منافق خسيس.. طماع متوحِّش لا يتورع عن فعلِ أيِّ شيء مقابل تحقيق أهدافه ..عرفه أهل البلدة حفيدًا لأجداد امتازوا بالذكاء,وحبهم لسفك الدماء اقترفوا الكثير من الجرائم في غياهب الماضي حسب روايات حفظها الآباء عن أجدادهم ,ولم يعودوا بحاجة لقصها على أولادهم ,فقد أصبح اليوم الصغار والكبار يحسبون لسطوته ألف حساب ,بعد أن استطاع التحكم بمصير الكثيرين منهم بسبب تقربه من مختار البلدة المرتشي, وتوسيع رصيده في البنوك ..فراح الخسيس الوغد يتمشى في الشوارع والحارات نمرودًا طاغيًا,فيلقي الرعب في قلوب من يرونه ,وقد تقلَّد سلاحه ,وعيناه تلمعان بالحقد والكراهية لأهل البلدة المسالمين , فلم تنجُ من شره بزرع الفتن بين أهلها ,فظلَّ يؤلِّب سكان الحارة الشمالية على إخوتهم في الحارة الجنوبية ,وما أن يهدأ الصراع بينهما حتى يشعل فتيل صراع آخر يذهب ضحيته الكثيرون من سكان الحارتين ,وهو في مأمن منهم يتقرب تارة إلى هؤلاء ,وتارة إلى هؤلاء,وفي قلبه يضمر الشرَّ لأهل الحارتين بانتظار اللحظة الحاسمة التي يقضي بها عليهم واحدًا تلو الآخر ..وذات صباح استيقظت فتحية على حلم جميل أذاعت به نساء البلدة,فابتسمت الفرحة فوق الشفاه أملا بتحقيق حلم تلك الفتاة المدللة في بيت والديها ,فتهدأ الأحوال ,ويتصالح سكان البلدة , فيتم زواجها من ابن خالتها في الحارة الجنوبية بعد خصامٍ دام سنوات طويلة ,وهي أسيرة الحارة الشمالية . تعلق الجميع بحلم فتحية الجميل الذي هو حلمهم , وراحوا يحضرون للفرح الكبير الذي سيجمع شمل العروسين , ويوحد الحارتين ..وليلة العرس ارتدت البلدة ثوبًا قشيبًا فأضيئت حاراتها ,وزينت المنازل والشرفات, وعلت أصوات الزغاريد تبشر ببداية عهدٍ جديد لاخصومة فيه ولادماء ..وهناك في بيت فتحية كانت العروس ترتدي ثوب زفافها الأبيض وتحمل باقة من الزهور والورود الجميلة ,وهي تجلس في مكان مرتفع يراها فيه كل الحضور, بينما كان عريسها في قمة سعادته يطير فرحًا بآماله وحبيبته بالقرب منه بينما يعقد الأهل والأصدقاء حلقات الدبكة الشعبية ,والمطرب الشهير يغرد أحلى الأنغام ..سعادة فتحية وتكمُّش يدها بيد عريسها لفت أنظار الحضور فأحبوا الاستزادة من النظر لهذين العاشقين الجميلين , وعندما مال العريس برأسه ليقبل خد فتحية التي سحرته بجمالها الفاتن ,دبَّ الرُّعب في قلوب الحضور وعلا الصراخ ,وصوت طلقاتٍ نارية تخترق جموع المحتفلين لتفجر رأس العريس قبل أن يوقع اتفاقية السلام فوق خد فتحية ..
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن
المفضلات