tify]قنبلة غزة الموقوتة وباتريك سيل
بقلم الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

في مقال له منشور على صحيفة الأتحاد الظبيانية بتاريخ 27 /12/ 2008م توقع الصحفي المعروف البريطاني باتريك سيل بمقال له بعنوان:(قنبلة غزة الموقوتة) ان تنفجر هذه القنبلة، وان يؤدي انفجارها هذا الى نتائج توصل الى حل للقضية الفلسطينية، على ضوء مؤشرات قرأها تمت في العام 2008م، فهل ما يجري في غزة الآن، من قتل وتجريح لأبناء الشعب الفلسطيني وابناء حركة حماس بالذات وتدمير لبنيتها التحتية هي الولادة العسيرة لحل القضية الفلسطينية، قضية الشرق الأوسط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
باتريك سيل يستند في تحليلاته هذه على عدة معطيات حدثت في العام 2008م منها:
1-قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 16 ديسمبر الحالي، برعاية الولايات المتحدة وروسيا، اللتين أعربتا عن دعمهما لفكرة إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع جارتها إسرائيل.
2-وثيقة الاتحاد الأوروبي، التي توصي بتكوين قوة دولية لحفظ السلام تعمل في الأراضي الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس الشرقية بشكل خاص.
3-إنشاء صندوق لتعويض اللاجئين الفلسطينيين، جل امواله المقدرة بمئات المليارات من الدول الخليجية ودول اوروبة وغيرها من الدول الغربية.
4-من الشواهد الأخرى ايضا، التصلب في الرأي العام الغربي ضد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، والذي يظهر لأول مرة، وذلك التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية البريطانية للبريطانيين بعدم شراء أي أراض أو منازل في المستعمرات الواقعة في الضفة الغربية، أو في هضبة الجولان، لأن أي تسوية سلمية يمكن أن تترتب عليها "نتائج" تتعلق بهذه العقارات.
هل حقا هذه المؤشرات التي يتعلل بها باتريك سيل مؤشرات لما يحدث في قطاع غزة من مجازر وحشية واجرامية يندى لها الجبين؟؟؟ ولماذا الشعب الفلسطيني يجب ان يدفع مثل هذا الثمن الباهظ في سبيل اقامة دولة فلسطينة له مستقلة وقابلة للحياة؟؟؟
تصريحات القادة الصهاينة من تسيبي ليفني الى نتانياهو الى ايهود بارك، كلها تقول للعالم هذه المجازر التي نحدثها في غزة الآن ما هي الا البداية، والقادم اسوأ واروع، ولن نقبل بالحل المقترح وحماس موجودة وتهدد مستوطناتنا في جنوب اسرائيل، ولا بد من القضاء على حماس في غزة اولا، ومن ثم تسليمها الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيفة وخالية من حماس وتهديداتها، عندها يمكننا حل القضية الفلسطينية، واقامة دولة فلسطينية او امبراطورية فلسطينية بعيدة عن شبح حماس، فهل قرأت حركة حماس الدرس جيدا، وفهمت ابعاد المخطط الصهيوني المدعوم من كافة دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية؟؟؟؟؟
ماذا يمكن ان يكون سيناريو المعركة الجارية الان في قطاع غزة، من طرف واحد، من قبل اليهود الصهاينة ضد ابناء الشعب الفلسطيني؟؟؟ هل اسرائيل قادرة على انهاء حركة حماس بحركة طيرانها فقط؟؟ ودون تدخل بري كثيف؟؟ وهل اسرائيل قادرة ان تدفع ثمن حربها هذه من دماء مواطنيها كما دفعته في جنوب لبنان ضد حربها على حزب الله؟؟؟
اعتقد شخصيا كل ما يمكن ان ينتج عن هذه الحرب هو قتلى وجرحى غير مسبوق في تاريخ النضال الفلسطيني، ودمار كبير جدا في البنية التحتية والمؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة، سيكون كبيرا جدا وواضحا، هذا اذا ما توقفت الغارات الأسرائيلية الان، وليس هناك مؤشرا قريبا على انها ستتوقف، من خلال الحشود الأسرائيلية المكثفة في محيط القطاع، ما ستسفر عنه هذه الغارات الأسرائيلية سياسيا، هو اعادة العملية التفاوضية الى نقطة الصفر مرة اخرى، واجراء تهدئة بين الطرفين الأسرائيلي والفلسطيني متمثلا بحركة حماس، سيكون النشاط سياسيا كالعادة، مهيأ جدا للدبلوماسية المصرية للحركة والتنقل بين الجانبين، الأسرائيلي وحركة حماس، واعادة الأعتبار الى التهدئة التي تمت بين حماس والجانب الأسرائيلي في وقت سابق، وقد يكون هناك مطالبة واصرار من حركة حماس، لأعادة فتح المعابر كاملة، وحرية الحركة والتنقل للفلسطينيين، هذا اذا ما قبلت اسرائيل؟؟ واذا ما قبلت حماس تحت ضغوط عربية معينة بالتفاهم على ضوء التفاهمات القديمة.
