باسمه سبحانه
وإن من شئ إلا يسبح بحمده
.................................................. ..................
[justify]
هذه القراءة الضعيفة وأصر على كونها مجرد قراءة بسيطة أقدمها من باب الوفاء لأستاذنا وجليل علمنا الأستاذ الدكتور محمد سعيد جمال الدين – أستاذ اللغة الفارسية وآدابها بجامعة عين شمس – فمنه تعلمنا كيف نجعل من قبور الحرف روضات – وكيف أن الحرف يحتضن تحته مراقد أسرار – فله الفضل الأكبر فى كل ماتعلمناه من قراءة حرف – وله أفضال كثيرة طالت العالم بأسره - فقد عرفناه عبر الاذاعات بصوته الذى عبر عن قلبه وعقله ومن خلال من تناقلوا حرفه – وكان حرفه ليس بعيد عن شخصه – حرف حق وشخص حق – عرفناه فى المؤتمرات واللقاءات الثقافية بهجمة حق على كل من أراد أن يتعرى من ذاته . وله فضلاً كبير بتعريف العالم بشخصيات إسلامية أرست الفكر والعلم فى عالمنا الإسلامى كشخصية محمد إقبال الذى قدمه لنا ترجمة وفكراً – وعلى يدبه مازال للبوح والفيض للأدب الإسلامى وجود بعدما ضاقت عليه الدنيا من هجمات ومسخيات.
ونسأل الله تعالى أن يعطيه العافية والرضا وسكون القلب ونصرة اليوم العظيم بفضل ماقدمت يداه من خير وفضل وعلم إنه السميع المجيب.[/justify]
.................................................. ...
رسالة الشيخ صنعان
الشيخ صنعان ومدرج المعراج
[justify]
قصة الشيخ صنعان من القصص التى لها مكانة خاصة فى أدب العارف الكبير مولانا العطار – ترد لنا القصة فى كتابه منطق الطير و الذى تدور أفكاره حول مجموعة من الطيور باحثة عن معشوقها الحقيقى.
وأصحاب القراءة العابرة يظنون أن العطار وغيره من أهل العرفان يملؤن كتبهم بالحكايا لكونها حكايا ليس أكثر.
وهذا بالطبع سخف قى القول – فالعطار فى مؤلفه منطق الطير أراد بلورة نظرية تقوم قكرتها على العلاقة بين العبد وسلوكه نحو ربه ووظيفة العشق فى هذا السلوك.
وعندما نراقب تموضع قصة الشيخ صنعان بين سطور العطار فى منطق الطير – نجد أن الأمر لم يكن إعتباطى كما يقول البعض.
فبعد سؤال الطيور للهدهد عن كيفية سلوك الضعاف للطريق ؟
أراد الهدهد أن يرشدهم أن عزيمة السلوك لايدفعها القوة أو الضعف أو الكفر والإيمان – بل تدفعها قوة ترتفع عن ملازمة الكفر أو الإيمان. فنراه يقول تعقيباً على كلام الطيور وتحيرهم فى كلامه بعدما أوضح لهم أن الروح والجسد حجب تحجب الوصول لنهاية الطريق – وأن العاشق الحقيقى هو من يتخلى عن هذا الحجب ليرتفع إلى صفة العاشق الحقيقي .[/justify]
منکری گر گویا این بس منکر است عشق گو از کفر و ایمان برتر است
عشق را با کفر و با ایمان چکار عاشقان را با تن و با جان چکار
عاشق آتش در همه خرمن زند اره بر فرقش نهند او تن زند
فلو يقل ناكر أن هذا الأمر منكر فاصدح أن العشق أعلى من الكفر والإيمان
وما شأن العشق بالكفر والإيمان وما شأن العشاق بالروح والجسد
فالعاشق يضرم النار فى كل بيدر ويضع المنشار على رأسه وهو صابر
[justify]
وبعد أن يكمل العطار إيضاحه حول موقع العشق بين الكفر والإيمان وكيف أنه أداة السالك الوحيدة القادرة على إيصاله فى نهاية المطاف بمعشوقه ؛ يخرج لنا العطار بقصة لها عنوان خاص وتركيبة خاصة تخرج عن سياق الموضوع إلا أنها جاءت لتخدم الفكرة السابقة..... وهى أى مكان للعشق بين الكفر والإيمان ؟
فعنوان الحكاية فى منطق الطير:-
" حکایت شیخ صنعان و زناربستن اواز عشق دختر ترسا"
حكاية الشيخ صنعان وعقده لباس الزنار بعلت عشقه الفتاة المسيحية
وملخص الحكاية يدور حول " الشيخ صنعان الملازم للحرم مدى خمسين عاماً – ويرافقه أربعمائة من مريديه ذوى المنافسة فى الرياضة الروحية- فهم لايعرفون الملل أو الراحة. والشيخ صنعان له مواهب ربانية فهو صاحب الكشف وصاحب السر – والأنفس تصح من سقيمها عنده – ثم بعد ذلك يأتى حلم يراوده فى ليله . فكان كلما أغتمضت عيناه وجد نفسه طريداً من جوار الحرم إلى أن يجد نقسه ساجداً أمام صنم. ويدرك الشيخ أن عليه عبور هذه الأزمة وأن هذا سمت المؤمن فلابد أن يعبر من عوارض الطريق ليتحقق له الوصال بربه وتفتح له أبواب رضوانه.
