َلا تَيْأَسِ يا أُمََّة الإِسْلاَم !!؟؟..........
مُحَمَّدٌ أَبَو الزَّهْراء رَسٌول اللهِ وصفيّه ، أَزْكى خَلْق البريَّة ، حاملُ لواء الحمد ، وأَنْبَل الشُفعَاءِ لأمِّته المحمَّدية ، المُحَجَّلِة الغرَّاء!!...
تاجُ الرُسُل قاطِبَةً ، قَرَن الخالقُ البارئُ اسْمه الرَؤُوف الرَّحِيم باسْمِه ، ولا شَأْنَ لَنا إلاَّ إِذا ما اقْتَدَيْنا نَهْجَ سيرَتِه السَّـمْحاء !!..
حبيبُ الله الكريمُ رسَم لنا بسيرتهِ البهيَّة الوَضَّاء قوانينَ الأخلاقِ ، وأَخْرَجَ لنا مِنْ مَدْرستهِ كِبَار العُظَماء ، و فُحُولَ العُلَماء!!..
صَفْوَة البَاري ، وخِيرتَهُ دانَتْ لهُ مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبها ، وسَقطَتْ دولةُ الفُرْس ، والروُم أمامَ عَظَمِةِ رسالتهِ العَلْياء !!..
صاحب العَفْوِ ، والصَفْح ، والإِحْسَان ، لَمْ يَنْتَقم مِنْ أَهْلهِ الذين أَخْرَجُوهُ مِنْ أُمّ القُرَى ، بَلْ كانَ قولهُ لهُم: اِذْهَبُوا فَأنْتُم الطُلَقاء !!..
تحنُّ إلى رُؤْية سَنَا بَدِيع خَلْقِه جِذْع الأَشْجار ، وتَطْربُ آَفاق الدنّيا ، وكلّ ما في الكونِ لسَمَاعِ سِيرَتهِ السَمْحة الغُرّة الغنَّاء !!..
قاضِياً ماهِراً ، ومُصْلِحاً مُبْتكِراً يُؤدّي الحقُوق لأَزْواجِه ، وأَوْلادهِ ، وأَصْحَابهِ ، وعَشِيرتهِ ، وشِيمَتَه .. رَمْزاً لعنْوانِ الصبّر والوَفَاء!!! ..
رَفَع مِنْ شَأْنِ أمَّتِه في العَدْلِ ، والأَخْلاقِ ، والسَّياسةِ ، والاقْتِصَاد ، وكانت رِسالَته شُرْبة للوارِدينَ لَها مِنْ أَحبّتهِ اِرْتَواء !!..
زَكّى آَدابهُم ، وطهّر نفوسَهُم ، وهذّبَ أخلاقَهُم ، والدُّنيا تَعْجَبُ عَجَباً حينَ تقْرأُ أَحْوَال سِيرَة وَقَائِعهم البهيّة العَصْمِاء!!..
اِنْسَاحَ الإسْلاَمُ في أنحاءِ آَسيا ، وأفرِيِقِيَّا , وأَوْربا النائِيَة ، التي كانت تَغْرقُ وتغوصُ في حَلَكِ جاهليةِ لَيْلةِ الكُفْرِ الظَلْمَاء!! ...
ثَوْرَته العظيمة في أَفْكارِ سائرِ أَهْلِ الأَرْضِ ، قَضَت على الظُلْمِ ، والطُّغْيان ولَمْ تَخف وتهبَ وتَخْشَ سَيْل زَبَدِ السُّفَهاء!! ..
أُمّته المُحمّدية ، التي نَشأتْ على الفطْرَة الصادِقة ، والدِّينِ الحنيفِ هي خيرُ أمَّةٍ أُخْرَجَت للنَّاس مِنْ بَيْنِ العالمينِ جَمْعاء !!..
خَيْرُ الأَنامِ لَمْ تَزْدهِ رِسَالته وَتُشْرِق ، إلاّ بسواعِدِ فَتْيَةِ صَحْبِه الكِرَام ، وقَدْ نَزَعَت مِنْ صُدورِها شَحْنَة الحُقْد والبَغْضاء!!..
