أخواتي وإخوتي الكرام ....
إليكم جميل التحية و السلام
بعد محاولات مضنية ... وجدتني مضطراً أن أبدأ في كتابة هذه السلسلة من المقامات ...
ودعوني أقدم لكم بطلاها، و مكانها في عجالة
هنداوي: إنسان يحمل مزيجاً من السذاجة الطفولية .. المحملة بحكمة فطرية
حصاوي: حمار هنداوي... ثائر على دنيا البشر الذين أخذوا عرش أمته
المكان: قرية عذراء في ربوع بلد طاله زيف المدنية
الزمان: للأسف لا أذكر الميقات وهل هو ماض أم عصر آت
في إحدى ليالي الشتاء ،انتزعني من تحت دافئ الغطاء ... طرقات على باب بيتي ، فبدد سكوني وقتل صمتي ... فقفزت مفزوعاً وجلاً، أريد أن أرى من لا يعرف شفقة ولا خجلاً... فالتحفت معطفي، لأستبين ما خفي ... وحين فتحت الباب ، قابلني وجه ضاحك يعلوه الترحاب... فتنهدت منفساً عن ما في صدري من غليان ولهب ، واستطاعت البسمة الصافية التي لقيتها أن تطفأ جذوة الغضب.... وحين علمت من بدد ما كنت أرفل فيه من الراحة والنعيم اجتذبه بكل قوة لداخل بيتي وأوصدت بابي كأن خلفه شيطان رجيم ...
وأجلسته وبعد التحيات،سألته ما جاء بك في عتمة الليل وغياهب الظلمات... فأجابني جئت لأحكي لك آخر ما مر بي من أحداث ومغامرات، وأزف إليك أن الانترنت قد دخل منزلنا وكذلك الفضائيات .....
كظمت غيظي، وقلت له: وهل ترى الوقت يا هنداوي مناسب، وهل من الحكمة أن تنتزعني من فراشي بعد أن صار النوم في ليلتي هو السلطان الغالب... فقال وابتسامته لا تفارق شفتيه، ما ممرت به جدير أن أطلعك عليه...
فقلت هات ما عندك واختصر، وإلا اذهب ونم وغداً يكون موعداً منتظر.... تراخت من صاحبي أذناه، وذبلت البسمة على الشفاه ، فأشعرني قاس القلب ومن الطغاه...
فآثرت أن أبقيه ونكمل ليلتنا، وأن لا أكون جاحداً لصداقتنا .... وإذ بي أسمع صوت نكير، أردفه هنداوي بأزيز من صفير ... فسالته ما هذا؟؟ ... فقال لي هذا (حصاوي) زينة الحمير .. وقد ربطته بحديد النافذة، لتصبح حركته محدودة وقوائمه عاجزة... وهو الآن يناديني ... لنلحق باستعراض صفحات الانترنت، لنتباحث وفي بعض الأمور نبت... وانتفض هنداوي واقفا،وتركني أنا من خفت أن يلحقه مني صداً أو جفا ... وعلى الباب قال: غداً سأنتظرك بالحقل يا صديقي، فعندي لك الكثير والكثير يا خلي ورفيقي ....
ولم أنتبه من صدمتي، وأفق من غفلتي ... إلا وهنداوي يعتلي ظهر حصاوي .... بعد أن همس بأذنه الطويلة ببعض كلمات، فانطلق الحمار المبرمج وكأنه يفهم اللفظ والكلمات...
فذهب والعجب منه يملؤني ،وفضولي عن الغد ينهبني .....
ولكن بيني وبينكم ... حمداً لله أن تركني وذهب ، فلو أن الصداقة من فضة ، فالنوم أحياناً أغلى من الذهب
وغداً لناظره قريب ....
المفضلات