فيعقد العزم على السفر إلى بلاد الروم مع مريديه فربما يجد هناك ما تلقى به الأقدار من تعبير لرؤياه.
وهناك بعد تجوال يقع نظره على فتاة مسيحية على عتبات نظراتها مصارع العشاق – وبعد كشفها عن حجاب وجهها اضطربت نار العشق فى قلب الشيخ صنعان – وضاع متاعه من دينه وتقواه – وتخلى عنه أتباعه من المريدين بعد محاولات مستميتة من جانبهم لعودتة ورشده. ويعيش الشيخ لوعة وحرقة وبكاء فى ليل هذا العشق – ويترقب الشيخ وجه معشوقته – ولما علمت الفتاة بأمره وقصة عشقه – وأعلمها الشيخ بأنها سرقت قلبه وأنه عشقها – ردته الفتاة عن كلامه – وأعلمته أنه فاق سن العشق فهو بحاجة إلى طعام لا إلى غرام –ولما وجدته فى إصرار على أمره – سألته أربع مطالب : أن يسجد للصنم و يحرق القرآن وينتشى الخمر ويكف عن الإيمان .
قبل الشيخ شرب الخمر فقط أما المطالب الأخرى فلاطاقة له بها – وقبلت وصحبته للحانة وهناك بعد الإحتساء والنشوة ضاع كل شئ فطار من قلبه الإيمان وسجد للصنم ولبس الزنار – وطلب منها الاقتران فرفضت أن توافق إلا بعد مهريقدمه لها – ولما كان هو معدم – طلبت أن يكون مهرها رعاية خنازيرها عاما كاملا– وقبل الشيخ طلبها – ثم تنتقل الحكاية من بلاد الروم إلى العودة إلى جوار الكعبة حيث هناك عاد مريدى الشيخ بعد يأس من إستفاقته . وهناك يلتقون بمريد قديم للشيخ – وبعدما يسمع حكايتهم مع الشيخ يوبخهم على ضياعهم لحق الصحبة والولاء وأنهم صاروا فى تساوى مع العدو والمنافق – وأوضح لهم أن لاعشق إلا بعد مذلة وسوء سمعة وإلا فلاعشق هناك .
ويرجع بهم هذا المريد لأرض الروم ليعيد شيخه ويمكث فى سلوك الطريق أربعين يوماً – وتظهر له رؤيا يرى فيها النبى الأكرم وتفضى إلى أن الشيخ صنعان سينفك من غفلته ويعود لوجهته.
وبالفعل عاد الشيخ معهم وتخلى عن كل ماتعلق به من مظاهر – وبعد أن ترك فتاته الرومية رأت هى الأخرى مناماً فيه القمر ينزل إلى حجرها ويأمرها بأن تتعقب الشيخ وتعتنق دبنه – وبالفعل عاشت فى لوعة هذه الرؤيا وتعقبت الشيخ وقطعت الفيافى ومجاهيل الطرق – وبعد أن إلتقت بشيخها بعد تعب وطول سفر أعلنت إسلامها وطلبت منه المغفرة والمسامحة – وأعلنت أنها بعدما تعرفت على الحق لم يعد لها بقاء فى هذه الدنيا الدنية ولفظت آخر أنفاسها – ولم يمكث الشيخ هو الآخر بعدها ببعيد فقد أنتهى أمره بلقاء ربه.[/justify]
المفضلات