المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ مصطفى الهادي
تعتبر السيدة مريم العذراء عند المسلمين من النّساء اللواتي قلّ نظيرهن عبر التاريخ فهي المرأة المعصومة من الذنوب والخطايا ، والمُطهرة من كل دنس ورجس ، وهي العابدة ، الراكعة ، الساجدة وهي الصديقة العذراء البتول المحصنة المباركة.
قد لا تجد بين الاديان الاخرى من يصف السيدة مريم بمثل هذا التقديس والتبجيل حتى الكتاب الذي جاء به ابنها فإن السيد المسيح لم يعامل امه كنبي بل نراه ينتهرها وينكرها امام الناس كما جاء في متى حيث جاء :
وبينما كان يكلم الجموع ، إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجا ، يطلبون أن يُكلموه . فقال له واحد من الحاضرين : ها إن أمك وإخوتك واقفون خارجا يطلبون أن يكلموك !فأجاب قائلا : من هي أمي ؟ ومن هم إخوتي ؟ ثم أشار بيده إلى تلاميذه وقال : هؤلاء هم أمي وإخوتي : لأن كل من يعمل بإرادة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي !1
هنا يخاطب السيد المسيح أمه واخوته وكأنهم ممن لايعمل بإرادة الرب الذي في السماوات .
وفي مكان آخر نرى السيد المسيح عاقا لأمه ينتهرها امام الجموع كما جاء في إنجيل يوحنا ، فيقول : مالي ولك يا امرأة . وفي طبعة أخرى جاء انه قال لها : ما شأنك بي يا امراة . 2
ويكفيها عظمة وجلالة أن الله تعالى قد ذكرها في كتابه الكريم في أربعا وثلاثين موضعا بكل إجلال وتقديس ، بل لم يذكر في كتابه امرأة باسمها الصريح سواها ، وكفاها فخرا أن يدخل ذكرها في عداد المصطفين من آل عمران قال الله تعالى : وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين . 3
وقد أطلق القرآن الكريم اسماء كثرة على مريم نذكرها :
1ـ مريم : إسم علم باللغة السريانية ، ومعناه بالعربية ( العابدة ) أو (خادمة الرب ) .
2- الصدّيقة : وهو إسم مبالغ في الصدق ، وقال قال تعالى : وأمه صديقة .
المائدة : 75 .
3-القانتة : لقوله تعالى : وكانت من القانتين .
التحريم : 12.
4-البتول : من التبتل الانقطاع إلى الله .
5-العذراء : لم يمسسها بشر .
6- المُحدّثة : وهي التي تحدثها الملائكة . لقوله تعالى : وإذ قالت الملائكة يا مريم .
آل عمران 42 .
7- المباركة .
8- المحصنة :لقوله تعالى : التي احصنت فرجها .
سورة التحريم آية : 22 .
9- الطاهرة : لأن الله طهرها من كل رجس .
سكتت الاناجيل عن وفاة السيد مريم سلام الله عليها فلم تذكر ذلك ولكن يبدو انها توفيت بعد ان رُفع السيد المسيح إلى السماء لان الاناجيل تذكر انها كانت موجودة في ذلك اليوم .
ولنا عودة .
ــــــــــــــ
المصادر :
1- إنجيل متى 12: 46 .
2- عندما طلبت منه ان يصنع الخمر للناس بعد ان نفذ خمر الحفل . ففي طبعة دار الكتاب المقدس في الشرق الاوسط جاء ان السيد المسيح قال لأمه : مالي ولك يا امرأة . ولكن في كتاب الحياة طبعة مصر الجديدة القاهرة الطبعة السادسة 1995 جاء انه قال : ما شأنك بي يا امرأة .
3- سورة آل عمران : 32 .
المفضلات