الأدلة المادية على الأمور الغيبية
الأستاذ الفاضل سامي خمو،
هذا هو أسلوبي لم يتغير! وأنا أعلم أنني بأسلوبي هذا أكون مباشرا صريحا في حديثي إلى الآخرين، لأنني أحب الصراحة، ولا أحب المراوغة والمداورة. لكنني لا أقصد صادقا جرح شعور أحد، ولا أحب أن أصفع أي أحد على أي خد! فضلا عن كونك قديم مثلي على هذه المنتديات، فلا بد أنك معتاد على أسلوبي في الحديث وفي الكتابة، لذلك أستغرب اعتبارك لردي هذا خروجا عن الأسلوب الاعتيادي. علما بأنني أكن لك يا أخي نفس ما تكنه لي من المودة والاحترام، وأحب قراءة مداخلاتك، وأحب تبادل الآراء معك، وإن كنت ما زلت غير متأكد من منا هو الأصغر سنا من الآخر؟!!!
لقد قلت في مداخلتي السابقة أن حديثك وربطك بين موضوع الأطباق الطائرة الخيالي وموضوع الجنة العقيدي فيه مغالطة كبيرة، فشتان ما بين هذا وذاك، وقد حاولت أن أوضح لك الفرق، وفي اعتقادي أنني إنسان ناضج، وأنني لست يافعا حتى أقفز إلى الاستنتاجات بهذه السهولة، وأنا حين أتهم أحدهم بالمغالطة أكون واثقا متيقنا مما أقول، ولست أدري مدى غرابة أو سوء أن يتضمن الكلام مغالطة أو بعض المغالطات. وأتساءل بكل صدق: أليس من حقي أن أرد على ما أعتقد أنه مغالطة بحقي أو بحق ما كتبت؟
ولو أنك قرأت مداخلتي السابقة واستوعبتها بشكل جيد لأدركت أن الإجابة على سؤالك هذا موجود فيها! لقد قلت لك وبالحرف الواحد أن هذه الأمور "أمور غيبية نؤمن بها من غير دليل ولا مشاهدة تصديقا للنبي الصادق الأمين"، فقد كان صادقا بطبعه، وكان معروفا بالصدق بين قومه، وأيده الله بمعجزة القرآن الأبدية، وقد ارتبط تصديق الرسول بتصديق معجزة القرآن، فنحن نؤمن بصدق كل ما جاء في القرآن الكريم، وصدق كافة ما جاء على لسان الرسول الأمين، وإيماننا بالله وبالرسل وبالكتب السماوية مرهون بهذا التصديق، وتكذيب ذلك يكون كفرا والعياذ بالله.
كما أنني تحدثت في مداخلتي السابقة بكل وضوح عن الفرق بين الأمور الأخروية الغيبية والأمور الدنيوية المادية، وقلت أننا "نتحدث عن عالم مادي تحكمه قوانين الأسباب والمسببات، وفي العالم المادي لا يكون تصديق من غير دليل مادي". لكنك رغم ذلك الشرح المسهب والواضح تأتي الآن وتكرر السؤال، وتعيد المطالبة بدليل مادي على أمر غيبي!
أعتقد أن الرسالة قد وصلتك بالكامل، وأرجو أن تستوعبها وأن تفيد منها، ومع ذلك فقد رأيت من المناسب أن أرفق بأدناه نسخة من إجابتي القديمة المتعلقة بموضوع خمر وحليب الجنة لتذكيرك، ولتذكير من فاته قراءتها.
والله المستعان،
منذر أبو هواش
الرابط إلى ملف (تحريم خمور الدنيا وتحليل خمور الجنة)
http://www.arabswata.org/forums/uplo...1169105805.doc
المفضلات