خصائص المقال المؤثر

أهم الأمور التي تؤثر في القارئ هو أن يلمس صدق الكاتب وإخلاصه لله وأن يشعر أن الكاتب يبذل محاولات جادة للتغيير الإيجابي، لذلك فإن الصدق والإخلاص ونبل الأهداف هي من أهم الصفات التي يجب أن يلتزم بها الكاتب.

ولا يمكن أن نتوقع أن المقال سيلقى قبولا واسعا لدى كل القراء، لاختلافهم في الأذواق والاهتمامات والخلفيات الثقافية والدينية والتعليمية، ولذلك على الكاتب أن يلتزم الحقيقة في كل ما يكتب وأن يحاول الإقناع بالتي هي أحسن مستخدما أساليب محببة إلى نفوس الناس وبعيدة عن التنفير والإملاء وفرض الآراء والقناعات.

وعلى الكاتب الجيد عدم الإفراط في استخدام أسلوب الإثارة في عنوان الموضوع أو الأفكار والعرض والمحتوى، لأن القارئ الواعي سوف يحكم في النهاية على المقال من زاوية موضوعية ولا يهمه إلا الحقائق والبراهين والأدلة التي يتضمنها المقال.

وبالنسبة لطول المقال فلا يوجد له طول معياري، لأن ذلك يعتمد على محتوى الموضوع الذي يعالجه الكاتب وعلى مهارات الكاتب وقدراته على توضيح أفكاره وعرضها والوصول إلى خلاصة الرأي الذي يريده، ويعتمد طول المقال كذلك على وسيلة وطريقة نشره، فبعض الصحف تضع شروطا لطول المقال، وكذلك بعض منتديات الإنترنت تشترط حدا أقصى لعدد كلمات المقال، ولكن هناك شروطا لا بد للكاتب أن يلتزم بها عند كتابة المقال وهي المحافظة على القضية الرئيسة للموضوع وتدعيم الأفكار بالحقائق والأرقام والأدلة والبراهين.

ولعنوان المقال أهمية كبيرة في نجاحه وشد القارئ لقراءته، فيجب أن يدل العنوان على محتوى المقال ويستميل القارئ لقراءة المقال، والكاتب الجيد يبدأ بكتابة العنوان قبل كتابته للمقال، لأن العنوان المناسب يلخص الأفكار التي تدور في ذهن الكاتب، ولكن لا بأس من تغيير العنوان بعد أن يكتمل المقال ليصبح أكثر مناسبة للأفكار التي تم طرحها وسبكها.

وحتى يترك المقال تأثيرا إيجابيا في نفس القارئ لا بد من:
1. الكتابة بأسلوب سهل مفهوم بعيدا عن التعقيد والغموض والاختصارات والمصطلحات المعقدة التي تحتاج إلى توضيح وتبسيط حتى يستوعبها القارئ.
2. سلامة اللغة دون تفريط في رصانة التعبيرات وعمقها ودون مغالاة فيها حتى لا يصبح المقال مجرد قالب لغوي لا يهتم إلا بقوة التعبيرات ومتانة الكلمات، فمناقشة الأفكار هي التي يجب أن تسيطر على الكاتب والقارئ معا.
3. أن يكون الكاتب إيجابيا في طرحه يدعو إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح قومه وأبناء دينه ملتزما آداب النصيحة والدعوة إلى الله.
4. أن يتضمن المقال حلولا معقولة وبدائل مقبولة وعملية وليس مجرد عرض للمشاكل.
5. أن يتضمن المقال كما معقولا من المعلومات الجديدة والتي يصعب على القارئ العادي معرفتها بسهولة دون جهد وعناء.
6. أن يتضمن المقال ما ينبه القارئ إلى قضايا تؤثر على حياته ومستقبل أمته ويحذره من الوقوع في مشاكل أو محظورات.
7. أن يخلو المقال من الأخطاء النحوية بقدر الإمكان، علما بأن هذا صعب في البداية ولكن مع الاستمرار في الكتابة يستطيع الكاتب أن يتجنب الوقوع في الأخطاء اللغوية والنحوية.
8. أن يستخدم الكاتب في مقاله تعبيرات متزامنة مع ما يسمعه القارئ من وسائل الإعلام والأخبار.
9. أن لا يكثر الكاتب من توجيه القارئ إلى الرجوع لمقالات سابقة أو أقوال أو عناوين على الإنترنت لأن القارئ يتوقع أن يكون المقال وافيا ويحتوي على كل ما يريد الكاتب ذكره من معلومات.
10. أن لا يبالغ الكاتب في التفصيلات حتى لا يغرق القارئ فيها وفي الوقت نفسه أن لا يكثر الاختصار من المعلومات حتى لا يخرج القارئ من المقال دون فائدة.