المجدُ والعزّ قدْ دَنا سَنَا نُور بهيتهِ ، وأضاءَت دُرَر سَجِِيَته ، وأصْبَحَت عنْواناً لسطورِ صفحاتِ الرُوَاةِ والأدباءِ والشّعَراء!!...
مّحبَّة أُمّته قَدْ لاحِت في الأُفِق ، وكانَت مَثلاً للبِرّ والصمُودِ والوَفاء ، وهي تُنَافِح عن نبيِّها سيّد الخلْقِ ، وأَطْهر الشُرَفاء!! ...
أذْيالُ الدُجى ، وسحائِب الغمّ ، لا بدَّ أنْ تَنْسَحب لِتشْرقَ في الأفُقِ ، وتحكُم في الأرضِ حِينَ يُرَاق في سَبِيلها دَم الشُهَداء !!...
لَنْ يَطُول لَيْل الظَلام ما دامَ في أمّته رجالٌ ظاهرونَ على الحقِّ ، سيحملُونَ رايةَ الحقّ ، والمجْدِ ، والكرامةِ ، والعزّة ، والكِبْرياء!!..
سيفُ خالدٌ سيعٌود وتَسْتلّه الأَجْيال ، وطارقُ بنُ زِيادٍ سَيفْتح الأنْدَلُس منْ جديدٍ ، ويعمّ على وجهِ الأرضِ نُور رسالةِ السُعَداء!! ...
ما ذُخْرنا ، ولا زادُنا إلاّ إذا تابَعْنا ثَوْرتنا على الظُلْم ، والبَغْي ، ونَدْعو الله أَنْ يَنْصُر الحقّ المُبِين ، ويَتَلألأ نُوره في الأُفقِ البهاء !!...
لَنْ يَنالَ منهُ السّفلة المُسْتَهزئون ، ما دامَ اللهُ البارئُ قَدْ كَفَاهُ ، وعَصمهُ ، وحَفِظهُ ، منْ أَلْسِنة هؤُلاء الكفرة المُجْرِمين الجُبَناء !!...
لاَ تَيْأَسِ يا أمّةّ الإسلام ، فَرِسَالة نبيُّنا لا زالتْ حيّة ، ولَمْ يَسْتطَعْ سّفَلة البشرِ أَنْ يَنْزعُوها من قَلْبِ أهْلِ رِسَالة الكرامةِ والإِباء !!..
لاَ تَيْأَسِ يا أمّة القُرآن ، فَرِسالتنا سَتَبْقى تَصْدَح بكلمةِ التَوْحيدِ ، ويُشْرِق بِنُورِها آَفاق الدُّنيا ، ويَسْعَد بها الكونِ البهيّ الوضّاء !!..
لاَ تَيْأَسِِ يا أمّة خَيْرِ الرُسِل والأَنْبِياء ، فأنْتِ خَيْر أُمّةٍ أَكْرَمها الله مِنْ بَيْن الأنَام ، ولَم يَجِد لها التاريخُ نَظِيراً لِمِثْلها على السَّواء !!..
يَكْفينا مِنِ الحبيبِ المُصْطفى ، الذي أَعْطاهُ الله خَمْسا ، لَمْ يُعْطها لنبيٍّ قَبْلَه ، ويَكْفينا شَرفًا أنّنا مِنْ أُمّةِ رسالة خَاتَمِ الرُسُلِ والأنبياء!!....
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي :
نصرت بالرعب مسيرة شهر
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،
فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل
وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي
وأعطيت الشفاعة
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))
صحيح البخاري 1/128 ، حديث رقم 328 ، وصحيح مسلم 1/370 ، حديث رقم 521 ، ومسند الإمام أحمد 3/304 ، حديث رقم 14303 ، وغيرها كثير .....
بقلم : ابنة الشهباء
المفضلات