ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة

[محمد المنصور الشقحاء]

ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم نتحدث كثيرا عن ( الأمة ) وقد اختلطت قضايانا الإنسانية اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا
في الوطن العربي واختلفنا في تفسير الاجتهاد القائم بين العلماء والمفكرين ودور الدولة القطرية في صياغة التكامل الذي معه ارتفع شعار ( الأمة ) مجددا0

وبين اجتهادات تنشر هنا وهناك تدين الحكام العرب وترى تأخر التنمية والفقر جاء من انهيار مشروعنا القومي بسبب تعاملنا مع الأخر على حساب ( الأمة ) ونستشهد بنقاط من تاريخنا المجيد0
وبالعودة إلى القرآن الكريم أجد كلمة ( أمة ) وردت في السور أكثر من أربعين مرة أهمها في نظري قوله سبحانه وتعالى ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما أختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين أأمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) 213 سورة البقرة
وفي اللغة: كل جماعة يجمعها أمر أو دين أو زمان أو مكان واحد، سواء كان الأمر تسخيرا أم اختيارا فهي أمة 0

وفي الوقت المعاصر استهلكنا في خطابنا مفردة الأمة ونسينا تألف الأمم وأخذنا نتداعى لجمع كلمة الأمة من منظور إسلامي وكأن الدنيا خالية من العوالم الأخرى نصارى ويهود وديانات منتشرة في المعمورة0
وقد تداعينا يوما إلى القومية العربية وتناسينا أن هناك أقليات غير عربية تشاركنا المواطنة في أقطار عربية مثل العراق كرد وتركمان ومثلهم في سوريا والبربر في المغرب العربي وجنوب السودان المتعدد الأعراق0

ومن هنا ونحن ببحث عن هوية لبناء الحاضر كيف نشكل الفعل المنتج بين طموحنا للتكامل والبنية الواحدة وهذا التنافر ونحن نستثير ( الأمة ) في خطاب معتم لا يتجاوز اللحظة التي قيل فيها0
هنا يأتي السؤال: الأمة هنا هي امة الإسلام وإذا كان كذلك هل ندرج الجماعات الأخرى في خطابنا العربي00!
ومن الجواب يتشكل تساؤل الفكر والثقافة العربية يتسنمها المثقف السياسي الذي يأتي خطابه متنافرا مع هدف الوحدة التكاملية ووحدة الصف بما يحمله من صفات التخوين والعمالة حتى لغير المعارضين إذا لم ينصاعوا لقياده0

هنا هل نحن امة أم أمم يجمعنا وصف العروبة 00؟
هنا هل نحن امة أم أمم يجمعنا الاسلام00؟
وعلينا حتى نكون تكتل مؤثر في الوطن العربي أن نعيد صياغة خطابنا حتى نتشكل كقوة ولنا في تجربة الوحدة الأوربية مثل0
وان ننمي المشروع القائم في مجلس تعاون دول الخليج العربية لرسم معالم طريق الأمة الحقيقي0

ختاما لكم تحياتي

[د. محمد اسحق الريفي]

الأستاذ الكريم محمد المنصور الشقحاء،

نحن ببساطة أمة يجمعنا الإسلام، ولذلك فالأمة الإسلامية تضم كل المسلمين، بغض النظر عن العرق أو اللون أو اللغة أو البلد أو أي شيء آخر. وتأكيدنا على هذا المفهوم لا يعني أننا نتجاهل وجود الأمم الأخرى، فنحن نعترف بالأمم الأخرى ولا نسعى للقضاء عليها أو إكراهها على اتباع ديننا الحنيف، ولكن هذا الاعتراف لا يعني عدم التصدي لمن يعتدي من هذه الأمم علينا، ولا يعني أن نسمح لهم باحتلال بلادنا وأرضنا والنيل من كرامتنا.

الأمم الأخرى، كالنصارى واليهود، هم الذين في حقيقة الأمر يناصبوننا العداء ويعتدون علينا ويسعون للقضاء على وجود أمتنا ويحاربوننا في ديننا وأخلاقنا.

يقول الله عز وجل: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92، وفيما يلي تفسير هذه الآية الكريمة:

هؤلاء الأنبياء جميعًا دينهم واحد، الإسلام، وهو الاستسلام لله بالطاعة وإفراده بالعبادة، والله سبحانه وتعالى رب الخلق فاعبدوه - أيها الناس - وحده لا شريك له.

وبالله التوفيق