهم الدولار الخليجي بأنه اقفل ابواب الجنة في وجهه00!
اتمنى ان نتجاوز مرحلة الاتهام والتقليل من الدور العربي في كل قطر وان نسعى لمناقشة وحوار حقيقي نابع من العقل بدلا من هذا التطرف الفكري0
ونكرس جهدنا للعمل والانتاج التكاملي الذي معه نشعر اننا فعلا اخوة تربطنا اللغة والدم
للجميع تحياتي).
سيدي الفاضل
هل القومية العربية كما تدعي هي التي شتت الفلسطينيين وسلبت أرضهم؟ وإن سلمنا بهذه المقولة,فهل بقاء الحال على ما عليه أمرا سويا؟
هل القومية العربية هي التي طردتهم ونكلت بهم جراء قرارات خاطئة لقياداتهم؟
هل أخطأت القومية العربية في إصرارها على إثبات الهوية الفلسطينية و وجودها وقضيتها العادلة على الساحة العالمية,بدل ان تبقى هوية ضائعة يشار الى حاملها على أنه لاجئ ومشرد؟
إعذرني إن سألتك,هل فهمت حقا طرح الدكتور,وفكرت بتصويره القرآني الرائع عن السامري والعجل والثور الذي كبر؟
أتريد إستدلالا أوضح من قول الفاروق عمر رضي الله عنه بحق اليهودي الذي أنصفه وقال قوله المأثور,أخذنا شبابه فلنكفل له شيبته؟
هل اطلعت على الغيب لتعرف حال المثقف القومي العربي كما ذكرت,وتنكر عليه ما أثمر قلمه وأجاد فكره؟ أم أنك نسيت أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
ثم من قال لك ان المشكلة محصورة على الفلسطيني وحده,نحن نتكلم عن أمة برمتها,شيبا وشبانا, ولا نقلل من دور أحد وننتقص من جهوده ومساهماته,نحن نشير الى جرح عميق ما زال مفتوحا نازفا,لأننا اذا ما كنا قوميين,فالقومية العربية تفرض علينا الإخاء والتعاضد,وإذا كنا أنظمة إسلامية,فالإسلام يوجب علينا التكافل والإرتباط والنصرة والتوحد,وفي الحالتين,لا مبرر لهذه الصورة القاتمة المخجلة والمؤسفة.
وإذا عدنا الى الفلسطيني ومصيبته,أحب أن أعرف,هل تحاربه ما يسمى بإسرائيل منفردة,بل هل تحاربه وحده من دوننا؟ لقد جند العالم نفسه ندبا وشويحا ولطما وتطبيرا من أجل بضعة عشرات قتلوا في الحرب العالمية الثانية,بما عرف بعد ذلك كذبا وبهتانا بالهولوكاوست أو المحرقة,ويرفض أن يعترف بحق الفلسطيني ودمه المهدور,وتخندق زورا وجورا حول الصهاينة وقدم لهم بما لديه من قوة لإغتصاب الأرض العربية,لذلك,أود أن تطرح لنا كما تفضلت,حلا عقليا منطقيا بدل تطرفنا الفكري كما تراه,لأن صراعنا مع هذا العدو الكاسر المتوحش,يتطلب ملحا وقفة عربية واحدة,ونظما سليمة ضامنة للصمود والمواجهة,بشكل عملي بناء خال من الشوائب والمصالح الضيقة,لأن صراعنا معهم هو (صراع وجود لا صراع حدود ) كما قال الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى.فهل نبذ وتمييز الإنسان العربي على أرضه يساهم إيجابا في قضايانا المصيرية ,ام سلبا ومزيدا من الهزائم والتقهقر؟.
إن كانت لدى البعض مشاكل مع أنظمة حملت راية القومية العربية فهذا ليس ذنبها,كما ليس للإسلام العظيم ذنبا بتبني بعض الدول رايته دون العمل به,فالمشكلة تكمن في الأشخاص لا الأفكار,وبين العروبة والإسلام توأمة وإتصال لا إنفصال,وهذا موضوع نتركه لوقت آخر,ولأهل العلم والفضيلة.
أخي الكريم
ختاما,اسمح لي أن أوضح لك الصورة ما استطعت,لقد دخل الإستعمار الى دول غير عربية,كان المسلمون غالبية سكانها,وخرج منها والمسلمون أقلية أو انقرضوا,ودخل الى الدول العربية معيثا بها فسادا ومحوا لتاريخها ودينها ولغتها,ولم يفلح,والجزائر ولبنان وسوريا ومصر وليبيا وفلسطين وغيرها خير دليل على ذلك,لتشبث العربي أكثر من غيره بدينه, الذي قدره المولى جل وعلا أن يكون بلغته,وأن يحمله على أكتافه,وأن يكون خاتم وأمير رسله وسيد خلقه عربيا,فالقومية العربية ليست كقوميات أوروبا ولا تشبه اية قومية كانت,لأنها كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام (أيها الناس,ليست العربية بأحدكم بأب أو أم,إنما هي اللسان) أو كما قال عليه الصلاة والسلام,والمقصود هنا,المواطنة والمسكن والتخالط والتفاعل,وإنصهار الشخصية مع محيطها القومي والحضاري,(فمولى القوم منهم) كما قال البشير النذير.
هذا ما أعرفه عن القومية العربية يا اخي الكريم,لا عصبية فيها ولا إستكبار,اسأل نفسك من أنت وما هي هويتك,ومن هم قوم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام,ومن هي عشيرته (وانذر عشيرتك الأقربين) صدق الله العظيم.
قل لنا رحمك الله,هل هذا عدل,هل يعقل أن يحصل العربي والمسلم على جنسية دول غريبة عنه وعن دينه,تكفل له حقوقه وواجباته,تحترمه وتعزره,تلك الدول التي إستنسخت حضارتها وقوانينها في المواطنة من الإسلام وحضارة العرب,بينما هو عبد ودخيل ومرتهن في بلاده وارضه وبين إخوانه؟.
تقبلوا مني فائق التقدير والإحترام,مع خالص تحياتي وجزيل شكري الى الدكتور شاكر وصحبه الكرام,وكل من ساهم وقرأ هذا الموضوع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات