**************************
ألملم عقود قرنٍ ونصف
أقرأ فاتحة الزمان
أشدُّ لحاف الوصل
وأخيط خريطة العمر الفيروزي...
دعوني أفك إلياذة الصبح
أعيد نقش الحروف الأولى
وترانيم الجدات
اشيّع نافخي الكير
لما بعد القرون
أحاصر الدمع في المآقي
وتثخن السماء بالغيوم...
تفيض الخاصرة ببعض الندى
تكفهّر الوجوه بالوجوم
ترتعد النواصي فوق الأكتاف
ويبدأ العد التنازلي بعد الجدار الفاصل...
دعوني أفتعل صخب الحروف
ومعمعة السطور
أحطم خربشات العنيد
وأسكب بعضي على بعض...
ما عاد بالصوت سوى البحة
وزفرات عمرٍ سقيم
وفتات نبضٍ مهترىء...
دعوني أفك لجام الصمت الخؤون
أفضُّ غشاء القلوب المعتمة
أعيد بهاء الأنفس الشحّ
أوقظهم من رقاد السنين
أوقظ فيهم حساً صارخاً يعبق بالمستحيل...
أيها الواقفون على مشارف الحقول
ما بالكم تناظرون سارقي الحنطة
تكظمون الغيظ ولا تنطقون ببنت شفة
تخضعون لسيادة الإقطاع
تبصمون على تعبيد الصدور
وتذعنون للموت الخؤون
أيها المارقون
دعوني أريحكم من تنفس الصعداء
أقطع حبل وصلكم بالحياة
فأنتم لا تجيدون سوى
نبش القبور وسفّ لظاها
فدعوني أعيد تكوير أفئدتكم من جديد
علكم تجدون بعض صديدٍ تسفوه...!!
من المجموعة الشعرية الثالثة ( على ضفاف النهر)
المفضلات