الجلسة الطارئة للأمم المتحدة
بدات الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور كبير من الأعضاء والمراقبين، إبتدرها الأمين العام بتلاوة فقرات من مقدمة إبن خلدون في شكل تساؤلات: لماذا تضعف الحضارات بمجرد بلوغ غايتها من الملك والشروع في جني ثمارها؟ لماذا تفسد بالترف والنعيم؟ لماذا تفسد بفساد عصبتها لتقوم عصبة جديدة بتأسيس دولة جديدة وحضارة جديدة؟ هل للدولة والحضارة أعمار طبيعية كما للأشخاص أعمار لا تزيد؟ .. وواصل الأمين العام تلاوته للخطاب المنقول من مقدمة ابن خلدون، وزاد عليها «لقد كان متوقعاً بعد تجربتي الحرب العالمية الثانية المريرة والحرب علي الأرهاب الأنتقائية أن يعم السلام في العالم وأن يتخلص العالم من كل أسلحة الدمار الشامل لكن علي العكس من ذلك تضاعفت كميات الأسلحة وصارت كوريا تبيع السلاح مقابل المياه وازداد الرعب والعنف فى العالم وبلغ حداً أن تقوم دولة موناكو بأحتلال الصين».
إن النظام العالمي يزداد توتراً ويزداد تعقيداً، وأصبحت تسيطر عليه المنظمات والهيئات بأسلوب إستعماري واستكباري جديد، إزدادت معه الدول الغنية غني وازدادت الفقيرة فقراً، حتي بلغ حد الفقر أن دخل الفرد فى الدول الغنية يساوي عشرون ضعف دخل الفرد فى الدول الغنية، ومال الميزان التجاري لمصلحة المصنوعات علي حساب الخامات، وأمتلكت دول بعينها المعرفة والتكنولوجيا وأورثت الغالبية من سكان العالم الجهل والفقر.
أوشك الأمين العام أن ينهي خطابه بقرارات خطيرة ولكن مقاطعة مناديب بعض الدول الأعضاء دعته إلي التوقف برهة من الوقت، تلي ذلك أنسحاب عدد آخر من مناديب الدول لعدم تصديقها لما تسمع وهل حقيقة أن الأمم المتحدة الأن تحاكم نفسها.
دول عدم الانحياز وبعض الدول العربية غيرالمنضوية في منظمة واتا وصفت الخطاب بأنه تكتيك لإمتصاص الامتعاض العالمي وتململ الدول الأعضاء من الهيمنة الأمريكية علي المنظمة، وانحيازها المطلق لصالح إسرا ئيل.
الدول الغربية أقعدتها المفاجاة عن التفكير وهي تستمع للمحاكمة العلنية للحضارة الغربية المستبدة، عدد من الدول الاسلامية عقد إجتماعاً طارئاً خارج القاعة وأتفق إجماعهم أن يتم الاتصال بمشائخ طائفة التنابلة للتأكد من أن الذي يجري علامة من علامات الساعة، وأشارة من أشارات الحضور للمهدي المنتظر. الولايات المتحدة إمتنعت عن (الصياح) بعد أن أشار عليها مندوب دول منظمة واتا بعدم أستعمال حق النقض مهدداً بقطع العلاقات معها، وأعتبار الفيتو بمثابة أعلان حرب، فحاولت أن تستميل بعض الدول لتكوين حلف جديد يحمي بروتوكولات بني صهيون.
عاد الأمين العام لتكملة خطابه وأصدر العديد من القرارات بأعتماد مقدمة إبن خلدون وثيقة أساسية من وثائق الأمم المتحدة، وألغاء نظام (الفيتو) والتخلص من جميع أسلحة الدمار الشامل، وترحيل اليهود إلي ولاية ألاسكا، وتوزيع ثروات الدول الكبري علي الدول المستضعفة، وبدء الحوار مع دول منظمة واتا مع الأستفادة من تجاربها في مجال الأرتقاء بالبشرية.
خرج الجميع من القاعة غير مصدقين لما سمعوا ومارأوا، وأنخرطوا في حوار جاد لما سيكون عليه الحال بعد المآل، وعند خروجهم فإذا بهم يقرأون لافتة علي المبنى الرئيس للأمم المتحدة مكتوب عليها: الأجتماع الطارئ للأمم المتحدة دورة العام ( 2100 م) .
المفضلات