أستيقظ على جرعة الاكتئاب أيا وطني
و الأيدي الممتدة إلى رقبتك حمراء
أظافرها بطول سوط الجلاد القاسي
منديلك الأخضر يلّف صوتك
من قال يأتي يوم
تصير الراية فيه حبلا مفتولا
يقيد أحلامنا حتى لا نهرب
تتقاسمنا الأقدار كما كنا
نتقاسم حبات الحلوى أنانية
في فضاء العذاب نقاس
ألم الذكرى ما كان الفراق
بين الأحبة و الخلان
هو الخبز الذي نطير معه
نتبعه كما يتبعنا الظل الأبدي
يا وطني مداك الفسيح ضاق
بلقبي و حضوري و وجودي
هل اللوحة وطباشيرها ضاعت مني
ضاعت مني ممحاة الصلصال
كل الحبر ماء
يجعل الشيء حيا
فما للقلوب تموت
و تزداد عشقا في الموت
هم يخافون الموت حقا
ــــــــــــ
أرمي من وراء جدار اليأس
همس الهاجس و بوح الظلم
الأيدي المخضبة تمسكه
بالدبابيس و الأزرار و المغاليق
من يسمع من بات في العراء
خائف في سربه
مجروح الروح كما البدن
الحائز على نصيب الألم من الدنيا
يكمل الحياة آخذا الشوك منها
هو كالبرّاح في الأسواق
يعلن مواعيد اللقاء
يبيح أسراراَ من باتوا سكارى
ربابنة الضياع
ـــــــــــــــ
ما ظن الناس في مخبول يعشق الصحائف
مضيّع زهر الشباب في سخافات
مسافات حمقاء للحرف الذي لا يغني
ما ظن الناس ف ي م ن
نزع للسنابل المنحنية خيراتها
هي هبة الله للفقراء للجائعين
لا يقتات عصفور الغابة من أغانيه
ربما يقتله صوته الرخو
حين يلقى السمع إليه
ــــــــــــــ
أستيقظ أيا وطني على موس ألم
يحلق ما تأتأت في حلمي
من غمض العين إلى فتحها
يزول الحلم في رمشه
و تسكن الفتنة القلوب
أيا وطني شاخ الحلم و شاب الوليد
المفضلات