الأخ الفاضل غالب ياسين المحترم
تحية طيبة .. يكاد لا يختلف اثنان على أن الراحل صدام حسين رحمه الله كان مفرطاً في الدموية و وزع التصفيات الجسدية و الظلم بالعدل على جميع فئات الشعب العراقي ..
ما يختلف حوله الناس هو مشروعية تنفيذ الإعدام عليه.. فمن معارض متعصب .. إلى مؤيد متشنج .. و هذا هو حال هذه الأمة التي فارقت العقلانية .. و اتخذت المواقف العاطفية نبراساً و شعاراً .. لكن يبقى اختيار التوقيت مشئوماً .. و يحمل دلائل و إشارات كثيرة من بينها :

- الإفراط البالغ في الغباء السياسي .. فحتى من كان يؤكد قانونية الإعدام أصبح يحوقل و يتعوذ من هذا الاختيار المشئوم .. و الذي أريد به الإشارة إلى أنهم " يضحون " بالرئيس السابق رحمه الله قبل خروف العيد بأقل من ساعة واحدة من عمر الزمان . و بذا اكتسبت السلطة السياسية بسذاجتها و تشنجها عداوة الكثيرين ممن اتسموا بالحياد أو اتخذوا مواقف معتدلة من هذه القضية .
- إثارة العصبية المذهبية : حين تختار بعض الجهات التي تنتسب إلى الشيعة .. أكرر تنتسب إلى الشيعة تنفيذ الإعدام في يوم احتفال المسلمين السنة بأول أيام عيد الأضحى المبارك .. فإن الاستنتاج الذي يستقرأه الكثيرون هو انعدام أي احترام أو تقدير للطائفة السنية .
- المناوشات الصبيانية و الاستفزازية لشخص يبعد ثوان قليلة عن رحاب الله لا تدل إلا على عقلية مريضة و مفرطة في الجلافة إضافة إلى أنه غلو في الخصام .. فلماذا تتشفى و قد تحققت أمنيتك التي حلمت بها طويلاً و هاهو ذا عدوك يمثل أمامك على منصة الإعدام ؟؟ تساؤل وجيه يطرح نفسه .

هناك بالطبع مآخذ أخرى .. و لكن الإجابة بقدر السؤال يا سيدي الفاضل ..


فائق الاحترام و التقدير