- الازدواجية في التربية :
تكمن هذه الازدواجية في أمر خطير جدا و هو تنوع صور الحقيقة للطفل .
كيف ذلك ?
الأب يطلب من الطفل أمرا ما يتناقض مع طلب الأم أو المعلم .
فحين يرى معلمه في المدرسة يقول له : إنه يجب أن يفعل كذا ليكون مواطنا صالحا , ثم يذهب إلى البيت فيجد الوالد يفعل عكس ما كان يقرره المعلم , أو يامره بالعكس , كذلك حين تصبح المعايير مزدوجة في البيت الواحد , فترى الأم في واد و الأب في واد آخر , و كل منهما يجذب الإبن نحوه...
إن هذه الازدواجية تجعل الطفل عموما و المراهق خصوصا في حيرة من أمره , خصوصا و أن خبرته في الحياة قليلة , بل ربما جعلته هده الازدواجية يفقد الثقة بالمعلم و الوالدين , و حين يفقد الثقة بمعلمه و بوالديه فإنه يفقد الثقة حينئد بمجتمع الكبار بصفة عامة .
و هذا من شانه أن يدفع الطفل و المراهق إلى خلق معايير و قيم خاصة به و من صنعه هو .....فما دامت المعايير مزدوجة و الخطأ و الصواب نسبيين ,فإنه لا مانع من أن ينشد طريقا آخر في فهم العالم بما يتناسب معه هو ,و ليس لقيم و مبادئ أخلاقية و تربوية معترف بها من قبل الدين أو المجتمع , او تحكمهل ضوابط محددة و واضحة .
العلاج /
- توخي الحذر عند التعامل مع الأطفال عموما و المراهقين خصوصا , و يجب على الوالدين أن لا يختلفا في تقييمهما للأمور المهمة و التي تمثل قيما تكاد تكون ثابتة و راسخة .
-اتفاق الوالدين على أساليب التربية للأبناء , وأن يتفقا كذلك على المعايير التي تخضع لها منظومة القيم لدى كل منهما .
- يجب أن يتفقا على من هو الولد الطيب و من هو الولد الشرير ! ما الصفات الواجب التخلي عنها و التنكر لها ...الخ.
- ايجاد قدر مشترك بين الوالدين من الأفكار و القيم و قدر كبير من التفاهم و التناغم أيضا .
- يجب أن تتفق المرجعية التربوية و الدينية لكليهما , و هذا أهم ما في التربية , فينبغي أن تكون معايير الحلال الحرام واضحة عند الوالدين و لا خلاف بينهما في ذلك , و هذا لا يتحقق إلا اذا أحسن الأب اختيار الأم من البداية !
- لا يجب الخلط بين الازدواجية في التربية و الازدواجية في وجهات النظر , فالأولى مرفوضة أما الثانية فضرورية لإفهام الأولاد بأن الحياة ليست جامدة و أن هناك أمور كثيرة تقبل الجدل ....
فمثلا قد يحب الوالد شيئا ما , و لا تحبه الأم و قد يختلفان حول أمور الحياة اليومية مما لا يدخل في مجال الأخلاق و القيم ...الخ .
المفضلات