الأخت هيمي المحترمة
المثل الشعبي, بحد ذاته, هو تجسيد حيّ لفكرة سلبية أو إيجابية في المجتمع,وهو يعكس رؤية مبدعه الأول, ويبدو أن المثل الذي يحمل قيماً سلبية أكثرُ انتشاراً من نقيضه لأن ثقافتنا الشعبية تتعرض للتزوير والتشويه, كما تتعرض ثقافتنا الوطنية وتفكيرنا لهذا التزوير.
وهناك كثير من الأمثال السلبية التي استخدمها أعداء الأمة العربية, من المحتلين ,بشكلٍ مكثف لمحاصرة أبناء هذه الأمة, وزرع الفردية والأنانية في نفوسهم,فقد درس الصهاينة في فلسطين تراثنا الشعبي العربي, واستنبطوا منه كل الأمثال والمأثورات التي من شأنها التأثير النفسي السلبي على الإنسان الفلسطيني, وبخاصة أبطالنا المعتقلين الذين واجهوا و يواجهون أبشع صنوف التعذيب في باستيلات العدو.
ومن هذه الأمثال" الكف ما بلاطم مخرز", وهم بهذا يريدون إقناع المعتقل بعدم جدوى النضال ضدّهم, وإن كل ما يقوم به هو لا يتعدى أن يشبه ملاطمة اللحم والدم لآلة حادة.
ومنها" ميت عين تبكي ولا عين إمي تبكي", ومعناه لتبكِ مئة عينٍ ولا تبكي عينُ أمي,وهم بهذا يريدون التأثير على نفسية المعتقل وتحويله إلى أداة بأيديهم لانتزاع الاعتراف منه عن غيره من المناضلين.
المفضلات