ألــــوان
خلق الله عز وجل الألوان لتضفي على حياتنا حرية لا حدود لها، ولتساعدنا على التمييز بين الأشياء وتصنيفها، لنتمكن من إدراك الحقائق. ولولا الألوان لبدت لنا كثير من الأمور متساوية، ولاندثرت كثير من الحدود الفاصلة بين الأشياء والمعاني وطُمست الحقائق. ولولا الألوان لفقدت اللوحات الفنية رونقها وجمالها، بل حتى لفقدت معناها، وأصبح لا فرق بين مشهد جبل في صحراء قاحلة وآخر في غابة خضراء، ولفقدت الرايات والأعلام رمزيتها ومغزاها، ولاختل معنى الحياة الإنسانية...
وكذلك هي الآراء ووجهات النظر الثقافية والاجتماعية والسياسية، التي تعكس أفكار الناس واهتماماتهم وهواجسهم ومدى إدراكهم لحقائق الأمور والأحداث والأشياء، حيث يختلف الناس في آرائهم كما تختلف الألوان، ليس فقط باختلاف الزوايا التي ينظرون منها إلى الأحداث والوقائع والأشياء، بل أيضاً باختلاف تصوراتهم وأفكارهم وانتماءاتهم السياسية، الأمر الذي يؤدي إلى تباين قدراتهم على إدراك الحقائق، ويؤثر على تعاطيهم مع الأحداث من حيث الواقعية والتجرد والموضوعية.
ومن هنا ندرك أهمية تبادل الآراء ووجهات النظر والأفكار، ومناقشتها، وانتقادها، لتكتمل الصورة، وتتجلى الحقيقة بجميع ألوانها وأبعادها ومعانيها...
المفضلات