غزة صُبغت بالدم القاني
رائحة الموت تنشر في الأرجاء
صوت الرعب والهلع والصراخ يصم الآذان
هذا جريح ...
وثاني مقطوع القدمين ...
وثالث فارقت روحه الخالدة هذا الجسد الفاني ...
بيوت الله هُدمت
حرمة الأرض المقدسة انتُهكت
فُصلت الرؤوس عن الأجساد
سُرقت الابتسامة من على الشفاه
زُرعت الدموع غصباً على المآقي
لتنزل حارة تلفح الخدود بل وتحرفها
دُمرت المنازل
حُرقت الأرض
هان العرض
مات الشرف
بيعت الكرامة
وبثمن بخس
وفي المقابل
.
.
.
.
.
في المقابل .
.
.
.
.
ارتفعت الهمم
تعلقت الأبصار بالسماء في دعاء لله
اشرأبت الأعناق إلى الجنة
وحورها العين
زغردت أم الشهيد
زغردت أم الشهيد
زغردت أم الشهيد
وامتزجت زغاريدها بدموع الفرح
لأن ابنها وفّى مراضعه
فهزت مشاعر كل حرة لتتمنى أن يكون أبنها معه أو مكانه
وزلزلت بذلك أقدام الأعداء لتريهم أن الله معها ومثبّتها
وهي تقول له ( شهدائنا في الجنة ... وقتلاكم في النار )
خلعت قلوبهم بزغاريدها
مثلما جفف ابنها حلوقهم بمقاومته
وهو يصرخ أين أنتم يا عرب
حتى استُشهد على النهج الذي تربى عليه
مخلفاً ورائه قلوب أسود لن تجف دماءها الزكية
لو صُبغ الكون بها
وليس غزة فقط
وليس غزة فقط
وليس غزة فقط
يمامة النطيط
31-12-2008
المفضلات