الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
* الموضوع : سلسلة أحاديث المساجد .
+ تناول خطيب الجمعة يومه 26 يونيو 2009 في خطبته موضوع "عمارة المساجد"، و نظرا لأهمية الموضوع تناولت الفكرة لأصوغها في هذا الحديث، أتمنى أن يلقى الصدى الحسن لدى القارئ.
+ إن عمارة المساجد التي أعطاها الله مكانة و سموا خاصين، حيث أوردهما سبحانه و تعالى في القرآن الكريم و وعد عباده المؤمنين بالولاية، كما أن نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعطى لهذه الخصلة، أي عمارة المساجد مكانة سامية، و قد وردت في هذا الشأن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت في الصحاح من كتب الحديث.
+ من كل هذا، ولو قمنا بإسقاط على الحالة التي تعيشها الأمة الإسلامية في حاضرها، يمكننا وضع التساؤلات التالية، و لو أنني أنظر من الواقع المعيش بالمغرب.
- هل لعمارة المساجد نفس المعاني و الدلالات التي كانت في عهد الرسالة ؟ .
- هل الظروف الحياتية الحالية تخول للمؤمن أن يعمر المساجد بكل حرية ؟.
- هل نحن أمام دعوة نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، و هو يأمر سيدنا بلال بالأذان للصلاة " أرحنا بها يا بلال "، أم أمام نداء العديد من المنافقين في الصلاة و هم يقولون " أرحنا منها يا إمام " ؟.
+ كثيرة هي الأسئلة و قد تطول و تصعب الإجابات عليها، لكن و إن نحن نظرنا بعين المسلم النقي السريرية و الثابت العقيدة، نرى أن من أوجب الواجبات علينا: عمارة المساجد لأنها بيوت الله.
+ كما أن السهر على تسييرها و تدبير شؤونها، هي من الأولويات حتى نضمن فتحها في أوقات الصلوات و تنظيفها و رعايتها و كذلك تجديد أفرشتها حتى تبقى في منأى عن التلوث و الإتساخ.
+ أتذكر برنامجا توعويا نفذه الداعية الشاب الشقيري، و الذي أخد المبادرة لتنظيف المرافق الصحية لأحد المساجد في مدينة بالمملكة العربية السعودية، و قد شاركه في هذا العمل البناء ثلة من الشباب المتطوع، فما أحلى هذه التجارب و أبهاها و هي تبين لنا النموذج الذي يجب أن يكون عليه المسلم الحق.
+ كما أن توظيف المساجد في صورة فضاءات للتعليم و التكوين، مثلا تهييء الحجاج لأداء فريضة الحج أو تلقين المبادئ الأولية في القراءة و الكتابة و قد دخلت وزارة الأوقاف في شراكة مع وزارة التعليم كي تقوم بحملات محو الأمية، و قد أعطت هذه التجارب نتائج كانت في حجم التطلعات التي رصدتها الجهات الرسمية المسؤولة.
* أختم مقالي هذا بالدعاء الصادق لكل المسلمين بأن يهديهم الله كي يعمروا المساجد و يرعوا شؤونها لما فيه خير الآخرين فينالوا رضى الله ،و يجعلوا المساجد حقا بيوتا لله قبلة لكل مصلي ليعتكف و يدعو الله قائما أو قاعدا أو ساجدا، يقرأ القرآن و يكثر من الذكر، فيكون من الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله.
* وفقنا الله لما يحبه و يرضاه، و جعلنا من الواقفين في بابه / العبد الضعيف عز الدين الغزاوي.
المفضلات