((لكي تكتسب "حماس" دعماً دولياً، فإنها بحاجة إلى إعادة التأكيد العلني لمضمون الرسالة التي سلمتها في أبريل الماضي، إلى الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وفي فترة أحدث إلى "إيف أوبان دو لا ميسوزير" الدبلوماسي الفرنسي السابق، مضمون هذه الرسالة هو أن "حماس" لم تعد تتمسك بميثاق 1987م الذي يدعو إلى تدمير إسرائيل، وأنها تدعم إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 1967م، شريطة أن تتم الموافقة على هذا الحل من خلال استفتاء عام للشعب الفلسطيني، مثل هذا المضمون، إذا ما تم تكراره بوضوح وتأكيد كافيين، فإنه سيعني أن "حماس" قد أصبحت متماشية مع الإجماع الدولي، وأنها مستعدة لفتح باب الحوار مع الاتحاد الأوروبي، ومع الولايات المتحدة ذاتها. (مقال باتريك سيل)).
ان التبدل الجاري لرموز سلطة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2009م ستضع الرئيس الجديد اوباما امام معضلة التنفيذ المقترح، هل ما تقوم به دولة الأحتلال الأسرائيلي من قتل وتدمير للقطاع الفلسطيني سيمهد الطريق فعلا امام الرئيس اوباما للسير في هذا الحل المخطط له، وتصفية القضية الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية باي طريقة وباي ثمن مهما كان شكل هذه الدولة وحدودها المقترحة؟؟؟؟
المقترح الفرنسي والذي يؤشر الى نشر قوات دولية في مدينة القدس الشرقية، وان تكون القدس الشرقية عاصمة للدولتين، وانشاء صندوق قومي لتعويض اللاجئين الفلسطينيين تدفع دول الخليج فيه مائتي مليار دولار، وتساهم به ايضا الدول الأوروبية ودول اخرى، هذا يصب في نفس المخطط أيضا.
كذلك هناك الحديث عن تهجير الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان الى الدول الأوروبية عامة والدول الأسكندنافية خاصة، حتى يتخلص من موضوع الأختلال الديموغرافي السكاني في لبنان، والذي يقول ان الوجود الفلسطيني هو الذي يخل بهذا التوازن، لصالح القوى الاسلامية ضد القوى المسيحية.
ولكن التساؤل ايضا المشروع والمطروح، هل ما زال على الفلسطسنيين خاصة قطاع غزة ان يدفعوا الثمن غاليا؟؟؟ وهل القتل والتدمير الأسرائيلي سيتواصل لقطاع غزة، حتى يتم القضاء على حركة حماس كلية؟؟؟؟ وماذا ستكون نهايته؟؟؟؟ هل تقبل اسرائيل بالحل المقترح، اذا انتهت من تدمير حماس حقا؟؟؟ هل تقبل اسرائيل بالعودة الى حدود الرابع عشر من حزيران عام 1967م ؟؟؟؟، وازالة كافة المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وازالة جدار الفصل العنصري ودفع التعويضات المستحقة للفلسطينيين المتضررين من الجدار وفقا لقرار محكمة لاهاي الدولية؟ وبعودة اللاجئين الفلسطينيين مع التعويض الى ممتلكاتهم واراضيهم المحتلة في العام 1948م؟؟؟؟؟؟
تساؤلات كثيرة تعترض السيناريو القادم في العام 2009م لحل الصراع العربي-الأسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية، ويبقى المشروع العربي للسلام هو الأنسب والأكثر موضوعية في ظل موازين القوى المحلية والعربية والدولية المختلة اصلا لصالح دولة الأحتلال الأسرائيلية الصهيونية، هذا المشروع الذي نامل ايضا ان لا تتم فلترته اكثر من اللازم حتى يصبح مشروعا للأستسلام الكامل، أكثر منه مشروعا للسلام الشامل. واعتقد مهما كانت مشاريع السلام المقدمة والمقترحة ومهما كانت سلا ما حقيقيا او استسلاما شاملا، فلن يكتب لها النجاح، ولن يبقى لها الثبات والأستقرار في منطقة الشرق الأوسط الا اذا كانت هذه المشاريع مبنية حقا على اساس من العدل والموضوعية، وحتى اذا قبل بها الفلسطينيون الان، فان احتمال تفجرها يبقى دائما قائم، لنها بدون العدل الحق وعودة الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة فان الأستقرار والسلام لن يعم المنطقة مطلقا، والمثل الفلسطيني معروف في هذا المجال للجميع وحتى للطفل الفلسطيني والذي يقولl تمسكن حتى تتمكن).

انتـــــــــــــهى[/align]