أقفُ فى شُرفتى , أمد بصرى فى الفضاء الواسع أمامى ، أشعرُ بالارتياح .
استيقظتُ يوماً ، على ضجيج وضوضاء ، كانت تقتحم جدران منزلى ! تهبطُ على فراشى ، توقظنى عنوة.
أفتحُ شرفتى , أرى الفضاء الواسع ، امتلأ عن آخره ، بسيارات نقل, رمل وأسمنت ، حديد وعمال ، أوناش ومطارق.
لأول مرة أشعر أن فضائى أُغتصب منى ، أغلق غرفتى بعدما استعمرتها الأتربة والغبار.
كرهتُ النظر منها ، لا أرى إلا سداً خرسانياً بشعاً , يمنعُ عنى فيضان الراحة.
فى شهر واحد ، أرتفع هذا السد صار ينطحُ السحاب .
رأيت رجلاً يأمر وينهى ,عرفت أنه المقاول ، لم أرتح لعينيه !
كل يوم أسمع نفير السيارات , زغاريد النساء , أعرف أن هناك عروساً احتلت ركناً فى هذا الشبح القابع أمام شرفتى.
تدب الحياة داخل جوف الشبح , أضواء وثريات معلقة , أصوات موسيقى صاخبةً.
توقظ فيه الحياة , لكن تذكرى وجه هذا المقاول , كان يقطع صوت الموسيقى يحيلها إلى فحيح , يغتال ابتسامات الثريات!
تمر أشهر , اعتدت فيها على تلك المشاهد .
يحدث ضجيج آخر, يقتحم غرفتى , قلتُ لعله شبح خرسانى جديد, يحتل فضاء آخر.
لكن صوت سيارات الإسعاف , جعل أنفاسى متقطعة لاهثة!!
أهبُ من نومى , أطلُ من شرفتى , أرى الفضاء قتل الشبح وعاد من جديد..!
المفضلات