أخي عامر
الإخوة الأجلاء
أعتقد أن الحديث عن المبدع العربي في زمن الرقمية يفترض منا الأخذ باعتبارات عديدة لا يمكن تجاهلها :
ـ الاعتبار المادي الذي يرهق الباحثين ويجعلهم في اسفل السلم الاجتماعي....فبالله عليكم كيف يمكن للمبدع أن يبدع وهو يفكر في لقمة العيش ودواء الأبناء ولا يستطيع التواصل عبر الأنترنيت إلا لضرورة الحديث المجاني مع الأحباب عبر الماسينجر أو السكايب ؟
ـ الاعتبار الأمني الذي له وجهتان : إذ في العديد من الدول لا يستطيع المبدع أن يعبر عن كل مكنوناته ولو عبر الأنترنيت الذي يراقب في كل ثانية ...وقد سمعنا عن التقرير الشهري الذي يقدم من جوجل إلى البيت الأبيض ومنه إلى المخابرات المحلية ....لكن هناك زاوية أخرى تتعلق بخيرة المبدعين العرب الذين أجبرتهم ظروف الحرب والاحتلال على البحث عن الأمان قبل الإبداع ..ويكفبكم أن تسألوا مبدعينا في أرض العراق وفلسطين ولبنان لتعرفوا أن الأمر أكبر من مجرد اتهام
ـ اعتبار آخر يتعلق بالمضايقات السياسية والإيديولوجية ..فنحن نعرف أن اتحادات الكتاب في كل الدول العربية تخضع لرقابة أحزاب وأنظمة ومن لا ينتمي إلى نفس التوجه لا يعطى له أدنى اعتبار بل ويحارب...ويكفي أن نطالع الصحف والمجلات الإبداعية لنرى ضحالة الإنتاج الإبداعي نظرا لعزوف المبدعين الأصلاء عن الكتابة في فضاءات غير إبداعية
[align=center]لكن هل بعد هذا نتوقف عن الإبداع ؟
بالطبع لا .... لكن الذي ينبغي ترسيخه هو أن الإبداع في زمن الانهيار هو مقاومة ....
فالقصيدة حين تخرج إلى الوجود هي عنوان مقاومة ....
والقصة حين ترفض البقاء في ظل الكتمان هي مقاومة ...
والبحث الأكاديمي حين يرفض الانمصياع لظروف القهر والانتماء هو مقاومة ...
وواتا هي مقاومة .... وهي مجمع المقاومين ...
الإبداع كله مقاومة ....[/
align]
تحية مقاومة