Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
ومات محمود..

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: ومات محمود..

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية حنين حمودة
    تاريخ التسجيل
    05/08/2007
    المشاركات
    1,008
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي ومات محمود..

    في كل يوم كانت تصلي المغرب, ثم تنزل لتراه. كانت تنزل المصعد, ثم تسير الممرات الطويلة, رغم الضعف الذي كان يكتنفها, حتى تصل الى غرفة الccu . آخر غرفة في الممر.
    في أول مرة سألت الممرض : أين محمود ؟ محمود الانتفاضة ؟
    أشار اليه بيده, ثم قدم لها كرسيا لتجلس عليه, فقد كانت الابرة المغروسة في كفها دليلا على أنها نزيلة, لا زائرة.
    : محمود ! آه .. أنت محمود ؟!!
    كانت دواخلها تصرخ, فكم هو صغير ! كم هو جميل ! كم يستحق الحياة !!
    كان في نصف عمرها, وقبل أن تخترق رصاصة الدمدم رأسه كان في ضعف صحتها !
    كان ينام على السرير والأجهزة الطبية حوله من كل جانب. أنابيب الطعام تخترق أنفه. أنبوب الأكسجين يخترق القصبة الهوائية .. وأشياء أخرى لا تعرفها.
    أطالت النظر الى وجهه الملائكي. كان في السابعة عشر من عمره . طالب مدرسة لم يزل !
    راعها تهتك في العين اليسرى, فسألت الممرض الذي كان يراقبها : رصاصة في العين ؟
    أجابها بهدوء : لا, في الخلف . أسفل الرأس.
    اهتزت برعب, وقالت باعتراض : ولكن ..
    قال بموافقة كلية : نعم, تخيلي ما فعلت في الداخل قبل أن تغادر !
    مات الكلام داخلها, وماتت قدرتها حتى على النظر اليه, فغادرت الغرفة بعد وقت غير طويل, كان بالنسبة اليها كمشي على السراط المهتز المريع .
    حالما أدارت ظهرها له, تدفق الدمع بوابل جامح لا كابح له, وتواصلت الشهقات التي أحست بها ستخنقها ان لم تسمح لها بالانفلات.
    في اليوم التالي, وفي ذات الموعد, طرقت الباب ودخلت.
    أمسكت كفه بحب . : كيف حالك محمود ؟ هل تذكرني ؟ لقد زرتك البارحة.
    : محمود , أنت قوي. أنت مقاتل صلب. هل تسمعني ؟
    كان يرمش بعينه الصحيحة بحركة لا ارادية .
    : أنت الآن في معركة. اختلف الميدان, لكنها معركة أيضا, وعليك أن تفوز بها.
    : محمود, عدني أن تقاوم . عدني.
    في احدى المرات سألته : هل تحب أن أقرأ لك بعض القرآن ؟ ماذا تحب ؟
    لم يضرها أن جوابا لم يأت, فواصلت : سأقرأ لك "وقتل داود جالوت". هل تعرف بماذا قتله ؟ بالمقلاع. والله العظيم بالمقلاع. اسمع ..
    في مرة أخرى جلست لتروي له قصة.
    قال لها الممرض وقد أشفق عليها : انه في شبه غيبوبة. لا أظنه يسمعك.
    قالت باصرار : من يدري ؟ ان كان يسمعني, فسأسري عنه, وان لم يكن فيكفي أنني حاولت .
    كان لسانها ينفلت بالحديث معه بشكل لم تكن لتتوقعه. أن تتحدث لشخص لا تعرفه صعب, وأن تخلق حديثا من جانب واحد أصعب. لكنها فعلت, وبتلقائية.
    قالت لصديقتها تسألها بخوف : هل تعتقدين بأنه سيتعافى ؟ لقد وعدني بأنه سيقاوم. سمعتها في أنفاسه.
    شدت الصديقة على يدها وأجابت : أحد جرحى الانتفاضة الأولى كان في مثل حاله, وستتعجبين أنه دعاني الى حفل عرسه قبل عامين.
    رسمت قبلة عميقة على جبين الصديقة, قبلة شكر تبعتها نظرات تضامن , وايمان بأنهم جميعا في خندق واحد .
    اليوم مات محمود. استسلم.أخلف وعده. مل الانتظار.
    ملّ التضامن العربي المهزلة. ملّ قصصها ودموعها, وانتظارها للمعجزة.

    *****

    عن الشهيد محمود مطير


  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    09/04/2007
    العمر
    65
    المشاركات
    428
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ومات محمود..

