الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى ... جمال عبد الناصر

واضاف ابو عمار " لتنتصر "

اسم وعلم خالد في حياة امتنا العربية ، في عقولنا وحواسنا ومساماتنا انه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر .

كم انت حبيب ايها الزعيم وايها الصقر العربي للشعب الفلسطيني والشعب العربي، في ذكرى ثورة 23 يوليو نذكرك ونتذكرك ونبكي ونندم ولأننا كشعوب لم نكن في مستوى المسؤولية ،ولم نكن بالقدر الكافي محافظين على مبادئك واهدافك واخلاقك العربية .

لقد قلت ان الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى ولان الثورة الفلسطينية اعطت المد والصبر والارادة بعد هزيمة تآمر فيها من تآمر عليك وعلى مصالح الامة العربية وكنت الشامخ عندما قدت حرب الاستنزاف وكنت الشامخ والصبور عندما حضرت الجيش العربي المصري ووضعت الخطط اللازمة مع ابطال القوات المسلحة لتحرير سيناء والارض العربية بل كانت خطتك هي تحرير كرامة الامة العربية وكبريائها بعد هزيمة كانت تهدف بالدرجة الاولى تحطيم الثورة العربية بقيادتكم وتحطيم ارادة الشعوب المساندة لثورة يوليو العظيمة .

سيدي الرئيس جمال عبد الناصر :-

لقد خذلوك وقتلوك ولانك قلت اللاءات الثلاث لا صلح لا اعتراف لا تفاوض مع الكيان الصهيوني وقتلوك لأنك قلت ان الثورة الفلسطينية وجدت لتبقى وهنا كان لديك عوامل القوة لبقاء الثورة الفلسطينية بدون انحراف او تيار ا ً انقلابيا ً يحدد خياراتها وينحرف ببوصلتها فكان قتلك مطلوب ، كما كان قتل ابو عمار مطلوب عندما قال واكمل عبارتك الخالدة بـ"لتنتصر" ومعنى كلمة ابو عمار لتنتصر هو برنامج نضالي متكامل يصفي الكيان الصهيوني مؤسساتيا ً ووجودا ً على الارض الفلسطينية وعندما خاض ابو عمار طريق ما يسمى بالسلام لقد خدعوه ولذلك قال ابو عمار " على القدس رايحين شهداء بالملايين" وقال ابو عمار وبعد ان عاش وحيدا ً بعد انقلابات متعددة على الفكر العربي ومبادئ القومية العربية قال وبعد تهديدات وزيرة خارجية امريكا له في كامب ديفيد قال
( يريدونني قتيلا او اسيرا ً وانا اقول لهم ..شهيدا ً ..شهيدا ...شهيدا ً ).

بعدما رحلت سيدي الرئيس ورحل صدام حسين وحوصر صدام حسين ايضا ً منذ عام 1987 بحجة امتلاك السلاح النووي بقيت الثورة الفلسطينية وحيدة ويتيمة ولذلك عبث بها العابثين ونمى التيار الاختراقي المتصهين في اطرها ومؤسساتها وهذا الذي نعاني منه اليوم ، لقد اختطفوا فتح وتنكروا لشهدائها ولعطائها ولكوادرها المناضلين واختطفوا اسم فتح والثورة الفلسطينية ليمرروا برامجهم الصهيونية الاعترافية بالعدو الصهيوني وانت ايها الرئيس حبيب اللاجئين الفلسطينيين لقد فتحت مصر من غربها الى شرقها لأبنائك الفلسطينيين تعليما ً وعملا ً وصحة وتنقل وهاهو شعبك الفلسطيني يعاني من الغربة ويتم المساومة على حقوقه ومقدراته وخياراته من خلال دمى سيطرت على حركة فتح بفعل العامل الاقليمي والدولي وهاهم يخططون الآن في مؤتمر اريحا باقصاء بل مذبحة للكوادر المتبقية الشريفة في حركة فتح هم يخططون في بيت لحم مع دايتون واجهزة الامن الصهيونية كي يأتوا بقيادة لحركة فتح تتمشى مع اغراضهم ومآربهم الخبيثة .

لقد رحلت سيدي الرئيس ورحل صدام حسين ورحل ابو عمار ومن بقي للثورة الفلسطينية ؟؟ ومن بقي للشعب الفلسطيني ؟؟

ان شعبك الفلسطيني ذو الارادة الفولاذية والذي قاوم كل عمليات طمس هويته وحقوقه على مدار اكثر من نصف قرن مازال على العهد والوفاء لكم ولصدام حسين ولأبو عمار الذي غرر به واستدرجوه لمستنقع اوسلو في لحظة ضعف ناتجة عن فقدانكم وتوجهاتكم وتوجيهاتكم وفي لحظة ضعف نتيجة محاصرة الزعيم القومي صدام حسين ايضا ً .

نعم اننا نناجيك سيدي الرئيس المناضل جمال عبد الناصر، في يوم انطلاقة ثورة يوليو التي غيرت وجه الشرق الاوسط بل امتدت اكثر من ذلك الى دول الانحياز والى منظمة الوحدة الافريقية ومؤتمر باندونغ ومازال الاوفياء من القادة العرب على طريق تحقيق الولايات المتحدة الافريقية بالاتحاد الافريقي العظيم كخطوة هامة لتأمين الامن الاقليمي والقومي للأمة العربية ، خطى ثابتة في واقع مخاضات وتآمرات على مصالح الامة وشعوبها ولكن سيدي الرئيس الثورة الفلسطينية هي الثورة الوحيدة في هذا الكم الزمني في الممارسة والتجربة التي لم تحقق اهدافها بفعل العامل الذاتي والعامل الانقلابي في صفوفها وفي متغيرات جذرية وقعت على دول المواجهة .

لك منا سيدي الرئيس والزعيم القومي جمال عبد الناصر كل الوفاء والاصرار على تكملة مسيرة الشهداء حتى تحقيق النصر الذي عملت عليه منذ انطلاقة ثورة 23 يوليو المجيدة .

بقلم / سميح خلف