مليارديرات يهود في خدمة تهويد القدس

[عبد الكريم الحسني]

حقا.. اين المليارديرات الفلسطينيين والعرب!

اما المليارديرات العرب فهم اقليميون ويبحثون عن السلامة والعافية الا ما ندر. المليارديرات الفلسطينيون نوعان:

منهم من يبتعد حتى لا يتحمل مسئولية مادية أو يضع نفسه في خطر المعاقبة من قبل من يؤيدون اسرائيل كون معظم استثماراتهم مرتبطة بشكل او باخر بالبلاد الاجنبية.

ومنهم الوطنيون الذين يُحسدون من قبل ابناء شعبهم ويطاردون على قدر ارقام حساباتهم البنكية. ومشكلة النوع الثاني من المليارديرات الفلسطينيين، هو الصراع الطبقي الاعمى الذي يعمل باستمرار على جعل هؤلاء الاغنياء يخافون على انفسهم وعلى املاكهم واموالهم، فدائما هم مطاردون ودائما مكروهون، وهو ما يجعلهم يبتعدون عن مجتمعهم ويلجأون باموالهم ويبقونها في البنوك الاجنبية.

رأس المال يحتاج الى الاستقرار لكي يثمر بناء ومشاريعا ويخلق فرص للعمل لمن لا عمل لهم. هناك شعار في امريكا يقول ما معناه وهو صحيح، "لكي يُحافظ أو يعيش 95 بالمائة من السكان يجب المحافظة على الخمسة بالمائة من الاغنياء. لهذا، يمكن القول بأن كثيرا من مفاهيمنا خاطئة.

لهذا، أن تصادر الاراضي وتهدم بيوت الفلسطينيين وتهود القدس.. شيء عادي.. كيف؟ لماذا الاستغراب ما دامت القيادات الفلسطينية لم تضع سقفا لخلافاتها، وما دامت طموحاتنا لا تزيد عن المطالبة بايقاف توسيع المستوطنات ، والاعتراض على تداخل بناء الجدار العازل بين الاملاك الخاصة للفلسطينيين. ان كل ما نقوله بعد هذا ليس له طعم ولا معنى عند من يعقلون.. سواء كانوا اعداء أم اصدقاء. فأي شرائع وأي قوانين دولية نلجأ اليها، وهل تلك الشرائع والقوانين عمرها الزم اسرائيل بشيء منها. ليتنا نستفيق من غفوتنا ونعلم بان من وضع تلك الشرائع والقوانين الدولية وحقوق الانسان هو من يؤمن ايمانا راسخا بأن ما تقتضيه مصالحه الدنوية وقناعاته الدينية ، هو ، بأن تكون اسرائيل هي دولة الله على الارض عملا بالتفسير الحري للعهد القديم (التوراة) أو كأن القوانين والشرائع الانسانية تقتضي حماية اسرائيل في كل ما تفعله. الا يكفي لكي يقتنع الواحد منا بذلك، ان أهل تلك الشرائع مقتنعون بان المقاوم الفلسطيني هو ارهابي ومجرم ضد الانسانية.

والاهم من هذا كله، هو ، أن ليس عندنا كفلسطينيين وكعرب، لا استراتيجية سلام كاملة ، ولا استراتيجية مقاومة كاملة. في كل موسم لنا موقف ولنا وجهة نظر ولنا تشنجات لا تقدم في شيء. مرة نريد ان نقاوم بكل الوسائل المشروعة حتى ازالة اسرائيل من الخارطة، ومرة اخرى نمد ايدينا لاسرائيل نطالب بسلام عادل.. لكننا لم نستطع ان نفهم باننا لو حصلنا من اسرائيل على 26 الف كيلو متر مربع من فلسطين التي مساحتها الكلية 27 الف كيلو متر مربع فإن حقنا سيظل منقوصا.

أما آن لنا ان يكون لنا هدف واضح نبقى عليه!