    أختي الفاضلة حنين حموده
    قرأت خاطرتك الموجعة ، وقد أوجعني قبلها ماتجرعه إخوتنا في غزة هذا اليوم
    وأعلم أنهم يتجرعون الويلات منذ زمن ، لكن المشهد اليوم كان فاجعا ً إلى درجة لاتوصف .
    لهم الله في ظل هذا الإنكسار ، وفي ظل التضامن العربي والإسلامي المهزلة ، وفي ظل القصص والدموع
    التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، ولاتدفع عن الأطفال والنساء والشيوخ شبح القتل والجوع والمرض.
    حقا كانت نهاية خاطرتك مريرة بمرارة هذا الواقع الرديء الذي يحكم الخناق علينا ، وماكان لها إلا أن تكون كذلك .
    رحم الله شهداءنا واسكنهم فسيح جنانه ، وليربط الله على قلوب الأمهات والثكالى والأرامل ، وليشف مرضانا
    وليرحم ضعيفنا ، ولينصر مجاهدينا حيث عز الناصر ، وليكن في عونهم حيث قل المعين ولاحول ولاقوة إلا بالله .


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية محمد حامد محمد
    تاريخ التسجيل
    25/10/2007
    العمر
    56
    المشاركات
    91
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: ومات محمود..

    عجز القلم عن خط حرف
    ربما أخرسه الحزن
    وربما قتله اليأس بعد أن أفنى مداده بالصراخ


  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية حنين حمودة
    تاريخ التسجيل
    05/08/2007
    المشاركات
    1,008
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ومات محمود..

    أستاذي كمال،
    أظن ان محمودا لم يخيّر، ولكنه لو خيّر لاختار الرفيق الأعلى..
    لن أقول ما أعرفه "وهو أن له مكانه من الجنان العلا".. ولكني سأقول أن الموت خير من حياة نغمسها بالذل صباح مساء،
    ثم تأتي قُمّتنا "بالضمة لا الكسرة" لتقول أثناء القصف والموت والدمار أن السلام هو خيارنا الاستراتيجي!!
    وامعتصماه!! وأنا لا أستنجد به اليوم، وإنما أندبه.

    تقديري


  5. #5
    شاعرة
    نائب المدير العام
    الصورة الرمزية مقبوله عبد الحليم
    تاريخ التسجيل
    06/07/2007
    العمر
    64
    المشاركات
    5,481
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: ومات محمود..

    يا حنين هو الألم أخرسني
    وهو الوصف والقلم صعقني
    يا لك من مجاهدة
    حييتي يا عظيمة

    دع عنك لومي " كي أكون كما أنا = إني كمثل الورد في البستان
    لا تعتقد أن السنين عدوتي = إن السنين تزفني من ثانِ
    كيما أكون على النساء أميرة = ويفوح عطر الورد من شرياني

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عبد العزيز غوردو
    تاريخ التسجيل
    16/03/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    1,879
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: ومات محمود..

    أستاذتي حنين:

    قرأت ما أوجعني هنا...

    وعجزنا عن تقديم دعم مباشر لأحبتنا في غزة، يوجعنا أكثر...

    لكن يكفي أن نعلنها صرخة مدوية: لئن مات محمود.. فكلنا محمود...

    كلنا يرفض حياة معجونة بالذل والمهانة...

    العزة، كل العزة، لغزة هاشم...

    والذلة، كل الذلة، لكل منافق، منبطح، رعديد...

    " "

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    15/09/2007
    المشاركات
    129
    معدل تقييم المستوى
    17

    Red face رد: ومات محمود..

    سلام .

    محمود هو عيّنة لكل من رزقوا الشهادة في سبيل الله ، اصطفاهم العليّ القدير و خيّرهم ليكونوا مع النّبيين و الصديقين في جنات النعيم .
    اختاروا العزة و الكرامة و الشهادة ، على الذل و الهوان و الحياة ، فهنيئاً لهم بما كسبوا ، و ما ينال أصحاب العار إلا عاراً و حساباً عند الله عسيرا .

    شكرا لكِ أختي الكريمة حنين حمودة على هذه القصة المعبرة و المؤثرة .

    اللهم انصر إخواننا في فلسطين و ثبت أقدامهم .

    تحية طيبة .



    أَفْرَغَ اللَّيْلُ ظُلْمَتَهُ ،
    و امْتَصَّ مِنْ نُورِ الشّمْسِ حّتَّى صَارَ نَهَاراً ..
    غَدٌ مُشْرِقٌ يَا فِلَسْطِينُ و يَا عِرَاقُ ..
    فَلاَ بُدَّ للَّيْلِ أَنْ يَنْجَلِي ..

  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية قطر الندى
    تاريخ التسجيل
    22/11/2008
    العمر
    38
    المشاركات
    260
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: ومات محمود..


    ومات محمود ومات الضمير العربي
    كفنهم الصمت !!
    غاليتي حنين أعذري قلمي
    فالدموع باتت المداد
    والقلم
    دمت ِ للحق والجهاد


  9. #9
    شـــــاعر / نائب المدير العام
    (رئيس تجمع شعراء بلا حدود)
    الصورة الرمزية لطفي منصور
    تاريخ التسجيل
    29/05/2007
    العمر
    74
    المشاركات
    5,266
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: ومات محمود..

    هذا قلم حنين الذي يتقاطر عبرا
    محمود هو شباب فلسطين
    وموتهم يعني حياتها
    بلادُ مات فتيتها لتحيا
    أحييك
    لطفي منصور


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية حنين حمودة
    تاريخ التسجيل
    05/08/2007
    المشاركات
    1,008
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ومات محمود..

    أخي محمد حامد،
    وكل الإخوة الأفاضل.
    أعذروا عدم متابعتي، وعدم انتباهي للردود.
    ربما، لأني مللت الحروف.. والتضامن منتوف الجناح، وقليل الحيلة!

    ربما لأني وددت من لا يكون رده: اسمعوا.. بل: أنظروا!

    هدد أحد الرجال زوجته إن لم تحضّر له العشاء قال:
    حضريه الآن وإلا أفعل كما فعل أبي.
    خافت وحضرت العشاء، وبعد أن أكل وروّق سألته:
    وماذا صنع أبوك؟
    قال: نام دون عشاء.

    لا أرانا أصلح منه..
    لكن أرجو من الله أن نصير قريبا..
    يا رب


  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية م . رفعت زيتون
    تاريخ التسجيل
    18/07/2007
    المشاركات
    2,595
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: ومات محمود..

    ..
    .
    كنتُ هنا

    ولم أعلق

    لا لشيئ سوى الحزن هنا وفي كل مكان

    لا أرى الليلة حولي إلا ما هو أسود

    وما هو غير مفهوم لي

    حزين أنا بحجم

    الحزن الذي

    احتوته سطورك

    ..
    .


  12. #12
    مـشـرف الصورة الرمزية عـائشة السهلاوي
    تاريخ التسجيل
    23/02/2008
    المشاركات
    1,014
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: ومات محمود..

    رَحَلَ ليُودِعَ في قُلوبِ القابِعينَ ضَنَكاً
    تُمازِجهـُ رَجاءاتٌ
    لا تَمَلْ!


    غالِيَتيْ*
    كأنتِ قابِضَةُ الزّمامْ!

    ..{تَحِيّةٌ تَليقُ بنَبضٍ يَسكُنكْ]

    اْنْعِتَاْقْ..!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    فَبِقُدسِنا الغرّاءُ تَكمُنُ عِزّتي..
    وبموصِلَ الشّماءِ أهطُلُ نيلا

  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية فاطمة عبيدات
    تاريخ التسجيل
    08/01/2009
    العمر
    36
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: ومات محمود..

    لا أدري،هل أقول لكِ مرحباً،أم تقبلُ الله العزاء في شهداء الشرف من إخوة ترابنا،
    أم أقفلُ على ملايين الصور للشهداء في رأسي مصراع الخروج.
    ماذا أقول،
    عندما كان عمري في الثانية أم لنقل في الثالثة من عمري،جاء خبر إستشهاد خالي،
    وسبب استشهاده،أنه كان يحمل تحت إبطه العود الذي لطالما تغني على وقع أنغامه،
    وسبب استشهاده،أنه قام بالوقوف بين الجنود والنساء منعاً من أن يتم ضربهن،
    فأطلق عليه مجندٌ بربري اسرائيلي النار عن قرب،وماذا أطلق عليه يا تُرى؟!!!!
    دمدم،ومن لا يعرف الدمدم هو سلاخٌ محرمٌ دولي،يدخل في الجلد كثقب الإبرة ويخرجُ منه عاملاً فوهةً كبيرة،
    وفي كل جزءٍ يسير فيه الدمدم كالحلقة الدائرية المجنونة ينسف شرايين الجسد وأوصاله،
    وكان للدمدم أن يصلَ للقلب،فأوقفه بالرغم من أن العقل ما زال يقوم بعمله،فاستشهد خالي سريرياً
    ولأن الغرفة التي كان يقبع فيها كانت محاصرة بكتيبة من الجيش الاسرائيلي خوفاً من أن يقوم فيأكلهم،
    تم اختطاف خالي من المستشفى،رغماً عن الجنود للمسيرة في جنازته،
    وعندما وصل في سيارة الاسعاف،وأذكر وأقسم بالله كأني أشاهد الحدث بأمِ عيني الآن،
    كان الشارع طويلاااااااااااااااااااااااااا وكان على الطرف الأيمن للشارع قوافل من حملة الورود الزكية التي تبكيه،وعلى الطرف الأيسر حملةُ الطبول والكشافة ليقرعوا لحناً حزيناً لفراقة،
    وذهب خالي كما ذهب السابقون واللاحقون،
    أما اليوم،فواااااااااااااااااااااااااااااااا حسراته على الشهداء،حتى الجنازة لا يحصلون عليها بشرف،
    حتى الجنازة،حتى القبر، يحتاج للعديد من المفاوضات للحصول عليه
    تباً
    تباً
    تباً
    للعرب ومن والاهم من أنظمة
    تباً



    [align=center]كُلُّ السُيوفِ قواطعُ إنْ جُرِدتْ، وَسيفُ يَراعي في غمدِهِ قاطعُ[/align]
    مَقدِسيَّةُ التُرابِ والوَشمْ،،فاطمة عبيدات


    قَلمي لا تكن (كالعاهراتِ)...للذي عندهُ الفلوسُ تؤاتي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •